لم يفلح «الحصار» المشدد الذي فرضته السلطات العراقية على بغداد بإغلاق الطرق وإعلان حظر التجول، في إخماد الاحتجاجات التي اتسعت رقعتها، أمس، واتخذت منحى أكثر عنفاً، مع ارتفاع أعداد الضحايا إلى أكثر من 30 شخصاً، بينهم شرطيان، منذ اندلاع المظاهرات الثلاثاء الماضي.
ورغم إطلاق القوات الأمنية الرصاص الحي لتفريق المحتجين، تجمع مئات، أمس، في وسط بغداد وأشعلوا إطارات في ساحة التحرير. كما أحرق بعض المحتجين مدرعات تابعة لقوات الأمن.
وكان لافتاً خروج المظاهرات الأكبر في المحافظات الجنوبية التي شهدت إحراق مقرات حكومية، وسقط في إحداها، وهي ذي قار، أكثر من نصف عدد قتلى الاحتجاجات. ولم تمتد الاحتجاجات إلى المحافظات الغربية والشمالية، خصوصاً المناطق السنية التي دمرتها الحرب ضد تنظيم «داعش»، وإقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي.
ودخلت إيران على خط الأزمة، رسمياً، أمس، بدعوة السلطات العراقية إلى «عدم السماح باستمرار» الاحتجاجات، خشية «استغلالها من قبل الدول الأجنبية». وتزامن ذلك مع مخاوف من تقارير عن طلب «الحشد الشعبي» المحسوب على طهران، لعب دور في قمع المظاهرات التي يتوقع أن تتزايد اليوم بعد صلاة الجمعة.
وأعلنت طهران أنها أغلقت، بطلب عراقي، معبر خسروي الحدودي الذي كان من المنتظر أن يستخدمه مئات الآلاف من مواطنيها للمشاركة في «الزيارة الأربعينية» التي يحييها الشيعة. كما دعت البحرين مواطنيها إلى عدم السفر إلى العراق في الوقت الراهن بسبب الظروف الأمنية، «ضماناً لأمنهم وحفاظاً على سلامتهم».
وقال مسؤول عراقي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحكومة وبالتعاون مع رئاسة البرلمان تعد الآن خططاً ومبادرات سيتم إطلاقها خلال الأيام القليلة المقبلة لاستيعاب أزمة المظاهرات مع مساعٍ لإيجاد حلول عاجلة لما يمكن تحقيقه من مطالب المتظاهرين».
ويبدو هذا الحراك حتى الساعة عفوياً، إذ لم يعلن أي حزب أو زعيم سياسي أو ديني دعمه له، فيما يعتبر سابقة في العراق.
...المزيد
«حصار» بغداد يخفق في إخماد الاحتجاجات
اتساع دائرة العنف مع تحدي متظاهرين للحظر والرصاص... ومخاوف من دور لـ{الحشد} بعد استياء إيراني
«حصار» بغداد يخفق في إخماد الاحتجاجات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة