لبنان ينظم حملة وطنية للحد من استعمال أكياس النايلون

نسبة استهلاكها تصل إلى 360 وحدة للشخص الواحد في السنة

حملة جمعية «نو بلاستيك»
حملة جمعية «نو بلاستيك»
TT

لبنان ينظم حملة وطنية للحد من استعمال أكياس النايلون

حملة جمعية «نو بلاستيك»
حملة جمعية «نو بلاستيك»

ابتداءً من 15 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، ينضم لبنان إلى 130 دولة في العالم تنظّم حملة ضد البلاستيك. فلقد أطلق وزير البيئة في لبنان فادي جريصاتي حملة وطنية للحدّ من استعمال أكياس النايلون. وتقضي بدفع مبلغ 100 ليرة مقابل كل كيس نايلون يستخدمه أي شخص لمشترياته في محال السوبر ماركت. وقبيل هذا الموعد كان اللبنانيون يحصلون على هذا الكيس مجاناً.
وحسب وزارة الاقتصاد في لبنان، فإن معدل استهلاك اللبناني لأكياس البلاستيك يراوح ما بين 330 و360 كيساً في السنة. وأعلن جريصاتي في مؤتمر صحافي حضره كل من وزير الاقتصاد منصور بطيش ونقيب أصحاب محال السوبر ماركت عن تطبيق قراره هذا، ابتداءً من 15 الحالي.
«كل ما نطلبه هو استخدام الكيس البديل الصديق للبيئة، وهو ليس غالي الثمن فهناك كيس بـ500 ليرة، وآخر بـ750 ليرة، وثالث بـ1500 حسب الحجم والنوعية. وهذه ليست ضريبة ويمكن للناس اصطحاب كيس معهم وعدم دفع أي ليرة. وأكثر من ذلك، هناك أكياس ستُقدّم مجاناً وبعض محال السوبر ماركات بدأت في تأمينها. فالمسألة تتطلب إرادة وتغيير عادات، وهي تؤمّن وفراً على جيوبنا، ومن يجد الكيس بـ100 ليرة غالياً، ستظهر له الأرقام بأن كلفة مطامرنا مرتفعة. ولا نطلب من أحد دفع ثمن الكيس للخضراوات أو للمنتجات في البرادات؛ إذ سيبقى مجانياً». أما وزير الاقتصاد منصور بطيش، الذي يدعم زميله وزير البيئة في قراره، فعلق يقول: إن «استبدال أكياس النايلون بأُخرى متعددة الاستعمالات؛ فهي كحفر الصخر بقطرة ماء، وسنحفره. فنحن الأمينون والمؤتمنون على غد أبنائنا، ومسؤولون عن الحفاظ على حياتهم».
وإثر إطلاق موعد هذه الحملة انقسم اللبنانيون بين مؤيد ومعارض لها. فاعتبرها البعض أنها تخلو من أي إطار تنظيمي يجبر الجميع على التقيد بها. في حين رأت شريحة أخرى من اللبنانيين، أن الحملة تمثّل خطوة أولى في رحلة الألف ميل التي يحتاج إليها لبنان لحماية بيئته. «إنه قرار مجحف في رأيي، ولا يستطيعون أن يجبرونا على دفع المال كي يضعها أصحاب السوبر ماركت في جيوبهم أرباحاً إضافية على المبالغ التي نتكبدها في شراء حاجاتنا» يقول جميل فرح الذي التقيناه في سوبر ماركت «سبينيس» بالأشرفية. «اللبنانيون في فرنسا ودول أوروبية أخرى يطبقون هذا القرار من دون تذمر فلماذا يرفضونه في لبنان؟» تتساءل إيفا سماحة في حديث لـ«الشرق الأوسط» التي بدأت المساهمة في هذه الحملة منذ نحو أسبوعين كما ذكرت لنا. أما إلياس الحلو، وهو في العقد السابع من عمره، فأشار إلى أن الحملة التي أطلقها الوزير جريصاتي ضرورية، لكن هناك أموراً أكثر إلحاحاً منها على صعيد البيئة.
أما السؤال الذي يشغل اللبنانيين فيتعلق بمصير هذه الحملة. فهل ستلحق بسابقاتها من قرارات اتخذت للحد من التدخين مثلاً أو لمنع استعمال الهاتف الخلوي أثناء القيادة؟ كما أن مبلغ الـ100 ليرة الذي حدد بموجبه سعر شراء كيس نايلون واحد في محال السوبر ماركت ليس متوفراً حالياً في العملة النقدية اللبنانية.
ويعلّق نقيب أصحاب السوبر ماركت في لبنان نبيل فهد ليقول: «صحيح أن عملة من فئة 100 ليرة توقّف مصرف لبنان منذ سنوات طويلة عن صكها لأن كلفتها أعلى من قيمتها الحقيقية. لكننا سنضيف كلفة الكيس على فاتورة مشتريات الزبون فتحل هذه المشكلة من الأساس». ويؤكد النقيب نبيل فهد، أن أكياس القماش الصديقة للبيئة، التي ستُباع في هذه المحال، تتحمل أوزاناً تراوح ما بين 10 و12 كيلوغراماً، وأن مصانع لبنانية بدأت في تأمينها وهي متينة وتخدم لسنوات عدة. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: أن «جميع محال السوبر ماركت في لبنان ستلتزم تطبيق هذه الحملة ابتداءً من 15 الحالي، كما تعهدوا لوزير البيئة. وباستطاعة الزبون أن يركن إلى أكياس النايلون القديمة التي يحتفظ بها في منزله أو إلى أي كيس قماش يخيطه بنفسه». وعمّا إذا رفض أحد الزبائن بعد شرائه دفع ثمن الكيس: «ستكون النتيجة سلبية علينا معاً؛ إذ سأطلب منه أن يترك المنتجات التي اشتراها في أرضها أو أن يحملها بيديه».
ويختم في سياق حديثه متناولاً إمكانية استعمال أكياس الورق بدلاً من تلك المصنوعة من القماش: «أولاً كلفة تصنيعها أغلى من تلك التي سنستخدمها في الحملة، كما أنها لا تستطيع أن تتحمل أوزاناً مرتفعة كأكياس القماش الصديقة للبيئة».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.