تصميم عقار طبي خصيصاً لعلاج فتاة مصابة بمرض في الدماغ

ميلا ماكوفيتش تظهر تحسناً بعد تلقيها دواءً مصممًا خصيصاً لحالتها الطبية (ساينس ماغ)
ميلا ماكوفيتش تظهر تحسناً بعد تلقيها دواءً مصممًا خصيصاً لحالتها الطبية (ساينس ماغ)
TT

تصميم عقار طبي خصيصاً لعلاج فتاة مصابة بمرض في الدماغ

ميلا ماكوفيتش تظهر تحسناً بعد تلقيها دواءً مصممًا خصيصاً لحالتها الطبية (ساينس ماغ)
ميلا ماكوفيتش تظهر تحسناً بعد تلقيها دواءً مصممًا خصيصاً لحالتها الطبية (ساينس ماغ)

بعد نجاحهم الباهر في علاج فتاة صغيرة باستخدام عقار مصمم خصيصاً لمواجهة طفرة جينية كانت قد سببت لها مرضاً هدد بموتها في المخ، وضع الباحثون الذين صمموا الاستراتيجية المبتكرة هذا الأسبوع معايير لمساعدة المزيد من الأطفال المرضى.
لكن إدارة الغذاء والدواء الأميركية تحذر من ضرورة النظر في مثل هذه العلاجات المتخصصة بحالات دقيقة ومعينة، وتقييمها بعناية قبل المضي قدماً، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الآباء اليائسين قد يرون في بعض الأحيان تحسنات من علاجات غير حقيقية، بحسب تقرير نشره موقع مجلة «ساينس ماغ».
وفي أوائل عام 2017، اكتشف الأطباء حالة ميلا ماكوفيتش، البالغة من العمر 6 سنوات، التي كانت تعاني من مرض اسمه «باتن»، يدمر خلايا الدماغ، ويؤدي إلى الوفاة الباكرة، وعرض الدكتور تيموثي يو من مستشفى بوسطن للأطفال وزملاؤه المساعدة. وسرعان ما قام الأطباء بتصميم وتصنيع حبل من الحمض النووي الريبي (آر إن إيه) يهدف إلى إخفاء طفرة في جين يسمى «سي إل إن 7»، ما تسبب بمرور الوقت في تراكم الأوساخ في خلايا مخ ميلا، الأمر الذي يؤدي إلى الوفاة عادة في نهاية الأمر.
وأظهر الأطباء أولاً أن الدواء المحتمل، الذي أطلقوا عليه اسم «مايلاسين»، يمكن أن يصحح عيب جين «سي إل إن 7» في الخلايا المأخوذة من جلدها.
وبموافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية، بدأ العلماء في يناير (كانون الثاني) عام 2018 في ضخ الـ«آر إن إيه» في سائلها الفقري. وسرعان ما رأى الفريق تحسينات في حالة ميلا، حسبما ذكر يو في اجتماع عقده قبل عام واحد.
وفي ورقة تصف الحالة في مجلة «نيوإنجلند» الطبية، أفاد فريق يو بأنه رغم أن حجم دماغ ميلا استمر في التقلص منذ بدء العلاج، فإن نوباتها ما زال يمكن السيطرة عليها، واستقرت أو تحسنت درجاتها في الاختبارات العصبية.
وتعد حالة ميلا على نطاق واسع نموذجاً ممكناً لعلاج الأفراد الآخرين الذين يعانون من طفرات مرضية معينة باستخدام عقاقير تطوَر خصيصاً لهؤلاء المرضى. ويقدر يو أن ذلك يمكن أن يشمل 10 في المائة من جميع حالات أمراض الجهاز العصبي المركزي الموروثة.


مقالات ذات صلة

كيف يمكننا إبطاء شيخوخة الدماغ ومنع الخرف؟

صحتك البروتينات الضارة محرك مهم لشيخوخة الدماغ والتدهور المعرفي المرتبط بالعمر (رويترز)

كيف يمكننا إبطاء شيخوخة الدماغ ومنع الخرف؟

تشمل نصائح إبطاء شيخوخة الدماغ: تشجيع ممارسة الرياضة، النظام الغذائي الصحي، تقليل تعرّض الناس لتلوث الهواء والتدخين، التأكد من أن الناس ليسوا معزولين اجتماعياً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
صحتك جانب من الحضور

22 عالماً وباحثاً يحصدون جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي «الثالثة»

تُختتم في العاصمة الإماراتية أبوظبي، مساء الخميس 12 ديسمبر، أعمال مؤتمر جائزة الشيخ زايد العالمية، بالإعلان عن الفائزين بالجائزة في دورتها الثالثة.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (أبوظبي)
صحتك بهدف تكوين صورة بصرية ذات معنى لمشهد ما تقوم أعيننا بسلسلة من الحركات السريعة المنسقة (رويترز)

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

تبرز مؤخراً طريقة جديدة للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر ترتبط بالاستماع إلى حركة عيون المرضى عبر ميكروفونات في آذانهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك شعار «شات جي بي تي» يظهر أمام شعار شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

هل يساعد «شات جي بي تي» الأطباء حقاً في تشخيص الأمراض؟ الإجابة مفاجئة

يتساءل الكثير من الأشخاص حول ما إذا كان برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي قادراً على مساعدة الأطباء في تشخيص مرضاهم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الذكاء الاصطناعي يعزز فرص الحمل

الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
TT

الذكاء الاصطناعي يعزز فرص الحمل

الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)

توصلت دراسة من جامعة إمبريال كوليدج لندن في بريطانيا إلى أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز فرص الحمل لدى السيدات الخاضعات للتلقيح الصناعي.

وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تسلط الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي في تحسين نتائج العلاج وتقديم رعاية أكثر دقة للمريضات، ونُشرت النتائج، الأربعاء، في دورية (Nature Communications).

ويذكر أن التلقيح الصناعي إجراء طبي يساعد الأزواج الذين يعانون من مشاكل في الإنجاب على تحقيق الحمل. وفي هذا الإجراء، يتم استخراج البويضات من المبايض لدى السيدات بعد تحفيزها بواسطة أدوية هرمونية، ثم يتم تخصيبها بالحيوانات المنوية للرجال في المختبر. وبعد التخصيب، يتم مراقبة نمو الأجنة في المختبر، ثم يتم اختيار أفضل الأجنة لنقلها إلى رحم المرأة في أمل حدوث الحمل.

وتمر العملية بخطوات أولها تحفيز المبايض باستخدام أدوية هرمونية لزيادة إنتاج البويضات، ثم مراقبة نمو الحويصلات التي تحتوي على البويضات عبر جهاز الموجات فوق الصوتية. وعند نضوج البويضات، تُجمع بواسطة إبرة دقيقة وتُخصّب في المختبر. وبعد بضعة أيام، تنُقل الأجنة المتطورة إلى الرحم لتحقيق الحمل.

ويُعد توقيت إعطاء حقنة الهرمون أمراً حاسماً في نجاح العملية، حيث يستخدم الأطباء فحوصات الموجات فوق الصوتية لقياس حجم الحويصلات، لكن تحديد التوقيت المناسب يعد تحدياً.

وفي هذه الدراسة، استخدم الباحثون تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات أكثر من 19 ألف سيدة خضعن للعلاج. ووجدوا أن إعطاء حقنة الهرمون عندما يتراوح حجم الحويصلات بين 13 و18 ملم كان مرتبطاً بزيادة عدد البويضات الناضجة المسترجعة، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في معدلات الحمل.

وبينما يعتمد الأطباء حالياً على قياس الحويصلات الأكبر فقط (أكثر من 17-18 ملم) لتحديد توقيت الحقن، أظهرت الدراسة أن الحويصلات المتوسطة الحجم قد تكون أكثر ارتباطاً بتحقيق نتائج إيجابية في العلاج.

كما أظهرت النتائج أن تحفيز المبايض لفترات طويلة قد يؤدي لارتفاع مستويات هرمون البروجستيرون، مما يؤثر سلباً على نمو بطانة الرحم ويقلل من فرص نجاح الحمل.

وأشار الفريق إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتيح للأطباء اتخاذ قرارات أكثر دقة في توقيت هذا الإجراء، مع الأخذ في الاعتبار أحجام الحويصلات المختلفة، وهو ما يتجاوز الطرق التقليدية التي تعتمد فقط على قياس الحويصلات الكبرى.

وأعرب الباحثون عن أهمية هذه النتائج في تحسين فعالية التلقيح الصناعي وزيادة نسب النجاح، مشيرين إلى أن هذه التقنية تقدم أداة قوية لدعم الأطباء في تخصيص العلاج وفقاً لاحتياجات كل مريضة بشكل فردي.

كما يخطط الفريق لتطوير أداة ذكاء اصطناعي يمكنها التفاعل مع الأطباء لتقديم توصيات دقيقة خلال مراحل العلاج؛ ما سيمكنهم من تحسين فرص نجاح العلاج وتحقيق نتائج أفضل.