وزيران يرفضان المثول أمام القضاء احتجاجاً على«الانتقائية»

TT

وزيران يرفضان المثول أمام القضاء احتجاجاً على«الانتقائية»

أعلن وزير الاتصالات محمد شقير أنه ووزير الإعلام (وزير الاتصالات السابق) جمال الجراح لن يستجيبا لطلب النيابة العامة المالية التي استدعتهما مع الوزير السابق بطرس حرب للاستماع إليهم، رافضاً ما وصفها بـ«الانتقائية» في اختيار وزراء الاتصالات، وتحديداً استثناء الوزير المحسوب على «التيار الوطني الحر» نقولا صحناوي. أما حرب فقال إنه التقى المدعي العام، ولفته إلى «فرض» صحناوي توظيف مئات الموظفين والمحاسيب في شركتي الخلوي في لبنان، معبّراً عن أمله ألا تحول الحمايات السياسية دون «محاسبة الفاسدين».
وكان المدّعي العام المالي القاضي علي إبراهيم استدعى الوزراء بناءً على المعلومات التي زوّدته بها لجنة الإعلام والاتصالات النيابية، إضافة إلى معطيات سبق أن قدّمها له النائب ياسين جابر، وما أثير لجهة طلب إنشاء لجنة تحقيق نيابية في قطاع الخلوي.
وقبيل مشاركته في اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة درس الإصلاحات المالية والاقتصادية، قال الوزير شقير رداً على سؤال عما إذا كان سيمثل أمام المدعي العام المالي للاستماع إلى أقواله: «لن أذهب بالتأكيد، وإذا أراد هو أن يزورني فأهلاً وسهلاً به. فالموضوع تم الأخذ به في السياسة، وأعتقد أنه إذا أراد لقاء وزير في ملف ما، فهذا أمر لا يحصل بشكل انتقائي بين الوزراء»، وذلك في إشارة إلى استثناء الصحناوي من الاستدعاء، علماً بأنه تولى وزارة الاتصالات بين عامي 2011 و2013. وأضاف: «هذا الملف يجب أن يُفتح منذ العام 1992. وليس من الشباك، بل من الباب العريض. فلا يتذاكى ولا يهوّل علينا أحد، وليس لدي أي شيء آخر أضيفه». وأكد أنه «لم يكن يفترض بالمدعي العام المالي أن يدلي بأي بتصريح لإحدى المحطات ولا للصحف»، معلناً: «لا أنا ولا الوزير جمال الجراح سنذهب».
من جهته، أعلن حرب في بيان أنه لبّى دعوة النائب العام المالي «حيث استوضحني حول آليات العمل في وزارة الاتصالات ودور هيئة (أوغيرو) ووضعها القانوني وعلاقتها القانونية بوزارة الاتصالات، بالإضافة إلى عمل شركات تشغيل قطاع الهاتف الخلوي والتعديلات التي طرأت على عقد تشغيل الشبكتين عند تمديد عقودها عام 2012، في عهد الوزير نقولا صحناوي، ونقل المصاريف التشغيلية التي كانت على عاتق وزارة الاتصالات، ما سمح للوزير المختص بفرض توظيف مئات الموظفين والمحاسيب في هذه الشركات».
وأشار حرب إلى أن هذا الأمر «سبّب انفلات الأمور وإخضاعها للاعتبارات السياسية والحزبية، وهو ما حاولتُ تغييره يوم توليت الوزارة، لكن تم رفضه من حلفاء صحناوي، ولا سيما وزير الخارجية، رغم أنني اعتمدت الأسس والشروط عينها التي أجريت على أساسها مناقصة تشغيل شبكتي الخلوي يوم كان وزيراً للاتصالات، ما حال دون إجراء المناقصة، وفرض بقاء العقد الممدّد ساري المفعول على علاّته حتى يومنا هذا».
وأشار حرب إلى أنه كان مناسبة «للإضاءة على بعض التساؤلات التي أثيرت في لجنة الاتصالات النيابية وفي وسائل الإعلام لمساعدته في التحقيق في المخالفات الكبيرة، ولمطالبته كنائب عام مالي بأن يمنع التدخلات السياسية في التحقيقات لحماية أي مرتكب»، آملاً «ألا تحول الحمايات السياسية دون محاسبة الفاسدين أياً كانوا وأن تطلق يد القضاء لمحاسبة كل من تسبب بهدر الأموال العمومية».
كذلك علّق الوزير الجراح على طلب استدعائه قائلاً: «طلبني القاضي إبراهيم حين كنت نائباً واستشرت رئيس مجلس النواب نبيه بري فقال لي لا تذهب». وتابع: «هناك قانون يرعى العلاقة بين الوزراء والقضاء، ونحن تحت القانون، لكن لا يحق للمدعي العام المالي أن يرسل وراء وزير إلى التحقيق». وأضاف: «عندما يكون الإجراء قانونيّاً وحسب الأصول حينها نجيب»، معتبراً أن «بعضهم يحاول خلق رأي عام في البلد عن وجود فساد في الاتصالات، ولكن هناك إنجازات كبيرة حصلت».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.