هل ينتهي الحال بترينت ألكسندر أرنولد بأن يلعب في خط وسط ليفربول؟

جيمي كاراغر رشحه للقيام بنفس الدور الذي يلعبه كيفن دي بروين مع مانشستر سيتي

أرنولد في مواجهة ليستر سيتي الأخيرة (إ.ب.أ)  -  كيفن دي بروين
أرنولد في مواجهة ليستر سيتي الأخيرة (إ.ب.أ) - كيفن دي بروين
TT

هل ينتهي الحال بترينت ألكسندر أرنولد بأن يلعب في خط وسط ليفربول؟

أرنولد في مواجهة ليستر سيتي الأخيرة (إ.ب.أ)  -  كيفن دي بروين
أرنولد في مواجهة ليستر سيتي الأخيرة (إ.ب.أ) - كيفن دي بروين

في عام 2015. قرر المدير الفني لنادي موناكو الفرنسي، ليوناردو جارديم، تغيير مركز الظهير الأيمن للفريق فابينيو لكي يلعب في خط الوسط. وقدم اللاعب البرازيلي أداءً جيداً في دوره الجديد وقاد موناكو بعد أقل من عامين للفوز بلقب الدوري الفرنسي الممتاز والوصول للدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا، ووصفه جارديم بأنه أفضل لاعب خط وسط في العالم. لكن المدير الفني لمنتخب البرازيل، تيتي، ظل ينظر إلى فابينيو على أنه ظهير أيمن في المقام الأول - ظهير بقدرات أقل من الظهير الأيمن الأساسي للمنتخب البرازيلي داني ألفيش - وهو ما دفع جارديم للقول: «لن أضع لاعباً بهذه القدرات في مركز الظهير الأيمن».
ومنذ انضمامه إلى ليفربول، أثبت فابينو أنه لاعب خط وسط من طراز رفيع. ورأيت أنه من المثير للاهتمام الإشارة إلى حالة فابينيو عند النظر إلى مستقبل زميله في «الريدز»، ترينت ألكسندر أرنولد، الذي يلعب في مركز الظهير الأيمن، لكنه يمتلك القدرات والإمكانيات التي تؤهله للعب في خط الوسط.
وأثناء وجوده مع المنتخب الإنجليزي هذا الأسبوع، سُئل ألكسندر أرنولد عن رأيه في التصريحات التي أدلى بها جيمي كاراغر مؤخراً والتي قال فيها إن الأمر قد ينتهي بأن يلعب ألكسندر أرنولد في خط الوسط ويقدم أداءً مماثلاً لما يقدمه كيفين دي بروين مع مانشستر سيتي. وقال اللاعب الإنجليزي الشاب رداً على ذلك: «هذه وجهة نظره، وربما يحدث ذلك ذات يوم: من يعلم؟ لكن في الوقت الحالي، يرى المدير الفني بوضوح أنني يجب أن ألعب في مركز الظهير الأيمن، وهذا هو المكان الذي سألعب فيه. أنا أريد فقط أن ألعب كرة القدم. وإذا رأى المدير الفني أنه يريد أن يستخدمني كلاعب خط وسط أو مدافع أو مهاجم، فسوف ألعب في المكان الذي يريدني أن ألعب فيه».
إنها إجابة منطقية ومعقولة بكل تأكيد. وأشار ألكسندر أرنولد أيضاً إلى أن نجمه المفضل عندما كان صغيراً هو أسطورة ليفربول ستيفين جيراراد، الذي كان يلعب في البداية ناحية اليمين أيضاً قبل أن يغير مركزه ويلعب في خط الوسط. وقال ألكسندر أرنولد: «لقد كنت معجباً بكل ما يقدمه داخل الملعب. لقد كنت أراقبه دائماً عن كثب وأريد أن أكون مثله».
ولا يوجد أدنى شك في أن ألكسندر أرنولد سوف يستمتع باللعب في وسط الملعب، خاصة أنه يمتلك القدرات البدنية الهائلة التي يتطلبها اللعب في هذا المركز، وتشير الإحصائيات والأرقام إلى أن مدافع واحد فقط (باتريك فان آنهولت) وأربعة لاعبين في خط الوسط (ويلفريد نديدي وأوريل روميو وديكلان رايس وجواو موتينيو) قد استخلصوا الكرات أكثر منه في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. ولو غير ألكسندر أرنولد مركزه ولعب في خط الوسط فسيتعين عليه أن يُطور إمكانياته فيما يتعلق بالتمركز في المكان الصحيح، لكن ذلك الأمر ينطبق أيضاً على مركزه الحالي، ولا يوجد سبب مقنع يجعل اللاعب لا يقتنع بأنه قادر على تقديم مستويات جيدة في أي مركز غير مركزه الحالي.
ومن المؤكد أن ألكسندر أرنولد سيضيف عنصر الإبداع إلى خط وسط ليفربول، ليس في مكان فابينيو - الذي يعتبر بالفعل لاعب خط الوسط الأكثر إبداعاً في ليفربول، وأيضاً اللاعب الأكثر أهمية من الناحية الدفاعية - لكن إلى جانب اللاعب البرازيلي، على أن يقوم ألكسندر أرنولد بالدور الذي يقوم به دي بروين مع مانشستر سيتي، في الوقت الذي يقوم به فابينيو بنفس الدور الذي يقوم به مواطنه فرناندينيو مع مانشستر سيتي.
ويجيد ألكسندر أرنولد التمرير بكلتا القدمين، وهو ما سيمكنه من اختراق دفاعات الفرق المنافسة بتمريراته المتقنة من جميع الزوايا إذا لعب بحرية في خط الوسط. وعلاوة على ذلك، يتميز اللاعب الإنجليزي الشاب بالذكاء الذي يمكنه من اغتنام الفرص المتاحة أمامه، وهو الشيء الذي تجلى في الركلة الركنية الشهيرة التي مررها إلى ديفوك أوريجي في مباراة برشلونة في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، كما اتضحت أيضاً في استخدامه لراية الزاوية الركنية للمرور من بن شيلويل أمام ليستر سيتي. ومن المؤكد أن أي لاعب يمتلك هذا الأسلوب وهذه الرؤية سوف يتطور مستواه كثيراً بمرور الوقت.
وبالتالي، فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: إلى أي مدى يشارك ألكسندر أرنولد في خط وسط ليفربول؟ للإجابة على هذا السؤال يجب الإشارة إلى أن ليفربول يلعب بطريقة تساعد اللاعب البالغ من العمر 21 عاماً على استغلال أخطر أسلحته، وهو الكرات العرضية، قدر الإمكان، قال ألكسندر أرنولد يوم الاثنين الماضي: «الكرات العرضية قد تكون هي أفضل أسلحتي عندما أتقدم إلى الأمام»). كما أن الطريقة التي يعتمد عليها المدير الفني الألماني لليفربول، يورغن كلوب، تعطي ظهيري الجنب أكبر قدر ممكن من الوقت والمساحة لتقديم الدعم الهجومي للخط الأمامي.
وعندما نجري مقارنة بين ألكسندر أرنولد ولاعب ليستر سيتي ريكاردو بيريرا، سنجد أن عدد المراوغات الناجحة للاعب البرتغالي كان أكثر من عدد المراوغات التي قام بها أي مدافع آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، في حين أن ألكسندر أرنولد لم يكن ضمن المراكز العشرة الأولى في هذا الصدد. ويعود السبب في ذلك إلى أن شركة «أوبتا» للإحصائيات الرياضية تُعرِف المراوغة على أنها الركض الذي يقوم خلاله اللاعب بالمرور من لاعب واحد على الأقل وهو لا يزال يحتفظ بالكرة. ويركض ألكسندر أرنولد في المناطق الهجومية كما هو الحال مع بيريرا (أرسل ألكسندر أرنولد 30 كرة عرضية أكثر من لاعب ليستر سيتي حتى الآن في الموسم الجاري)، لكننا نادراً ما نرى ألكسندر أرنولد يمر من لاعبي الفرق المنافسة بسبب طريقة اللعب التي يعتمد عليها ليفربول.
وبالتالي، فإن تغيير مركز ألكسندر أرنولد من مركز الظهير الأيمن إلى خط الوسط سيكون له تبعات سيئة، إلى جانب التبعات الإيجابية، على أداء ليفربول. وإذا كانت مشاركة اللاعب الإنجليزي الشاب في خط الوسط ستساعد ليفربول على التمرير الدقيق إلى الأمام وتضفي مزيداً من الحيوية والنشاط على خط الوسط، فإن السؤال الذي سيطرح نفسه آنذاك هو: من الذي سيخلف ألكسندر أرنولد في مركز الظهير الأيمن؟ من المؤكد أن التشكيلة الحالية لليفربول لا يوجد بها اللاعب القادر على تعويض ألكسندر أرنولد في مركز الظهير الأيمن. لذا فإنه رغم أنه من المثير للاهتمام أن نرى فابينيو يلعب إلى جانب ألكسندر أرنولد في خط الوسط، فإن النادي ليس جاهزاً لهذه الخطوة الآن، وهو ما يعني أن ليفربول بحاجة للبحث عن ظهير أيمن أولاً قبل أن يفكر في الدفع بألكسندر أرنولد في خط الوسط.


مقالات ذات صلة

الدوري المصري: الأهلي يفرط بنقاط الاتحاد السكندري

رياضة عربية من مباراة الأهلي والاتحاد السكندري (الأهلي)

الدوري المصري: الأهلي يفرط بنقاط الاتحاد السكندري

فشل فريق الأهلي في الحفاظ على تقدمه بهدف نظيف أمام الاتحاد السكندري، وتعادل معه 1/1 في المباراة التي جمعتهما ضمن منافسات الجولة الثالثة من الدوري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية روبن أموريم المدرب الجديد لمانشستر يونايتد (رويترز)

أموريم: أنا «الحالم» القادر على إعادة أمجاد يونايتد!

قال المدرب البرتغالي روبن أموريم إنه الرجل المناسب لإعادة مانشستر يونايتد أخيراً إلى مجده السابق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية النيجيري الدولي فيكتور بونيفاس مهاجم باير ليفركوزن (أ.ف.ب)

ليفركوزن يخسر بونيفاس «مباريات عدة»

خسر باير ليفركوزن بطل ألمانيا جهود مهاجمه النيجيري الدولي فيكتور بونيفاس «مباريات عدة» بعد عودته من النافذة الدولية الأخيرة مصاباً.

«الشرق الأوسط» (ليفركوزن)
رياضة عالمية دييغو سيميوني سيخوض مباراته رقم 700 مدرباً لأتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني ممتن للوصول إلى 700 مباراة مع أتلتيكو

سيخوض دييغو سيميوني مباراته رقم 700 مدرباً لأتلتيكو مدريد عندما يستضيف ألافيس في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم، السبت.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان (أ.ف.ب)

فونسيكا: نحترم يوفنتوس لكننا لا نخشاه

قال باولو فونسيكا مدرب ميلان، الجمعة، إن فريقه لا يهاب مواجهة يوفنتوس.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.