معظم الإسرائيليين يخشون مفاجأة حربية شبيهة بعام 1973

الحكومة المصغرة بحثت احتمال استهداف تل أبيب بصاروخ إيراني من العراق

TT

معظم الإسرائيليين يخشون مفاجأة حربية شبيهة بعام 1973

في إطار النشاطات والبحوث الكثيرة الجارية في إسرائيل في الذكرى السنوية 46 لانطلاق الهجوم المصري - السوري على جيش الاحتلال الإسرائيلي في سيناء والجولان، عبّر 70 في المائة من الإسرائيليين اليهود عن تخوفهم من مفاجأة شن حرب أخرى ضد إسرائيل، كالتي حدثت لدى نشوب حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973. وأكدوا أنهم يخشون تكرار المفاجأة.
وقد جاءت هذه النتائج في استطلاع أجراه «مركز حرب يوم الغفران (هكذا تسمى حرب أكتوبر في إسرائيل)»، في صفوف المواطنين اليهود في إسرائيل، بمناسبة الذكرى السنوية لهذه الحرب، ونشرت نتائجه صحيفة «معريب»، أمس (الاثنين). وبالمقابل قال 30 في المائة إن مفاجأة حرب أكتوبر1973 «لا يمكن أن تتكرر».
وتبين من الاستطلاع أن التخوف من تكرار هذه المفاجأة يبرز لدى الرجال في سن من 50 إلى 64 عاماً، الذين كانوا أبناء لعائلات فيها جنود مقاتلون إبان تلك الحرب، وتجندوا للخدمة العسكرية بعدها. ولا يزال النقاش في إسرائيل دائراً حول ما إذا كانت إسرائيل قد نجحت أم أخفقت في تلك الحرب. وقال 40 في المائة من المستطلعين إنهم ينظرون إلى هذه الحرب على أنها إخفاق وانتصار في الوقت نفسه، بينما رأى 29 في المائة أنها إخفاق سياسي واستخباراتي، وقال 21 في المائة إن إسرائيل انتصرت فيها بسبب «بطولة الجنود». إلا أن 20 في المائة من الشبان في سن من 18 إلى 35 عاماً يرون أن إسرائيل انتصرت في هذه الحرب. واعتبر 55 في المائة أن حرب أكتوبر 1973 حصلت على المكانة اللائقة في التراث والذاكرة القومية الإسرائيلية، بينما يعتقد 28 في المائة أنها لم تحظَ بمكانة كهذه.
وقال رامي سووت، أحد مؤسسي «مركز حرب يوم الغفران»، إن «شباناً كثيرين لا يعرفون شيئاً تقريباً عن حرب يوم الغفران. وجيل المقاتلين الذين حملوا على كاهلهم العمل البطولي، عندما تحولت الحرب من دفاعية إلى هجومية وحتى تحقيق النصر في ميدان القتال، استمروا في حمل ذكراها. وحان الوقت من أجل العمل وتعزيز الوعي في صفوف الشبان وكبار السن، والحفاظ على التاريخ القاسي لحروب إسرائيل لدى الأجيال القادمة».
المعروف أن حرب أكتوبر تعود لتفرض نفسها في النقاشات الإسرائيلية في كل سنة، ويتسع عدد أولئك الذين ينبهون من الدرس الجوهري لتلك الحرب. ففي حين كانت حكومة إسرائيل بقيادة غولدا مائير قد رفضت كل المبادرات المطروحة للسلام في الشرق الأوسط، بما فيها مشروع روجرز الأميركي، وافق القادة العرب على البحث في هذه المشاريع. وقد انطلقت مائير من اطمئنانها إلى أن العرب لن يحاربوا إسرائيل بعد هزيمتهم في 1967. ومع أن هذا الموقف انتقد كثيراً على مر السنين ووصف بأنه «تبجح وغرور وغطرسة، قادت إلى حرب أكتوبر التي صدمت إسرائيل»، فإن القيادات اليمينية تسعى لتكريس فكرة الانتصار وتواصل تبرير رفض إسرائيل مبادرة السلام العربية.
ويعود هذا النقاش بقوة إلى الساحة الإسرائيلية ما بين مؤيد لفكرة الانتصار، ممن يدعون لشن حروب جديدة، وأصحاب فكرة «التعلم من دروس التاريخ والجنوح إلى السلام». فالأوائل يقولون إن القوى التي تهدد إسرائيل بالإبادة، مثل إيران وبعض الأطراف العربية، لا تختلف عن القادة العرب الذين هزموا في 1967 وستستطيع إسرائيل هزيمتهم، والقوى المتعقلة تنادي بانتهاز الفرصة لإقامة سلام وفق المبادرة العربية ودمج إسرائيل في الشرق العربي كدولة سلام.
وكان الكابنيت الإسرائيلي (وهو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في الحكومة)، قد التأم أول من أمس (الأحد)، لبحث التهديدات والأخطار الإيرانية. ومما تسرب إلى وسائل الإعلام أن رئاسة أركان الجيش والمخابرات أشارت إلى أخطار قصف تل أبيب وغيرها من المدن الإسرائيلية بصواريخ كروز من مواقع إيرانية في العراق. وذكرت أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، تحدث عن مشروع دفاع جوي جديد للجيش الإسرائيلي. وبحسب هيئة البث الرسميّة (كان)، فإنّ مشروع الدفاع هذا سيركّز على التعامل مع صواريخ كروز، وسيتطّلب ميزانيّات جديدة بمليارات الشواقل لوزارة الأمن الإسرائيليّة. وذكرت القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي أنّ الجلسة بحثت إمكانيّة شنّ إيران هجوماً على إسرائيل، شبيهاً بالهجوم الجوي الذي تعرّضت له منشأتان نفطيّتان سعوديّتان، في مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي. وقالت إنّ «هذه التهديدات قد تشكّل رافعة من أجل حلّ المأزق السياسي في إسرائيل، وتشكيل حكومة وحدة، تجمع حزب الجنرالات (كحول لفان) والليكود وأحزاباً أخرى».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.