232 فعالية ثقافية وعلمية في «موسم تنوين الإبداعي» بالسعودية

يركّز على التعليم بالترفيه واستكشاف المعرفة

معركة الورق من فعاليات «تنوين»
معركة الورق من فعاليات «تنوين»
TT

232 فعالية ثقافية وعلمية في «موسم تنوين الإبداعي» بالسعودية

معركة الورق من فعاليات «تنوين»
معركة الورق من فعاليات «تنوين»

انطلقت مساء أمس، فعاليات «موسم تنوين الإبداعي» في نسخته الثانية، الذي يتضمن 232 فعالية ثقافية وفنية وعلمية، تشمل معارض فنية وعروضاً مسرحية وورشاً وندوات تناقش مفهوم اللعب كأداة تجمع بين التعليم والترفيه.
وتستمر الفعاليات التي ينظمها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) في الظهران حتى 26 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وتقدم خلالها «أكاديمية برشلونة لكرة الصغار» فعاليات نوعية لذوي الإعاقة السمعية والبصرية احتفالاً باليوم العالمي للإبصار.
وتتضمن الفعاليات ساعات من التدريب العميق والاحترافي في كرة القدم، تتبعها إقامة مباراة للمكفوفين وضعاف البصر، في حين سيكون ذوو الإعاقة السمعية على موعد مع فعاليات «تجربة الزمكان عبر اللمس» لاكتشاف أبعاد الزمان والمكان في أعمال الفنانين السعوديين المعاصرين.
وذكر عبد الله الراشد مدير البرامج في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، أنّ موسم تنوين يشهد هذا العام تقديم ما يزيد عن 70 ورشة، تهدف إلى تطوير المستوى التصميمي والإبداعي للمشاركين من المصممين والمهنيين والطلاب حيث سيتم طرح «اللعب» بمفهومه الإبداعي وبمساراته الأربعة، (اللعب والتقنية وأساليب اللعب وأدوات اللعب ومساحات اللعب)، كمادة فريدة وتفاعلية في بيئة محفزة وداعمة للإبداع.
وأضاف الراشد، أن «تنوين» يشهد أيضاً مشاركة 35 متحدثاً في مجالات العلوم والتكنولوجيا والتفكير الإبداعي والفنون، وكذلك أكثر من 13 معرضاً تفاعلياً، و30 حلقة نقاشية تشارك فيها نخبة من صنّاع الفكر والثقافة في العالم، ليضع «تنوين» زواره أمام فرصة لاكتساب المعرفة واكتشاف تجارب متنوعة.
ونظّم مركز «إثراء» نحو 9 آلاف فعالية، وأكثر من 100 ورشة منذ بداية عام 2019. ومن المقرر أن يستضيف المركز 4 معارض عالمية ومحلية في متحف إثراء، إلى جانب 15 عرضاً مسرحياً، ونحو 100 متحدث عالمي في العام المقبل 2020؛ حيث يمكن للزوّار من داخل المملكة وخارجها الاستمتاع بالبرامج والفعاليات.
ومن فعاليات موسم «تنوين» فعالية «لومينيرويم... عالم العجائب!» للمصمم البريطاني آلان باركنسون، الذي يعرض منحوتات مستلهمة من العمارة الإسلامية، تجمع بين الإبداع المعماري في التصميم وانعكاسات الألوان وتنوعها، كذلك معرض لوحة «المشكال» للفنانة كارينا سميغلا، التي تمزج بين الإبهار الفني والمعرفة الدقيقة بالألوان وانطباعاتها، في أجواء تعكس علاقة الفن التشكيلي والتأثيرات البصرية.
كما يستقبل مسرح «إثراء» عروضاً مسرحية وموسيقية ذات طابع عالمي، منها عرض «ساحر أوز العجيب» المأخوذ عن رائعة هوليوود الكلاسيكية التي تحمل الاسم ذاته، وتقدم أغاني الفيلم الشهيرة لأول مرة في السعودية من خلال أداء حي أمام الجمهور.
وستجوب الدمى العملاقة الطُّرُق في عرض فني تفاعلي، كما سيقدم الموسم عرض «الموسيقى العربيّة بروح الجاز» للفنان طارق يماني الذي يمزج بين الموسيقى العربية وموسيقى الجاز الأميركية.
ويقدم «إثراء» لجمهوره من الأطفال والشباب فعالية «ADA» التي تمثل الفن التفاعلي؛ حيث تعرض كائنات هوائية ممتلئة بالهيليوم لتطفو بحرية في غرفة تحاكي طفو الكواكب والمجرات في الفضاء، وتصحب فعالية عرض «الرياضات الخطرة» الجمهور من خلال مقدّم البرامج الشّهير «غريغ فوت» الذي يقدم عروض الحركات البهلوانيّة الجريئة والقفزات العالية.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».