رانيا شوقي: مسرحية «الملك لير» فرصة للتألق

قالت إن يحيى الفخراني ساعدها في التحدث بالعربية الفصحى

رانيا فريد شوقي في «الملك لير»
رانيا فريد شوقي في «الملك لير»
TT

رانيا شوقي: مسرحية «الملك لير» فرصة للتألق

رانيا فريد شوقي في «الملك لير»
رانيا فريد شوقي في «الملك لير»

تعتبر الفنانة رانيا فريد شوقي مشاركتها في مسرحية «الملك لير» فرصة كبيرة وإضافة قوية في مشوارها الفني، وكشفت عن مساعدة الفنان الكبير يحيى الفخراني لها في نطق اللغة العربية الفصحى بالعرض المسرحي، ووصفته بـ«القائد» الذي يشعر معه الجميع بالأمان والطمأنينة. وأوضحت أن عودة القطاع الخاص للإنتاج المسرحي كان ضرورياً جداً.
رانيا فريد شوقي أكدت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أن وجود فنانين كبار بالمسرحية دفعها لقبول المشاركة في العرض المسرحي الشهير، الذي تم تقديمه في عدة بلدان بمعالجات ورؤى مختلفة، وقالت: العمل مع يحيى الفخراني فرصة لا تعوض، بجانب الفنان الراحل فاروق الفيشاوي الذي شارك في جزء منها قبل وفاته، بالإضافة إلى امتلاك المخرج الشاب تامر كرم رؤية فنية مختلفة، وأعتبر مشاركتي بالمسرحية إضافة قوية لمشواري الفني.
وأوضحت رانيا أنها لم تتردد في الموافقة على المشاركة بالمسرحية رغم تقديمها من قبل على خشبة المسرح القومي وبطولة يحيى الفخراني، وقالت إن هناك أعمالا قدمت أكثر من مرة بالمعالجات نفسها ونجحت؛ مثل فيلمي «أمير الانتقام» بطولة أنور وجدي و«أمير الدهاء» بطولة فريد شوقي، وكلاهما بالقصة والمعالجة نفسهما، وفيلم «لعبة الست» بطولة نجيب الريحاني الذي أعاد محمد صبحي تقديمه في مسرحية، فما بالك لو كانت القصة مأخوذة عن رواية عالمية أصلاً، وهذا التكرار أو إعادة التناول لا يقلل من الشيء أبداً.
وترى رانيا أن عرض مسرحية «الملك لير» حالياً بالتزامن مع عروض أخرى لنجوم مصريين بارزين أمر رائع، أعاد الحياة من جديد للمسرح المصري، ولفتت إلى أن المسرح كان يعد عامل جذب سياحي مهم في العقود الماضية، إذ كان يقبل عدد كبير من الدول العربية على مشاهدة مسرحيات عادل إمام وسمير غانم ومحمد صبحي، لذلك أتمنى أن تعرض المزيد من المسرحيات في مصر في الفترة المقبلة.
وأكدت أن العودة إلى المسرح تحتاج إلى «أقراص الشجاعة»، خصوصا أن الفترة الماضية شهدت تردد الجمهور في الذهاب إلى المسرح في ظل عدم عرض مسرحيات جاذبة للجمهور بجانب الإنتاج الضعيف، لكن حاليا يتم مراعاة الإنتاج وتوفير سبل الراحة والترفيه للجمهور.
وعن عملها مع الفنان يحيى الفخراني قالت إن «العمل معه يوفر نوعاً من الطمأنينة وكثيراً من النجاح لمن حوله، خصوصا أنه مثقف للغاية ويلقي بظلاله على المحيطين به، وهو يتمتع بتفرد وتميز في تقديم (الملك لير) التي تعد الأقرب لقلبه وعقله، وقد ساعدني للغاية في أداء شخصية ابنة الملك، لا سيما فيما يتعلق باللغة العربية الفصحى، فالعمل معه يشعر الفنان بالأمان». مشيرة إلى أن نطق اللغة العربية الفصحى بالعرض كان من أبرز الصعوبات التي واجهتها في «الملك لير»،
رغم تجربتها السابقة على «مسرح السلام» بمسرحية «حلاق بغداد»، وأوضحت أنها تخوفت بشدة من النطق بالفصحى، لكن يحيى الفخراني ساعدها في تجاوز هذه النقطة لأنه قائد حقيقي، بحسب وصفها.
واختتمت رانيا حديثها عن مسرحيات القطاع الخاص، قائلة: «دخول القطاع الخاص في عمليات الإنتاج كان أمراً ضرورياً؛ لأن ميزانية القطاع العام محدودة جداً، والصناع يتحركون في حدود تلك الميزانيات، عكس القطاع الخاص الذي يوفر التكاليف كافة بسخاء، فمثلاً في (الملك لير) سنجد الأزياء باهرة للغاية والديكورات.
ووجود القطاع الخاص في المسرح كان حاضراً بقوة منذ أيام الفنان الكبير الراحل فؤاد المهندس وشويكار وغيرهما من العظماء، ولكن في السنوات الأخيرة اختفى بشكل لافت حتى ظهرت مؤسسات مصرية تهتم بمجال المسرح».


مقالات ذات صلة

بيروت تحتفل بـ«التناغم في الوحدة والتضامن»... الموسيقى تولّد الأمل

يوميات الشرق يهدف الحفل إلى تزويد اللبنانيين بجرعات أمل من خلال الموسيقى (الجامعة الأميركية)

بيروت تحتفل بـ«التناغم في الوحدة والتضامن»... الموسيقى تولّد الأمل

يمثّل الحفل لحظات يلتقي خلالها الناس مع الفرح، وهو يتألّف من 3 أقسام تتوزّع على أغنيات روحانية، وأخرى وطنية، وترانيم ميلادية...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق أبطال أحد العروض المسرحية ضمن فعاليات مهرجان المسرح الكوميدي في بنغازي (وال)

بنغازي الليبية تبحث عن الضحكة الغائبة منذ 12 عاماً

بعد انقطاع 12 عاماً، عادت مدينة بنغازي (شرق ليبيا) للبحث عن الضحكة، عبر احتضان دورة جديدة من مهرجان المسرح الكوميدي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

صدر حديثاً عن دائرة الثقافة في الشارقة العدد 62 لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من مجلة «المسرح»، وضمَّ مجموعة من المقالات والحوارات والمتابعات حول الشأن المسرح

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق برنامج «حركة ونغم» يهدف لتمكين الموهوبين في مجال الرقص المسرحي (هيئة المسرح والفنون الأدائية)

«حركة ونغم» يعود بالتعاون مع «كركلا» لتطوير الرقص المسرحي بجدة

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية برنامج «حركة ونغم» بنسخته الثانية بالتعاون مع معهد «كركلا» الشهير في المسرح الغنائي الراقص في مدينة جدة.

أسماء الغابري (جدة)

زياد غسان صليبا لـ«الشرق الأوسط»: والدي فنان عالمي

إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)
إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)
TT

زياد غسان صليبا لـ«الشرق الأوسط»: والدي فنان عالمي

إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)
إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)

يعدّ زياد الابن الأصغر للفنان غسان صليبا. وهو مثل شقيقه وسام جذبه عالم الفن بكل أبعاده، فمشى على خطى والده المغني وأخيه الممثل وسام صليبا. يجمع زياد بين مواهب كثيرة، يغني ويعزف ويلحّن ويمثّل ويؤلف كلمات الأغاني. أمضى عدة سنوات دراسية في لوس أنجليس مع شقيقه فتأثر بفنون الغرب وقواعد التمثيل والغناء.

سبق لزياد وأن أصدر 5 أغنيات بالأجنبية. ولكنه اليوم قرر أن يقلب الصفحة وينطلق نحو الأغنية العربية. استهلّ مشواره الجديد هذا، مع أغنية «كان يا ما كان» من تأليفه وتلحينه، يقدّمها زياد بأسلوب بسيط قريب إلى الأغاني الغربية. ورغم كلامها ولحنها المطبوعين بالعربية، فإنها تأخذ منحى العمل الغربي.

أغنية {كان يا ما كان} من تأليفه وتلحينه يقدّمها بأسلوب قريب إلى الأغاني الغربية (زياد صليبا)

ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «تمسكت بأسلوبي الغربي كي أقدمها على طريقتي. وأتوقع أن أبقى محافظاً على هذا الإيقاع في أعمالي المقبلة. فهذا المزيج بين العربية والغربية إن في الموسيقى أو في طريقة الغناء، يزود العمل بنكهة فنية خاصة».

يتناول زياد في أغنيته «كان يا ما كان» كل ما يتعلق بالحنين إلى الوطن. فصوّر لبنان جنّة كانت تعيش بسلام وأمان، ويطلّ على طبيعة لبنان وبحره وجبله. كما يتذكّر الأماكن والمطارح التي تعني له الكثير. ومن خلال مكانة لبنان في أحلام الناس وأهله يترجم اشتياقه له.

يوضح زياد في سياق حديثه: «إنها بمثابة جردة حنين لوطن السلام، ومدى تأثرنا جميعاً برسالته هذه عبر الزمن. بلدي يعني لي الكثير، وارتأيت تكريمه في أغنية تترجم حبّي لصورة حفظتها عنه».

يطور نفسه بالغناء على الصعيدين الأجنبي والمحلي (زياد صليبا)

وكون زياد يتحدّر من عائلة فنية، تراوده دائماً فكرة الغناء بالعربية. «تأثرنا كثيراً أخي وسام وأنا، بفن والدي غسّان. صحيح أننا درسنا في الخارج، ولكننا تربينا على مسرح الرحابنة. والدي كان أحد أبطاله بشكل متكرر. وكذلك تربينا على الأغاني الوطنية المعروف بها، التي لا تزال تتردد من جيل إلى آخر. فهو برأيي يختلف عن غيره من الفنانين بأسلوب تفكيره وغنائه. ويتّسم بالتطور الدائم، إذ لا يتعب من البحث عن الأفضل. وبنظري هو فنان عالمي أفتخر بمسيرته وأعتزّ بها».

هناك جزء لا يتجزأ مني يسكنه الفن الغربي

زياد غسان صليبا

لطالما لاقى زياد التشجيع من قبل أفراد عائلته لغناء العربية. «الفكرة كانت تخطر على بالي دائماً. فأنا أنتمي لعائلة فنية لبنانية بامتياز. قررت أن أقوم بهذه التجربة فحزمت أمري وانطلقت».

لا فرق كبيراً بين تجربتيه في الغناء الغربي والعربي. يتابع: «بالنسبة للتلحين والتوزيع، لا يوجد فرق شاسع. (كان يا ما كان) يحضر فيها النفس الغربي، وهو ما اعتدت عليه في أعمالي السابقة. ولكن من ناحية الصوت اختلفت النبرة ولكنه لم يشكّل لي تحدّياً كبيراً». يتمتع زياد بخامة صوتية لافتة لم يستخدمها في الأغنية. ونسأله عن سبب عدم استعمال قدرات أكبر في صوته. يردّ: «عندما انتهيت من تسجيل الأغنية لاحظت هذا الأمر وأدركت أنه كان بوسعي القيام بذلك. أتوقع في أغاني العربية المقبلة أن أستخدم صوتي بدرجات أعلى. ولكنني أعتبر هذه التجربة بمثابة جس نبض سأكتشف من خلالها أموراً كثيرة».

يحضر لأغنية عربية جديدة حماسية أكثر بإيقاع مغاير عن أغنيته الأولى (زياد صليبا)

كان والده يطالبه دائماً بتقديم أغنية بالعربية. «إنه يكرر ذلك على مسمعي منذ نحو 10 سنوات. كنت متردداً، وأقاوم الفكرة لأنني مرتاح في الغناء بالأجنبية. وعندما أنجزتها فرحت بردّ فعل والدي كما أفراد عائلتي. كانت بمثابة مفاجأة لهم أثنوا على إنجازها. ولم يتوقعوا أن أقوم بهذه الخطوة رغم تشجيعهم لي».

لا يرغب زياد في التخلّي تماماً عن الأسلوب الغنائي الغربي. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «هناك جزء لا يتجزأ مني يسكنه الفن الغربي وبما في ذلك الإنجليزية التي أتقنها لغة. أشعر أنني من خلالها أستطيع التعبير بصورة أفضل. ولكننا في النهاية لا نعرف الحياة إلى أين تؤدي بنا. وسأحاول العمل في المجالين، فأطور نفسي بالغناء على الصعيدين الأجنبي والمحلي».

يقول إن والده غسان صليبا عندما سمع الأغنية أعجب بها بسرعة. ويعلّق زياد: «أصررت على معرفة رأيه بالأغنية، فهو أمر يهمني كثيراً. ولأنه صاحب صوت عريض ويملك قدرات كبيرة في الأداء، كان يفضّل أن يتعرّف إلى مكامن صوتي بشكل أفضل. ولكنني أوضحت له أن نوع الأغنية يدور في فلك الحنان والشوق. وكان لا بد أن أغنيها بهذه الطريقة».

بلدي يعني لي الكثير وارتأيت تكريمه في أغنية تترجم حبّي لصورة حفظتها عنه

زياد غسان صليبا

يتمرّن زياد يومياً على الغناء، فيعزف البيانو أو الغيتار ليدرّب صوته ويصقله بالخبرة. «لقد اجتهدت كثيراً في هذا المجال، وحاولت اكتشاف قدرات صوتي بنفسي من خلال هذه التمارين. اليوم بتّ أدرك تماماً كيف أحسّنه وأطوره».

يشكّل الأخوان «زياد ووسام» ثنائياً ملتحماً فنياً وعملياً. يقول في هذا الموضوع: «لم نفترق يوماً. معاً درسنا في الخارج ورسمنا مشاريعنا وخططنا لها. وأستشيره باستمرار لأقف على رأيه، فهو أساسي بالنسبة لي».

إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد صليبا بموهبة التمثيل. سبق وشارك في أكثر من عمل درامي مثل «حبيبي اللدود» و«حادث قلب». «أحب التمثيل ومشواري فيه لا يزال في بداياته. الفن بشكل عام مهنة مضنية تتطلّب الكثير من التجارب كي نحرز النجاح فيها». وعما تعلّمه من والده بصفته فناناً، يردّ: «تعلمت منه الكثير. كنت أصغي إلى أغانيه باهتمام، وأتمعّن بقدراته الصوتية والتقنية التي يستخدمها. زوّدني والدي بصفاته الحسنة الكثيرة وبينها دفء مشاعره وطيبة قلبه وابتعاده عن القيل والقال. وأكثر ما تأثرت به هو شغفه بالفن. لم يحاول يوماً منعي وأخي من دخول هذا المجال. فهو على يقين بأن الشخص الشغوف بالفن لا يمكن لأحد أن يثنيه عنه».

يحضّر زياد لأغنية عربية جديدة تختلف عن «كان ياما كان». «ستكون حماسية أكثر بإيقاع مغاير عن أغنيتي الأولى. كما ألحن أغنية أجنبية لموهبة غنائية شابة تدعى أزميرالدا يونس، وأخرى لي».