مهرجان روسي لمسارح الدمى بمشاركة فرق من 11 دولة

عروض «متخيلة» على «حافة الواقع» في «أوبرازتسوف»

أوبرازتسوف أبدع في تأسيس الدمى منذ الثلاثينات  -  مشهد من مسرحية توراندوت على خشبة مسرح أوبرازتسوف للدمى
أوبرازتسوف أبدع في تأسيس الدمى منذ الثلاثينات - مشهد من مسرحية توراندوت على خشبة مسرح أوبرازتسوف للدمى
TT

مهرجان روسي لمسارح الدمى بمشاركة فرق من 11 دولة

أوبرازتسوف أبدع في تأسيس الدمى منذ الثلاثينات  -  مشهد من مسرحية توراندوت على خشبة مسرح أوبرازتسوف للدمى
أوبرازتسوف أبدع في تأسيس الدمى منذ الثلاثينات - مشهد من مسرحية توراندوت على خشبة مسرح أوبرازتسوف للدمى

كثيرة ومتنوعة الانفعالات والانطباعات التي تتراكم خلال مشاهدة تفاصيل واحدة من الروايات المأخوذة عن «حكايات عالمية» من «قصص الشعوب»، أو من روايات الأدب العالمي، تقدمها فرقة فنية من خيرة الممثلين على خشبة المسرح في موسكو. ولا يختلف الأمر بالنسبة لمسرح الدمى، إلا أن التفاعل مع الدمى التي تؤدي الأدوار في تلك المسرحيات يساعد المشاهد على الغوص في عالم آخر، عالم في الوسط بين «المتخيل» والواقعي، يمنح النصوص المسرحية «مذاقاً» فنياً خاصاً بالنسبة للمشاهد، ويختلف فيه تفاعل المتلقي عن تفاعله مع النص ذاته حين يؤديه ممثلون عوضاً عن الدمى. وتصبح تلك الانطباعات غزيرة عندما يجد عشاق هذا النوع من الفن المسرحي فرصة لمتابعة جملة عروض في آنٍ واحد، يمثل كل واحد منها عرضاً لثقافة «الدمى» في المسرح لدى مختلف شعوب العالم، كما هي الحال في موسكو التي انطلقت فيها هذه الأيام فعاليات «مهرجان سيرغي أوبرازتسوف الدولي لمسرح الدمى»، بمشاركة فرق من 11 دولة.
ويُعد هذا المهرجان واحدة من أهم الفعاليات الثقافية التي تشهدها العاصمة الروسية كل عام. وتعود أهميته لجملة أسباب، ترتبط بتاريخ مسرح الدمى الروسي الذي ينظم المهرجان الدولي سنوياً، فضلاً عن المشاركة الدولية فيه والعروض التي تقدمها الفرق المشاركة. إذ تجري فعاليات المهرجان على خشبة واحد من أضخم مسارح الدمى في العالم، هو «مسرح الدمى الأكاديمي»، الذي يحمل اسم «مسرح أوبرازتسوف». وتعود بدايات تأسيسه إلى الثلاثينيات من القرن الماضي، حين قرر عدد من كبار المسرحيين السوفيات خلال اجتماع في مايو (أيار) عام 1930. تنظيم وتأسيس شبكة مسارح دمى، ودُعي الممثل والكاتب والمخرج المسرحي سيرغي أوبرزتسوف لإدارة المشروع وتم تعيينه مديراً فنياً ومخرجاً لمسرح الدمى.
انطلق المسرح بخمسة ممثلين فقط في البداية، وقدم خريف عام 1931 أول مسرحية بعنوان «السيرك على خشبة المسرح». وفي عام 1936 تم تخصيص واحد من المباني وسط موسكو ليصبح أول مسرح لفرقة «مسرح الدمى». وكان أول مسرح يخرج عن أسلوب «الدراما الطبيعية»، الذي يدعو إلى انعكاس أكثر موثوقية للواقع وتلاصق معه في الأعمال المسرحية. ويبدو أن هذا الأمر طبيعي بالنسبة لهذا النوع من الفن المسرحي، ذلك أن مسرح الدمى تاريخياً وسيلة تسلية يحكي الممثلون عبرها قصصاً ذات دلالات إنسانية وسياسية أحياناً، لكن دون احتكاك مباشر مع الواقع، خشية من «الحاكم».
منذ البدايات حصل مسرح الدمى السوفياتي - الروسي على شهرة واسعة. وكذلك الأمر بالنسبة لمخرجه ومديره الفني سيرغي أوبرازتسوف، الذي بات اسمه اليوم بمثابة رمز و«أيقونة» لفن مسرح الدمى محلياً وعالمياً، بعد 62 عاماً من عمره في ذلك المسرح، قدم خلالها أجمل العروض المسرحية، التي تبقى حية في الذاكرة الثقافية لعدة أجيال منذ الحقبة السوفياتية وحتى يومنا هذا.
في ذلك المسرح الذي يشكل تاريخه محطة مهمة في تاريخ مسارح الدمى عالمياً، قدمت فرقة «مسرح أوبرازتسوف» أول من أمس العرض الافتتاحي ضمن المهرجان الدولي لمسارح الدمى، واختارت لهذه المناسبة «توراندوت» للكاتب الإيطالي كارلو غوتسي. وجاء العرض وفق رؤية خاصة قدمها بوريس قسطنطينوف، مخرج مسرح أوبرازتسوف، جسدتها على خشبة المسرح 60 دمية، أدارها 16 ممثلاً. وخلال الأيام التالية من المهرجان ستقدم فرق من 11 دولة، بينها الصين والهند، مهد مسرح الدمى تاريخياً، مجموعة من العروض، بعضها مأخوذ من حكايات شعبية قديمة والبعض الآخر عن قصص عالمية شهيرة، مثل «جزيرة الكنز» للروائي روبرت لويس ستيفنسن، و«البارون مينهاوزن» للشاعر والروائي والمؤرخ الألماني رودولف إيريك راسبيه. وسيستخدم الممثلون مهاراتهم في تقديم تلك العروض عبر مختلف أشكال التحكم بالدمى، إن كان عبر خيوط من أعلى، أو عبر الدمى التي يرتدونها على أيديهم، فضلاً عن عروض دمى مسرح «الظل»، وغيره، وسيترافق كل عرض مع موسيقى تتناسب مع مضمونه وتضفي جمالاً فنياً على أداء الممثلين «الدمى».
وتم تنظيم مهرجان أوبرازتسوف الدولي لمسرح الدمى أول مرة في عام 2001. والذي صادف مرور 100 عام على ميلاد المخرج البارز أوبرازتسوف، ومرور 70 عاماً على تأسيس مسرح الدمى في روسيا. وتستمر عروض الدورة الحالية من المهرجان لغاية 20 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.