السعودية تسعى لتحفيز العمل الحر عبر تنشيط آلية دفع رقمي لـ«المستقلين»

انطلاق أكبر تجمع لتوسيع مسارات فرص الباحثات عن وظائف

انطلاق أكبر معرض سعودي لفرص التوظيف للسيدات بمشاركة 90 شركة محلية وعالمية (واس)
انطلاق أكبر معرض سعودي لفرص التوظيف للسيدات بمشاركة 90 شركة محلية وعالمية (واس)
TT

السعودية تسعى لتحفيز العمل الحر عبر تنشيط آلية دفع رقمي لـ«المستقلين»

انطلاق أكبر معرض سعودي لفرص التوظيف للسيدات بمشاركة 90 شركة محلية وعالمية (واس)
انطلاق أكبر معرض سعودي لفرص التوظيف للسيدات بمشاركة 90 شركة محلية وعالمية (واس)

كشف مسؤول رفيع بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، أن العمل جارٍ لتوسيع نطاقات ومسارات التوظيف وفتح آفاق العمل للفئات كافة، ومن بينها السيدات وذوو الاحتياجات الخاصة، مفصحاً عن أن الاتفاق يجري مع مؤسسة النقد العربي السعودي لفتح حسابات بنكية تسهل إدارة التعامل المالي مباشرةً للأفراد المستقلين من أصحاب الأعمال الحرة.
وشدد نائب مدير عام مسارات التوظيف بوكالة التوطين التابعة لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية تركي الدبيخي، على أن برنامج «العمل الحر» يعد مساراً حيوياً يتعلق بإطلاق الإمكانات والمهارات للعمل من المنزل والاستفادة من المهارات الشخصية وتوظيفها بالاستثمار الأمثل، مشيراً إلى أن الفكرة الرئيسية ترتكز على أن العامل على حسابه الخاص سيستفيد من مظلة الوزارة بعد تسجيله نظامياً لدى وزارة العمل.
وقال الدبيخي: «نعمل على اتفاقية مفاهمة مع مؤسسة النقد العربي السعودي ليتمكن المستفيد من إصدار وثيقة العمل الحر من فتح حساب بنكي لإدارة الأموال وإيقاف المعاناة المتعلقة بكيفية تحرك الأموال وتحت أي مظلة في ظل عدم وجود شركة»، مبيناً أن المستفيد بات قريباً من فتح حساب مالي نظامي يعطي حلولاً إضافية لتسهيل حركة الأموال الداخلية والخارجية لـ«الفرد المستقل».
وأفصح الدبيخي عن أن العمل جارٍ للمفاهمة مع عدد من شركات الدفع الرقمي، للنظر في كيفية تسخير تقنيات الدفع الرقمي لصالح المستفيد، مشيراً إلى أن العامل على حسابه الخاص، ومن دون حاجة إلى أن يعمل تحت مظلة شركة أو مؤسسة، يمكن أن يكون له نظامه الرقمي الخاص للدفع بشكل قانوني، مشدداً على أن تلك الجهود التي تبذلها الوزارة تهدف إلى الوصول إلى شرائح المستفيدين كافة، للعمل بشكل مباشر وضمن برامج موائمة.
وأفاد الدبيخي بأن الوزارة أطلقت أنماط العمل المستهدفة لكلا الجنسين وبالأخص المرأة وذوو الحاجات الخاصة من خلال منصة إلكترونية رسمية، موضحاً أن برنامج العمل عن بُعد يدعم توسيع فرص التوظيف والعمل أمام جميع الشرائح، مشدداً على أن لهؤلاء كامل الحقوق والواجبات الوظيفية المخصصة لأصحاب العمل بدوام كامل.
وأفاد الدبيخي بأن الوزارة أطلقت منصة إلكترونية تجمع بين طالبي وراغبي العمل ليكون هناك العرض والطلب في سوق التوظيف كما يعمل النظام بتفاصيل دقيقة تختص بتتبع الموظف وإعطاء مؤشرات العمل لديه لضمان الإنتاجية والجودة والوصول إلى نتائج أداء عالية دون الإخلال بمتطلبات الوظيفة.
من جهة أخرى، انطلق أمس في العاصمة السعودية أكبر منتدى ومعرض لمساعدة الباحثات عن عمل تحت مسمى «خطوة للتوظيف 2019» الذي يصنف كأكبر حدث يُعنى بتوفير فرص العمل للسيدات واستقطابهن للوظائف، بحضور أكثر من 90 شركة محلية وعالمية، وتستمر فعالياته على مدى ثلاثة أيام. ويأتي زخم هذا الحدث بحضور شركاء استراتيجيين حكوميين هم: وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وصندوق تنمية الموارد البشرية، وبرنامج مواءمة، وشركة تكامل.
ويدعو المنتدى إلى تمكين المرأة السعودية من الفرص الوظيفية المتاحة ودعمها بكل الخلفيات التعليمية والخبرات العملية وإسهام السعوديات كعناصر فاعلة في سوق العمل في السعودية.
إلى ذلك، أكد العضو المنتدب والشريك المؤسس في «غلوورك»، خالد الصالح، وهي الجهة المنظمة، أهمية تكاتف الجهود بين القطاعين العام والخاص وأثر ذلك التعاون في زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، مشيراً إلى مبادرات الجهات ذات العلاقة لرفع مساهمة المرأة في السوق السعودية من 22 إلى 30% بحلول عام 2030 كهدف رئيسي من أهداف رؤية المملكة.



ترمب يحجم عن فرض الرسوم الجمركية

ترمب يلقي خطاب تنصيبه بعد أداء اليمين الدستورية (أ.ف.ب)
ترمب يلقي خطاب تنصيبه بعد أداء اليمين الدستورية (أ.ف.ب)
TT

ترمب يحجم عن فرض الرسوم الجمركية

ترمب يلقي خطاب تنصيبه بعد أداء اليمين الدستورية (أ.ف.ب)
ترمب يلقي خطاب تنصيبه بعد أداء اليمين الدستورية (أ.ف.ب)

يُرجئ دونالد ترمب فرض التعريفات الجمركية خلال يومه الأول ويراهن بشكل كبير على أن إجراءاته التنفيذية يمكن أن تخفض أسعار الطاقة وتروض التضخم. ولكن من غير الواضح ما إذا كانت أوامره ستكون كافية لتحريك الاقتصاد الأميركي كما وعد.

فقد قال ترمب في خطاب تنصيبه إن «أزمة التضخم ناجمة عن الإفراط في الإنفاق الهائل»، كما أشار إلى أن زيادة إنتاج النفط ستؤدي إلى خفض الأسعار.

وتهدف الأوامر التي يصدرها يوم الاثنين، بما في ذلك أمر مرتبط بألاسكا، إلى تخفيف الأعباء التنظيمية على إنتاج النفط والغاز الطبيعي. كما أنه يعتزم إعلان حالة طوارئ وطنية في مجال الطاقة على أمل إطلاق المزيد من إنتاج الكهرباء في إطار المنافسة مع الصين لبناء تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على مراكز البيانات التي تستخدم كميات هائلة من الطاقة.

ويعتزم ترمب التوقيع على مذكرة رئاسية تسعى إلى اتباع نهج حكومي واسع النطاق لخفض التضخم.

كل هذه التفاصيل وفقاً لمسؤول قادم من البيت الأبيض أصر على عدم الكشف عن هويته أثناء توضيحه لخطط ترمب خلال مكالمة مع الصحافيين، وفق ما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس».

وقال المسؤول إن الإدارة الجديدة، في أول يوم له في منصبه، ستنهي ما يسميه ترمب بشكل غير صحيح «تفويضاً» للسيارات الكهربائية. على الرغم من عدم وجود تفويض من الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته لفرض شراء السيارات الكهربائية، فإن سياساته سعت إلى تشجيع الأميركيين على شراء السيارات الكهربائية وشركات السيارات على التحول من السيارات التي تعمل بالوقود إلى السيارات الكهربائية.

هدّد ترمب، خلال حملته الانتخابية وبعد فوزه في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني)، بفرض رسوم جمركية على الصين والمكسيك وكندا ودول أخرى. ولكن يبدو أنه يتراجع حتى الآن عن فرض ضرائب أعلى على الواردات. وأشار المسؤول إلى تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» يقول إن ترمب سيوقع فقط على مذكرة تطلب من الوكالات الفيدرالية دراسة القضايا التجارية.

ومع ذلك، تعهد ترمب في خطاب تنصيبه بأن التعريفات الجمركية قادمة، وقال إن الدول الأجنبية ستدفع العقوبات التجارية، على الرغم من أن هذه الضرائب يدفعها المستوردون المحليون حالياً وغالباً ما يتم تمريرها إلى المستهلكين.

لقد كان قرار التوقف ودراسة التعريفات الجمركية إشارة إلى الحكومة الكندية بأنه يجب أن تكون مستعدة لجميع الاحتمالات تقريباً بشأن اتجاه التجارة مع الولايات المتحدة.

«ربما يكون قد اتخذ قراراً بتعليق التهديد بالتعريفات الجمركية نوعاً ما على قائمة كاملة من الدول. سننتظر ونرى»، وفق ما قال وزير المالية الكندي دومينيك لوبلانك. أضاف: «لقد كان السيد ترمب في ولايته السابقة غير قابل للتنبؤ، لذا فإن مهمتنا هي التأكد من أننا مستعدون لأي سيناريو».

وبشكل عام، يواجه الرئيس الجمهوري مجموعة من التحديات في تحقيق طموحاته في خفض الأسعار. فقد نجح بايدن في خفض معدل التضخم على مدار عامين، إلا أنه سيغادر منصبه مع استمرار نمو الأسعار الذي فاق نمو الأجور على مدار السنوات الأربع الماضية.

ومن بين الدوافع الكبيرة للتضخم استمرار نقص المساكن، كما أن إنتاج النفط الأميركي وصل بالفعل إلى مستويات قياسية، حيث يواجه المنتجون حالة من عدم اليقين بشأن الطلب العالمي هذا العام.

مجلس الاحتياطي الفيدرالي هو من الناحية الفنية الهيئة الحكومية المكلفة الحفاظ على التضخم عند هدف سنوي يبلغ 2 في المائة تقريباً. وتتمثل أدواته المعتادة في تحديد أسعار الفائدة قصيرة الأجل لإقراض البنوك لبعضها البعض، بالإضافة إلى مشتريات السندات والاتصالات العامة.

وقال ترمب إن إنتاج الموارد الطبيعية هو المفتاح لخفض التكاليف بالنسبة للمستهلكين الأميركيين، سواء في المضخة أو في فواتير الخدمات العامة.

تتخلل أسعار الطاقة كل جزء من الاقتصاد، لذا فإن زيادة إنتاج الولايات المتحدة من النفط والغاز الطبيعي وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى أمر بالغ الأهمية للأمن القومي. وقد اشتكى ترمب، الذي تعهد باستعادة «هيمنة الولايات المتحدة في مجال الطاقة»، من أن إدارة بايدن حدّت من إنتاج النفط والغاز في ألاسكا.

ومع ذلك، ووفقاً للأوزان الترجيحية لمؤشر أسعار المستهلك، فإن الإنفاق على الطاقة يمثل في المتوسط 6 في المائة فقط من النفقات، أي أقل بكثير من الغذاء (13 في المائة) أو المأوى (37 في المائة).

عاد التضخم، الذي كان خامداً لعقود، إلى الظهور من جديد في أوائل عام 2021 مع تعافي الاقتصاد بقوة غير متوقعة من عمليات الإغلاق بسبب كوفيد-19. طغت الطفرة في طلبات العملاء على سلاسل التوريد في أميركا، ما تسبب في حدوث تأخيرات ونقص وارتفاع الأسعار. وكافحت مصانع رقائق الحاسوب والأثاث وغيرها من المنتجات في جميع أنحاء العالم للانتعاش.

وقد سارع المشرعون الجمهوريون إلى إلقاء اللوم على إدارة بايدن في إغاثة إدارة بايدن من الجائحة البالغة 1.9 تريليون دولار، على الرغم من أن التضخم كان ظاهرة عالمية تشير إلى عوامل تتجاوز السياسة الأميركية. وازداد التضخم سوءاً بعد غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية.

ورداً على ذلك، رفع «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة القياسي 11 مرة في عامي 2022 و2023. انخفض التضخم من أعلى مستوى له منذ أربعة عقود عند 9.1 في المائة في منتصف عام 2022. لكن التضخم ارتفع منذ سبتمبر (أيلول) إلى معدل سنوي بلغ 2.9 في المائة في ديسمبر (كانون الأول).

من المحتمل أن تحتاج العديد من الخطوات التي يتخذها ترمب إلى موافقة الكونغرس. تنتهي أجزاء من تخفيضاته الضريبية لعام 2017 بعد هذا العام، ويعتزم ترمب تمديدها وتوسيعها بتكلفة قد تتجاوز 4 تريليونات دولار على مدى 10 سنوات. ويرى ترمب أن التخلص من الدعم المالي للطاقة المتجددة في عهد بايدن هو وسيلة محتملة لتمويل تخفيضاته الضريبية.