عرب و عجم

عرب و عجم
TT

عرب و عجم

عرب و عجم

> عدنان بن محمود بوسطجي، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى نيجيريا، التقى أول من أمس، وزير المواصلات النيجيري تشيبوكا راتيمي أميتشي، في مكتبه بالعاصمة أبوجا. وجرى خلال اللقاء مناقشة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية نيجيريا، إلى جانب بحث المواضيع ذات الاهتمام المشترك وسبل دفعها. وأشاد الوزير بالتنسيق والتعاون الدائم بين وزارتي المواصلات في كل من المملكة ونيجيريا، بما يخدم مصالح البلدين الصديقين.
> أكرم شهيب، وزير التربية والتعليم العالي بلبنان، أطلق برفقة السفير البريطاني كريس رامبلنغ، حملة «العام 2020 للتعليم» بين المملكة المتحدة ولبنان، خلال توقيع اتفاقية الشراكة بين المجلس الثقافي البريطاني والجامعة الأميركية في بيروت لنظام اختبار اللغة الإنجليزية الدولي «الآيلتس». وقال الوزير إن «الاستثمار في التربية واجب وطني، والتعاون مع الجهات المانحة مسؤولية مشتركة، لكي نؤمن لكل طفل مقعداً دراسياً، ولكل طالب جامعي مستوى يليق بتطور حاجات سوق العمل».
> نذير العرباوي، سفير الجزائر لدى مصر، ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، سلمه رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية، نيابة عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وسام نجمة القدس، أول من أمس، وذلك بمقر إقامته بالقاهرة. وأعرب السفير عن سعادته بهذا التكريم، وشكره للرئيس محمود عباس لمنحه الوسام، الذي يمثل تكريماً لكل الجزائر قيادةً وحكومةً وشعباً.
> باربرا يوزياس، السفيرة الهولندية في عمّان، شهدت أول من أمس توقيع اتفاقية تعاون بين مؤسسة الاقتصاد النسوي للتنمية والتدريب بالأردن والسفارة الهولندية لتنفيذ مشروع مركز الأبحاث الشمولي لتطوير السياسات النسوية والنهوض بالابتكار. وأكدت السفيرة أهمية دعم وتأسيس مركز أبحاث تطبيقي شمولي يراعي خصائص المجتمع، ويتطلع لتمكين المرأة اقتصادياً ودعم المبادرات في إطار استراتيجية العدالة واحترام الجميع.
> السفير خالد الدويسان، سفير دولة الكويت وعميد السلك الدبلوماسي العربي والدولي في لندن، أقام مجلس السفراء العرب في لندن برئاسته حفل استقبال على هامش المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في مدينة مانشستر، مطلع الشهر، شارك فيه عدد كبير من أعضاء السلك الدبلوماسي في لندن ونواب من حزب المحافظين بالإضافة إلى ممثلين عن الحكومة البريطانية.
> سعيد محمد سعيد مرشد المقبالي، سفير الإمارات لدى جمهورية جزر القمر المتحدة، سلم أوراق اعتماده إلى عثمان غزالي، رئيس جمهورية جزر القمر المتحدة، وذلك في القصر الرئاسي بالعاصمة موروني. وأكد السفير المقبالي حرص قيادة وحكومة الإمارات على توطيد أواصر التعاون المشترك بين البلدين، والارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية إلى أرفع المستويات، معرباً عن حرصه على بذل كل الجهود لتوسيع آفاق التعاون في المجالات كافة بما يحقق طموحات البلدين والشعبين.
> الشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح، سلم نسخة من أوراق اعتماده سفيراً معيناً لدولة الكويت في المنامة، إلى الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وزير الخارجية البحريني. وعبّر الشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح عن سعادته بلقاء وزير الخارجية، منوهاً بالمستوى المتميز للعلاقات الأخوية الوطيدة بين مملكة البحرين ودولة الكويت، ومؤكداً سعيه لتعزيز هذه العلاقات على المستويات كافة بما يعود بالنفع على البلدين الشقيقين، ومتمنياً للبحرين المزيد من الرفعة والرخاء.
> المهندس فلاح العموش، وزير الأشغال العامة والإسكان رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإسكان والتطوير الحضري بالأردن، بحث لدى لقائه في دولة الإمارات العربية المتحدة، وزير تطوير البنية التحتية الإماراتي المهندس عبد الله بلحيف النعيمي، أوجه التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات بين البلدين الشقيقين في قطاع الإسكان. وأكد العموش متانة العلاقات مع دولة الإمارات العربية الشقيقة في مختلف المجالات، بفضل توجيهات قيادتي البلدين.
> الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة المصرية، شهدت برفقة الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، حفل تخرج الدفعة الأولى من طلاب دبلوم التقييم البيئي للمشروعات الأفريقية بكلية الدراسات الأفريقية العليا، أول من أمس. وأشارت فؤاد إلى دور وزارة البيئة في رفع درجة الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة ودعم الشباب الأفريقي فيما يتعلق بالموضوعات البيئية المختلفة، للمساهمة في تنمية القارة الأفريقية، التي تمثل مصر محوراً أساسياً بها.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)