انسحاب عناصر حوثية من جبهات قتال حدودية مع السعودية

TT

انسحاب عناصر حوثية من جبهات قتال حدودية مع السعودية

كشفت مصادر عن انسحاب عدد من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية من القتال في جبهة صعدة (شمال غربي صنعاء)، خاصة الجبهة المحاددة للسعودية. وقالت المصادر، وفقاً لما أورده مركز محور كتاف العسكري الحكومي، إن «المسلحين الحوثيين انسحبوا احتجاجاً على استمرار سجن زملاء لهم في صنعاء، بتهمة بيع السلاح التابع للجبهة»، وإن «عشرات المسلحين الحوثيين المنسحبين من الحدود تظاهروا، السبت، أمام مبنى محافظة صنعاء، للمطالبة بالإفراج عن رفقائهم المتهمين ببيع أسلحة تابعة للجبهة».
وذكرت أن «قيادياً كبيراً من الحوثيين في قطاع جبهة نجران يدعى أبو جبل، قام بتجميع عناصر تابعة له من الجبهة، بالإضافة إلى عناصر أخرى احتشدت لحضور جنازة أحد القتلى الحوثيين من منطقة سنحان جنوب العاصمة صنعاء».
وأضافت ذات المصادر: «القيادي أبو جبل، الذي يعتقد أنه من منطقة صعدة، قام بتحشيد عدد آخر من المقاتلين أثناء جنازة أحد القتلى وتجمهروا أمام مبنى محافظة للضغط على المحافظ الحوثي عبد الباسط الهادي للإفراج عن زملائهم المسجونين».
يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد جبهات القتال التابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية في محافظة صعدة، معقل ميليشيات الحوثي، مواجهات مستمرة، في ظل استمرار الجيش الوطني، بإسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، تقدمه والسيطرة على عدد من المواقع والقرى والجبال الاستراتيجية التي كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين، أبرزها في جبهات باقم وكتاف والظاهر.
إلى ذلك، قصفت ميليشيات الحوثي، صباح الأحد، بشكل متكرر مواقع القوات المشتركة من الجيش الوطني شمال مديرية حيس، جنوب محافظة الحديدة الساحلية، الواقعة غرب اليمن، بمختلف الأسلحة، وذلك في إطار استمرارها لخرق الهدنة الأممية، بالتزامن مع ارتفاع التصعيد العسكري لميليشيات الحوثي في مختلف مناطق ومديريات المحافظة الساحلية والدفع بتعزيزات وحشد مقاتليها واستهداف مواقع القوات المشتركة في أكثر من منطقة.
وقالت مصادر عسكرية ميدانية، نقل عنها مركز إعلام قوات ألوية العمالقة الحكومية، إن «الميليشيات حشدت عشرات الآليات والعربات، تحمل مئات المسلحين قادمة من المناطق والمديريات المحاذية للتحيتا، جنوب الحديدة، وتمركزت في أطراف المنطقة»، وإنه «تزامن قيام الميليشيات بحشد مسلحيها مع عمليات قصف واستهداف واسعة شنّتها على مواقع القوات المشتركة، شمال وشرق التحيتا، بالقذائف المدفعية وبالأسلحة الثقيلة والأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة».
ووفقاً لبيان مقتضب، نشر على صفحة مركز إعلام «العمالقة» المرابطة في جبهة الساحل الغربي، السبت، ذكر البيان أن «ألوية العمالقة دفعت، بقوة عسكرية الساحل الغربي، صوب العاصمة عدن، للمشاركة في تأمين المحافظات الجنوبية، وعاصمتها عدن، من أي اعتداءات أو هجمات إرهابية».
وأوضحت «العمالقة» أن «هذه التعزيزات تأتي في إطار مشاركة ألوية العمالقة في العمليات العسكرية التي تنفذها في محاربة التنظيمات الإرهابية التي تسعى للعودة إلى عدن وإسقاطها مجدداً».
وقالت إن «قوات العمالقة الجنوبية كانت قد خاضت أقوى المعارك العسكرية في عملية تحرير الساحل الغربي ومحافظة الحديدة من سيطرة ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران». مشيرة إلى أن «قوات أخرى من ألوية العمالقة في الساحل الغربي تستعد للدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية لتأمين وحماية المناطق والمحافظات الجنوبية من أي هجمات إرهابية».
في المقابل، قام فريق التوجيه المعنوي بمحور تعز العسكري بزيارة عدد من المواقع العسكرية في قطاعات اللوائين 35 مدرع، والرابع مشاة جبلي، تنفيذاً لخطة التدريب القتالي والعملياتي والإعداد المعنوي للعام التدريبي.
وخلال الزيارة، حثّ فريق التوجيه الجنود المرابطين في المواقع على مزيد من الصمود والبسالة في مواجهة ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وفي الجوب، شمال صنعاء، أفادت مصادر بسقوط عدد من ميليشيات الحوثي الانقلابية بين قتيل وجريح، الأحد، في مواجهات اندلعت بجبهة المصلوب (جنوباً)، عقب إفشال قوات الجيش الوطني محاولة مجاميع حوثية التقدم إلى مواقع الجيش الوطني، وفقاً لما أكده مصدر لـ«الشرق الأوسط»، إذ أوضح أن «ميليشيات الانقلاب دفعت خلال الأيام الماضية بتعزيزات إلى مواقعها في الجبهة في محاولة منها لاستعادة مواقع خسرتها».
وفي الجوف، أيضاً، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط مبالغ مالية مهربة كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران. ونقل موقع الجيش الوطني الرسمي «سبتمبر.نت» عن أحد ضباط قوات الأمن الخاصة، النقيب محمد الجمالي، قوله إن «الأجهزة الأمنية تمكنت، السبت، من ضبطت نحو 91 مليون ريال يمني على متن سيارة من نوع هايلوكس في أطراف مدينة الحزم».
وأوضح أن «المبالغ المالية كانت في طريقها إلى العاصمة صنعاء»، لافتاً إلى «نشاط عمليات تهريب الأموال من فئة العملة القديمة خلال الفترة القليلة الماضية حتى الآن؛ حيث تسعى الميليشيا إلى سحب العملات النقدية القديمة من السوق المحلية في مناطق سيطرة الشرعية بعد منعها من مزاولة الطبعة الجديدة الصادرة عن البنك المركزي بعدن».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.