رسائل نصية تعزز مساعي الديمقراطيين في قضية عزل ترمب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة (أ.ف.ب)
TT

رسائل نصية تعزز مساعي الديمقراطيين في قضية عزل ترمب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة (أ.ف.ب)

كشفت سلسلة رسائل نصية جرى تبادلها بين أطراف رئيسيين في القضية الأوكرانية أن دبلوماسيين أميركيين كباراً ساعدوا في تنسيق جهود البيت الأبيض للضغط على أوكرانيا لحملها على التحقيق بشأن جو بايدن، مما يعزز آلية العزل التي باشرها الديمقراطيون في مجلس النواب بحق الرئيس دونالد ترمب.
وسلم الدبلوماسي كورت فولكر هذه الوثائق إلى اللجان البرلمانية التي تحقق في الشبهات حول ممارسة ترمب ضغوطاً على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لحمله على التحقيق بحق نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن الذي ترجح استطلاعات الرأي أن يهزم ترمب في السباق إلى البيت الأبيض العام المقبل.
وكان كورت فولكر حتى الأسبوع الماضي الممثل الأميركي الخاص للمفاوضات مع أوكرانيا، لكنه استقال فور أن استدعاه الكونغرس إلى جلسة استماع عُقدت (الخميس) بشكل مغلق واستمرت ثماني ساعات، ضمن التحقيقات الجارية في سياق آلية العزل بحق ترمب.
وكشف قادة الديمقراطيين خلال الليل عن قسم من الرسائل النصية، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وأظهرت هذه الوثائق أن واشنطن طلبت من كييف - كشرط مسبق لقيام الرئيس زيلينسكي بزيارة إلى البيت الأبيض - أن تحقق في أنشطة نجل جو بايدن على علاقة بعمله مع مجموعة «بوريسما» للغاز، وحول تدخل أوكراني مزعوم في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.
وقام دبلوماسيون أميركيون بمساعدة محامي ترمب الشخصي رودي جولياني بالتحضير لاتصال هاتفي محتمل بين الرئيسين، بالتنسيق مع أندري يرماك المستشار المقرب من زيلينسكي.
وكتب كورت فولكر في 19 يوليو (تموز) للقائم بالأعمال الأميركي في كييف بيل تيلور والسفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي غوردن سوندلاند الذي كان من كبار المساهمين في حملة ترمب لانتخابات 2016. «الأهم هو أن يقول زيلينسكي أنه سيساعد في التحقيق».
وفي اليوم التالي رد بيل تيلور: «الرئيس زيلينسكي مصر على أن يتم التعامل مع أوكرانيا بجدية، وألا تكون مجرد أداة في سياسات واشنطن الداخلية وحملة إعادة الانتخاب».
وقبيل الاتصال بين ترمب وزيلينسكي، كتب كورت فولكر لأندري يرماك «وردني من البيت الأبيض: إن أقنع الرئيس زيلينسكي ترمب بأنه سيحقق وسيكشف ما حصل عام 2016، سنحدد موعداً لزيارة إلى واشنطن... حظاً سعيداً».
وكتب كورت فولكر في 9 أغسطس (آب) لزملائه الدبلوماسيين ولرودي جولياني: «هل يمكننا التكلم عبر الهاتف لأتثبت من تقديم إرشادات صحيحة لزيلينسكي حول ما ينبغي عليه قوله؟». وردّ أندري يرماك على فوكر في اليوم التالي: «حين يصبح لدينا تاريخ، سندعو إلى مؤتمر صحافي للإعلان عن الزيارة المقبلة وتقديم رؤية لانطلاقة جديدة في العلاقات الأميركية الأوكرانية، بما يتضمن تحقيقات حول بوريسما والتدخل في الانتخابات».
بعد ذلك، عرض كورت فولكر في 13 أغسطس (آب) على زملائه الأميركيين مسودة إعلان أوكراني، جاء فيها: «نعتزم إطلاق وإنجاز تحقيق شفاف وحيادي حول كل الوقائع والأحداث المعروفة، بما فيها ما يتعلق ببوريسما والانتخابات الأميركية عام 2016».
وبدأت كييف في أواخر أغسطس (آب) تبدي قلقاً حيال تعليق ترمب مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة تقارب 400 مليون دولار.
وأورد القائم بالأعمال الأميركي في أوكرانيا تساؤلات حول الأسباب خلف قرار تعليق المساعدات، وهو يشتبه بأنها وسيلة ضغط لإرغام زيلينسكي على التحقيق بشأن بايدن وابنه.
وفي الأول من سبتمبر (أيلول) سأل بيل تيلور: «هل أننا نقول الآن إن المساعدة الأمنية واللقاء في البيت الأبيض مرهونان بالتحقيقات؟». وأجاب غوردون سوندلاند باقتضاب «اتصل بي».
وفي 9 سبتمبر (أيلول)، كان تيلور أكثر صراحة في إبداء تحفظاته لسوندلاند، فكتب له: «كما سبق وقلت على الهاتف، أعتقد أن تعليق المساعدة الأمنية لقاء مساعدة في حملة سياسية ضرب من الجنون».
وبعد عدة ساعات جاء رد سوندلاند الذي كان من كبار المساهمين في حملة ترمب الانتخابية، في رسالة نصية كتبها بعناية وحذر شديدين، وجاء فيها: «بيل، أعتقد أنك مخطئ بشأن نوايا الرئيس ترمب. الرئيس كان واضحاً جداً: لا مقابل، بأي شكل كان». وأضاف: «أقترح أن نوقف هذه المبادلات عبر الرسائل النصية».
ويتهم الديمقراطيون ترمب بأنه طلب من نظيره الأوكراني خلال محادثة هاتفية معه قبل شهرين، بالتحقيق حول نشاطات لنائب الرئيس السابق جو بايدن وابنه هانتر في أوكرانيا.
وفتح مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون تحقيقاً بهدف عزل الرئيس لإساءة استخدامه منصبه.


مقالات ذات صلة

بايدن يسعى لمواجهة توطد علاقات روسيا وإيران وكوريا الشمالية والصين

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

بايدن يسعى لمواجهة توطد علاقات روسيا وإيران وكوريا الشمالية والصين

قال مسؤولون أميركيون إن الرئيس جو بايدن يضغط على أجهزة الأمن القومي لوضع استراتيجيات جديدة لمواجهة توطد العلاقات بين روسيا وإيران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ورقة نقدية صينية (رويترز)

الصين تدرس خفض اليوان في 2025 لمواجهة رسوم ترمب الجمركية

يدرس القادة والمسؤولون الصينيون السماح بانخفاض قيمة اليوان في عام 2025، في وقت يستعدون فيه لفرض الولايات المتحدة رسوماً تجارية أعلى في ظل رئاسة دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ كيمبرلي غيلفويل الخطيبة السابقة لدونالد جونيور والمذيعة السابقة في شبكة فوكس نيوز (أ.ب)

ترمب يعيّن الخطيبة السابقة لابنه سفيرة في اليونان

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الثلاثاء أنّه قرّر تعيين كيمبرلي غيلفويل، الخطيبة السابقة لابنه البكر دونالد جونيور والمذيعة السابقة في شبكة فوكس نيوز

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ عناصر من جهاز الخدمة السرية يؤمنون حماية المرشح الرئاسي الجمهوري آنذاك دونالد ترمب بعد إطلاق النار عليه في بتلر بولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة 13 يوليو 2024 (رويترز)

فريق برلماني يحقق في محاولات اغتيال ترمب يوصي بتغييرات في جهاز الخدمة السرية

أوصى فريق عمل يبحث في محاولات اغتيال الرئيس الأميركي ترمب، بإجراء تغييرات في جهاز الخدمة السرية، بما فيها حماية عدد أقل من القادة الأجانب خلال الانتخابات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.