نديم مهنا: أتطلّع إلى إخراج الدراما اللبنانية من عباءة التصنيف المحلي

يصف وقائع مسلسل «بردانة أنا» بأنها تلامس مجتمعاتنا

نديم مهنا أخرج أفلاماً سينمائية عدة وأحدثها «ساعة ونص وخمس دقائق»
نديم مهنا أخرج أفلاماً سينمائية عدة وأحدثها «ساعة ونص وخمس دقائق»
TT

نديم مهنا: أتطلّع إلى إخراج الدراما اللبنانية من عباءة التصنيف المحلي

نديم مهنا أخرج أفلاماً سينمائية عدة وأحدثها «ساعة ونص وخمس دقائق»
نديم مهنا أخرج أفلاماً سينمائية عدة وأحدثها «ساعة ونص وخمس دقائق»

قال المخرج اللبناني نديم مهنا إنه في جميع أعماله المصورة يحاول دائماً إبراز قضية معينة. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «في مسلسل (بردانة أنا) الذي يعرض حالياً على شاشة (إم تي في) اللبنانية ذهبت بعيداً لأعالج أكثر من موضوع، وفي مقدمها العنف الأسري. فلست من الأشخاص الذي يسطحون الأمور، بل يتعمقون بها إلى حد الذوبان، فتخرج صورة تشبه مجتمعنا اللبناني والأوسطي بشكل عام».
وعن الصعوبات التي واجهها في هذا العمل، يوضح: «التعاطي الحقيقي مع الوقائع، وكما هي على الأرض، لم يكن بالأمر السهل بتاتاً. ولذلك عندما صوّرت مشاهد العنف في الحلقات الأولى، آثرت أن تبدو حقيقية. فاعتبرها البعض نافرة، لكنه تأثر بها وعرف عن كثب ماذا يعني العنف الأسري وأنه ليس مجرد (ضربة كف)، بل فعل يؤدي إلى الموت».
ويشير مهنا الذي يعرفه المشاهد اللبناني والعربي من خلال برنامجه الرياضي الخاص بالسيارات «موتور شو» على مدى 28 سنة، إلى أن هذه المشاهد نفّذها بتقنية عالية جداً من خلال كاميرا «فانتوم» المتطورة. فهي تجزئ اللقطة الواحدة إلى نحو 3000 جزئية في الثانية الواحدة. «لا يعرف المشاهد أن لقطة واحدة من مشهد عنف تتطلب مني عملاً متواصلاً إلى حد 15 ساعة، وهي مدة اختيار تلك الجزئيات في صور مرتبطة، الواحدة تلو الأخرى، لتحدث الصدمة المرجوة عند المشاهد. فالثانية الواحدة من وقت اللقطة تتحول إلى دقيقتين بفضل هذه الكاميرا التي تبلغ كلفة استئجارها 10 أضعاف الكاميرا العادية». ويشير مهنا إلى أن المؤثرات البصرية في عمل ما ضرورية لإكمال الخدعة السينمائية.
ورأى أن ما اكتشفه من خلال قصة مسلسل «بردانة أنا»، فاجأه إلى حد ما، إذ إن نسبة كبيرة تعيش يومياً هذا الخوف من جلّادها في بيوتها، وذلك حسب إحصاءات ودراسات ركنوا إليها. «القصة لا تتعلق بحالة واحدة أو بالدفاع عن الضحية فقط دون الأخذ بعين الاعتبار حالة جلادها النفسية. وهو ما سلّطنا الضوء عليه في المسلسل، وأن الشخص المعنف عاش بدوره التعنيف الأسري على يد والده. فشرّحنا حالة الظالم كما المظلوم ومن دون أي تفرقة».
وكان «بردانة أنا» قد استغرق نحو عام واحد من التحضير والتصوير، ولا تزال عملية المونتاج جارية حتى الساعة. «كل مشهد في هذا العمل له إكسسواراته الفنية وألوانه وموسيقاه تماماً كما الفيلم السينمائي».
ويأتي انتقال مهنا إلى عالم إخراج الأعمال الدرامية والأفلام السينمائية منذ سنوات قليلة بعد تاريخ طويل له أمام الكاميرا من خلال برنامجه «موتور شو». وكذلك بعد إخراجه أفلاماً وثائقية وإعلانات تجارية وغيرها. «لقد درست الإخراج في هوليوود بعد تخصصي في الهندسة الميكانيكية. فتقديم البرنامج كان مجرد هواية أحبها. لكن شغفي الأكبر هو لعالم الكاميرا وللتقنيات التي تواكبها».
ويتابع في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لقد غصت في عالم الإخراج إلى مكان آخر وبأسلوب جديد بعد أن خزّنت تجارب مختلفة من اطلاعاتي وأبحاثي المستمرة. فأنا أمام الكاميرا أشعر بالسعادة، لكن شغفي وحبي لما تحمله لمن يقف وراءها يلازماني منذ سنوات طويلة. حتى إني كنت أول من قدم برنامجاً مصوراً (موتور شو) أونلاين عبر موقع (يوتيوب) الإلكتروني من نحو 25 سنة».
ومن يتابع عملاً سينمائياً أو درامياً لمهنا لا بدّ أن تلفته مشاهد الإثارة والأكشن فيها، التي يتخللها أنواع رياضات مختلفة. فيتنبه المشاهد بصورة تلقائية أنها التوقيع «Signature» الذي يدمغ أعماله. فتترجم الخلفية الرياضية الغنية التي يتمتع بها وتعرّف عنه في آنٍ واحد. ويعلّق: «الرياضة جزء لا يتجزّأ مني وتلّون أعمالي التي أتميز بها».
وعن كيفية اختياره فريق عمل «بردانة أنا» الذي توّلت إنتاجه شركته «إن إم برودكشن»، يقول: «هو نتاج تحاور مع الكاتبة كلوديا مرشيليان التي توافقني تطلعاتي في هذا الشأن. فهي مثلي تماماً تحب أن تكتب دور الشخصية بعد أن تختار بطلها، والأمر مشابه عندي. فينطلق قلمها من رحم تلك الأسماء لترسمها ضمن نص محبوك. فيما تبدأ عملية الإخراج عندي، وتصوراتي لها من النقطة نفسها، ونصل موعد تصوير العمل مزودين بخلفية غنية ومهيئين له بشكل تام».
لا يثابر نديم مهنا على حضور أعماله بشكل دائم، ويعلق: «عندما أجد الوقت الكافي أقوم بمتابعة أعمالي، وأحياناً كثيراً ما أسطر تحت ثغرات معينة كي لا أرتكبها من جديد. ومرات كثيرة أركن إلى آراء مقربين مني أثق بهم كمساعدي رامز خوري، الذي يملك عيناً ثاقبة أتكل عليها. كما أتعلم من كل انتقاد بناء يوجّه إليّ، لأنه لا أحد معصوم من الخطأ، لكن تكرار ارتكاب الغلط يولد المشكلة».
وعن سبب انسجامه مع الكاتبة كلوديا مرشيليان، إلى حد تعاونهما معاً في عدة أعمال درامية وسينمائية، يقول: «لا شك أننا نختلف في موضوعات عدة. لكن انسجاماً وتلاقياً في الأفكار يسود علاقتنا المبنية على الصداقة، ولا سيما أن لكل منا مساحة نحترمها».
وعما إذا كان يشعر اليوم بالندم لتعاونه في السابق مع أشخاص تسببوا له بمشكلات وخلافات معينة، يردّ: «لا أشعر بالندم بتاتاً، بل هي دروس تعلمتها من أخطاء ارتكبتها في علاقات مهنية. فأنا لست من الأشخاص الذين يختلطون بسرعة أو يقيمون صداقات مع الآخرين في أوقات قصيرة. وأحاول أن أحافظ على مسافة معينة بيني وبين الساحة الفنية ككل، فلا أتورط في أجوائها».
وهل هذا هو السبب الذي غيبك عن دعوة الغداء التي أقامتها الممثلة جناح فاخوري لفريق عمل «بردانة أنا» في منزلها الجبلي؟ يردّ: «لا أبداً، هذا الموضوع غير وارد مع جناح فاخوري، فأنا أكنّ لها كل الحب والاحترام. لكني كنت ملتزماً بمواعيد سابقة عائلية، ما اضطرني للغياب».
وعن مسلسل وفيلم «رفيق» (يحكيان سيرة الرئيس الراحل رفيق الحريري)، اللذين أنتجهما وأخرجهما، إلا أنهما لم يريا النور، يقول: «هو عمل أفتخر به، وأخذ جهداً وعملاً كبيرين مني، والمسلسل يتألف من 30 حلقة. وكذلك بالنسبة للفيلم الذي يحكي القصة نفسها. لكن بسبب ظروف لا أرغب في التحدث عنها الآن تأخر عرض هذا العمل الذي أصفه بجوهرة ثمينة موجودة حالياً في الخزانة. أما القصة وأحداثها فهي تاريخية، ولن تتأثر بموعد قريب أو بعيد، يحدد لعرضها، ولا بد أن يخرجا إلى النور عندما يصبح الظرف مواتياً».
وعن الأعمال التركية التي بدأت تشق طريقها إلى الدراما العربية بعد نسخها بحذافيرها، يعلق: «لا شك أن الدراما التركية ناجحة جداً، وتتمتع بحرفية عالية. لكني لا أستسيغ تحويلها إلى عربية، لأنها لا تشبه بيئتنا ولا عاداتنا وتقاليدنا. وبرأيي لا ينقصنا أي شيء لصناعة دراما متكاملة. فالدراما المحلية تشهد اليوم نقلة نوعية نفتخر بها. وأتمنى أن أحملها إلى المستوى والتقدير ذاتهما اللذين تتمتع بهما الدراما المختلطة. فلغتنا مفهومة في العالم العربي، ولدينا نجوم يعملون في أعمال عربية كثيرة. وأتطلع إلى إخراج الدراما اللبنانية من عباءة التصنيف المحلي بحيث تدخل سباق الدراما على الخريطة العربية».
وكان مهنا قد أخرج عدة أفلام سينمائية، وأحدثها «ساعة ونص وخمس دقائق» من نوع الكوميديا الخفيفة، فهل يتطلع إلى إخراج فيلم سينمائي أكثر عمقاً؟ «إنه بالفعل ما سيحمله عملي السينمائي الجديد الذي بدأت في التحضير له. فهو لن يشبه أياً من أفلامي السابقة، وهو أمر ستلمسونه عن قرب، لأن موضوعه يعبر عن شريحة كبيرة من الناس، ويتخطى الحدود المحلية».



فصيلة «خارقة» من البشر لا يحتاجون إلى نوم ساعات طويلة

اكتشف العلماء 7 جينات مختلفة ترتبط بقلة ساعات النوم (غيتي)
اكتشف العلماء 7 جينات مختلفة ترتبط بقلة ساعات النوم (غيتي)
TT

فصيلة «خارقة» من البشر لا يحتاجون إلى نوم ساعات طويلة

اكتشف العلماء 7 جينات مختلفة ترتبط بقلة ساعات النوم (غيتي)
اكتشف العلماء 7 جينات مختلفة ترتبط بقلة ساعات النوم (غيتي)

«يحتاج الإنسان إلى النوم ما بين 7 و9 ساعات ليلاً؛ ليتمكّن من استعادة نشاطه والحفاظ على صحته»... هذا ما نسمعه دوماً. وهناك اعتقاد سائد، كأنه قاعدة لا تقبل الكسر، هو أن النوم لفترة أقل تترتب عليه مشكلات صحية على المديين القصير والطويل، وأعراض مثل، ضعف الذاكرة، والاكتئاب، والخرف، وأمراض القلب، وضعف جهاز المناعة... بيد أن العلماء توصّلوا، خلال السنوات الأخيرة، إلى وجود «فصيلة» من البشر لا يحتاجون إلى نوم فترات طويلة، ولا تتأثر صحتهم بقلّة ساعاته، وفق «وكالة الأنباء الألمانية».

وهذه الفئة من البشر، وفق العلماء، مجهّزون جينياً للنوم من 4 إلى 6 ساعات فقط ليلاً، من دون أن يؤثّر ذلك على صحتهم أو أن يترك لديهم شعوراً بالإرهاق في اليوم التالي، ويقول الباحثون إن المسألة تتوقف لديهم على جودة النوم وليست على طول ساعاته.

«فصيلة» من البشر لا يحتاجون إلى نوم فترات طويلة (غيتي)

ويأمل الباحثون معرفة الأسباب التي تجعل هؤلاء الأشخاص أقل احتياجاً إلى النوم مقارنة بغيرهم، حتى يستطيعوا التوصل إلى فهم أفضل لطبيعة النوم لدى الإنسان.

يقول الباحث لويس بتسيك، اختصاصي طب الأعصاب بجامعة كاليفورنيا في سان فرنسيسكو: «في الحقيقة نحن لا نفهم ماهية النوم، ناهيك بأسباب الاحتياج إليه، وهي مسألة مثيرة للدهشة، لا سيما أن البشر ينامون في المعتاد ثلث أعمارهم». وكان العلماء في الماضي يعتقدون أن النوم أكبر من مجرد فترة للراحة، ووصفوه بأنه مرحلة لخفض طاقة الجسم استعداداً لاستعادة النشاط مجدداً في اليوم التالي.

وكان العالم توماس أديسون، مخترع المصباح الكهربائي، يصف النوم بأنه «إهدار للوقت»؛ بل و«إرث من زمن رجل الكهف»، وكان يزعم أنه لا ينام أكثر من 4 ساعات ليلاً. بيد أن العلماء في العصر الحديث وصفوا النوم بأنه عملية «نشطة ومركبة» تُعبَّأ خلالها مخازن الطاقة في الجسم، ويُتخلص فيها من السّموم، وتُجدَّد في أثنائها الروابط العصبية وتُثبَّت الذكريات، وقالوا إن الحرمان منه تترتب عليه مشكلات صحية جسيمة.

مَن تزداد لديهم معدّلات إفراز هرمون «أوريكسين» لا يحتاجون لنوم ساعات طويلة (غيتي)

وترتبط معرفة البشر بالنوم بشكل أساسي بنموذج علمي طرحه الباحث المجري السويدي ألكسندر بوربيلي في سبعينات القرن الماضي، حين قال إن النوم يقترن بعمليتين منفصلتين؛ هما «الإيقاع اليومي»، ويقصد به الساعة البيولوجية للجسم، والتوازن بين النوم والاستيقاظ (Sleep Homeostasis)، وهو التفاعلات الجسمانية التي تتحكّم في توقيت وطول ساعات النوم؛ إذ يرتبط النظام الأول بتغيرات الضوء في البيئة وأوقات الليل والنهار، ويرتبط الثاني بضغوط جسمانية داخلية تزداد خلال الاستيقاظ وتنخفض في أثناء النوم.

وفي حديث للموقع الإلكتروني «Knowable Magazine»، يؤكّد الباحث لويس بتسيك، المختص في الأبحاث الطبية، أنهم كانوا على علم بأن البشر ينقسمون إلى «عصافير صباحية» و«بُومٍ ليلي»، وأن الغالبية العظمى تقع في منطقة متوسطة بين الشريحتين، مضيفاً أن «الفئة التي لا تحتاج إلى النوم فترات طويلة كانت دائماً موجودة، ولكنهم غير ملحوظين؛ لأنهم عادة لا يذهبون إلى الطبيب».

ووفق الموقع، فقد سُلّطت الأضواء على شريحة البشر الذين لا يحتاجون إلى النوم فترات طويلة؛ عندما توجهت امرأة مسنة للطبيب بتسيك وزميله ينغ هيو فو، اختصاصي علوم الوراثة، وهي تشكو من إصابتها بما وصفتها بـ«لعنة» قلّة النوم؛ إذ كانت تستيقظ في ساعات مبكرة للغاية وتعاني، على حد وصفها، من «برودة الجو والظلام والوحدة»، وأوضحت أن حفيدتها ورثت عنها عادات النوم نفسها لساعات محدودة. ويقول الباحث ينغ هيو فو إن طفرة جينية معينة اكتُشفت لدى هذه المرأة، وبمجرد نشر نتائج البحث، بدأ الآلاف من هذه الشريحة، التي تستيقظ باكراً للغاية، يكشفون عن أنفسهم. وربط الباحثان بتسيك وزميله ينغ هيو فو هذه الظاهرة باسم طفرة في أحد الجينات يعرف بـ«DEC.2».

وعن طريق تقنيات الهندسة الوراثية، أحدث الباحثان تعديلات الجين نفسه لدى الفئران، وترتب على ذلك أن تلك الفئران أصبحت هي الأخرى أقل احتياجاً إلى النوم مقارنة بأقرانها. وتبيّن للباحثين أن إحدى وظائف هذا الجين هي التحكم في مستويات أحد الهرمونات التي تُفرَز في المخ، ويعرف باسم «أوريكسين»، ويتمثل دوره في تنشيط اليقظة، في حين أن نقصه يؤدي إلى حالة مرضية تعرف باسم «Narcolepsy»؛ أي «التغفيق»، وهي اضطراب في النوم يؤدي إلى الشعور بالنّعاس الشديد خلال ساعات النهار. وكشفت التحليلات عن أن الأشخاص الذين لا يحتاجون إلى النوم ساعات طويلة تزداد لديهم معدّلات إفراز هرمون «أوريكسين».

ومع استمرار التجارب، اكتشف الفريق البحثي 7 جينات مختلفة ترتبط بقلة ساعات النوم، وركزوا على جين معين يطلق عليه اسم «ADRB1» وهو ينشط في جذع المخ، وتتمثل وظيفته في ضبط عملية النوم. وعندما استطاع الباحثون، عبر تقنية خاصة، تنشيط هذه المنطقة من المخ التي تسمى «Dorsal Pons»، اتضح أن الفئران التي لديها طفرة في هذا الجين كانت تستيقظ بشكل أسهل وتظلّ مستيقظة لفترات أطول. كما وجدوا أيضاً أن حدوث طفرة في الجين المعروف باسم «NPSR1» يؤدي إلى قلة ساعات النوم من دون أي مشكلات في الذاكرة، بعكس ما قد يحدث مع غالبية البشر في حال انخفاض عدد ساعات النوم التي يحصلون عليها.

ويؤكد الباحثون أن هذه الشريحة من البشر، كما أثبتت الاختبارات على فئران التجارب، محصّنون، فيما يبدو، ضد الأمراض التي تحدث بسبب قلة النوم، كما أن حالتهم الصحية تكون في العادة جيدة بشكل استثنائي، وعادة ما يتميزون بالطّموح والتفاؤل والطاقة، ويكتسبون مرونة نفسية لمقاومة التوتر، وقدرة عالية على تحمل الألم، بل ربما تكون أعمارهم أطول مقارنة بغيرهم.