مهرجان «ريدزون 2019» في طنجة المغربية ينطلق غداً

فنون متعددة الوسائط تبحث قضايا «المدينة والهجرة»

ملصق مهرجان «ريدزون» في مدينة طنجة
ملصق مهرجان «ريدزون» في مدينة طنجة
TT

مهرجان «ريدزون 2019» في طنجة المغربية ينطلق غداً

ملصق مهرجان «ريدزون» في مدينة طنجة
ملصق مهرجان «ريدزون» في مدينة طنجة

تنطلق فعاليات مهرجان «ريدزون 2019» متعدّد الاختصاصات، في مدينة طنجة المغربية، يوم غد الخميس 3 أكتوبر (تشرين الأول)، تحت عنوان «المدينة والهجرة».
المهرجان الذي يستمر حتى الأحد المقبل، تنظّمه مؤسسة «المورد الثقافي» بالشراكة مع مؤسسة «KKV» النرويجية، وبالتعاون مع «داباتيك» و«فكّر طنجة» و«الخزانة السينمائية» في طنجة.
وتشكّل نسخة عام 2019، التي تُنظّم في مدينة طنجة، نموذجاً جديداً لبناء تعاونات ثقافية محلية وإقليمية ودُولية من خلال برمجة فعاليات فنية في سياق خصوصية المدينة الواقعة على الحافّة ما بين أفريقيا وأوروبا؛ إذ أنّه أتى استجابة لدعوة مجموعة من الفنانين والمؤسسات الفنية المستقلة في طنجة، لبناء تصوّر مشترك لنسخة جديدة من المهرجان، يسمح بالتفاعل مع جمهور المدينة المتنوّع والحيوي.
برمجة المهرجان للعام الحالي، هي دعوة لتتبّع مسار عروض فنية تنتشر في فضاءات المدينة وشوارعها، في مجالات فنون الأداء والموسيقى والفنون البصرية والتخطيط المعماري والسينما يقدمها فنانون من مختلف الدّول العربية، وتتخلّلها ورش عمل وحوارات ودعوة دائمة للقاء الآخر.
وقالت مديرة «المورد الثقافي» إيلينا ناصيف، إن «(ريدزون) جاء انطلاقاً من الحاجة لدعم الفن وسيلة تعبير ومقاومة وأداة لمواجهة الواقع المفروض، ومن قناعتنا بأنّ دعم الإنتاج الفني يشكّل مساهمة ضرورية في تطوير البيئة الثقافية والفنون بشكل عام».
مهرجان «ريدزون» هو مهرجان سنوي متعدّد الاختصاصات، أطلقته «KKV» عام 2013، ويقارب إشكاليات معاصرة بروح نقديّة، ويسعى إلى تقديم أعمال فنية تتمحور حول حرية التعبير في الفنون والثقافة. قدّمت الدورات السابقة منه في كلّ من القاهرة وبيروت وتونس وأوسلو.
وعن اختيار ثيمة «المدينة والهجرة» محوراً رئيساً لهذه النسخة من «ريدزون»، شرحت ناصيف: «اخترناه لكونه موضوعاً راهناً في سياق المنطقة والعالم عامة، وفي سياق مدينة طنجة خصوصاً، إذ إنّها تعتبر تاريخياً، وحسب موقعها الجغرافي، نقطة عبور تشهد على تجارب المهاجرين، ما يسمح بفتح حوارٍ في التنقّل كحق وفي معاني الهجرة والمنفى وتحدّيات الغياب».
يفتتح المهرجان عند الحادية عشرة صباحاً، بتجهيز فني لوئام حداد بعنوان «غيابياً» في «داباتيك - تكنوبارك»، حيث يستمر عرضه هناك طيلة أيام المهرجان.
وسيكون الجمهور على موعد مع عرض إيقاعي جوال بعنوان «سلاتوكادا» (60 دقيقة)، ينطلق عند السادسة والنصف مساء من ساحة الأمم في طنجة. ويختتم اليوم الأول بعرض مسرحي ليونس دغمومي بعنوان «ليلة بيضاء» (40 دقيقة) في صالة محمد شكري (تكنوبارك) عند الثامنة والنصف مساء.
أمّا نهار الجمعة 4 أكتوبر، فيبدأ بتعريف بمدينة طنجة عبر تجوال وزيارات موقعية بعنوان «أدر ظهرك للبحر» تنطلق من ورشة القيسارية، وهي من تنظيم «فكّر طنجة»، يليها نقاش ضمن مجموعة عمل. ثم تلقي مجموعة «كلاستر» محاضرة مفتوحة بعنوان «التعلّم من القاهرة» (120 دقيقة) في ورشة القيساريّة. ثم تقدّم فرح صالح عرضاً تفاعلياً راقصاً بعنوان «حركات لاجئة» (40 دقيقة) عند السادسة مساء في فضاء «داباتيك - تكنوبارك». ثم يُعرض الفيلم الوثائقي «غرفة رجل» (77 دقيقة) لأنطوني شدياق عند السابعة والنصف مساء في سينما الريف، يليه نقاش مع المنتجة.
ويبدأ يوم السبت عند الثانية بعد الظهر عرض تقديمي لمجموعة «كلاستر» حول تقديم مبادرة المكتبات المشتركة، ثم يليه ورشة عمل للمجموعة نفسها عن المسح النقدي (Critical Mapping)، والاثنان في ورشة القيساريّة. ويعرض بين الرابعة والثامنة مساء، تجهيز فيديو لكاترين ستروبيل ومحمد لأولي بعنوان «حدود سائلة» في فضاء محل للفن. ثم يعرض وثائقي بعنوان «مطار تيمبلهوف المركزي» لكريم أينوز في سينما الريف عند السابعة والنصف سماء.
أمّا الأحد فسيكون الجمهور مع عرض فني موقعي لجواد السنني بعنوان «حروف ومسام» (60 دقيقة) عند الخامسة مساء في فضاء «داباتيك - تكنوبارك»، يليه عند السابعة وثائقي لليلى براطو وكامي ميليراند بعنوان «درويشة» في سينما الريف (50 دقيقة يليها نقاش مع المخرجين).
أما الختام فسيكون مع عرض موسيقي حي بعنوان «منام» لدينا الوديدي في صالة محمد شكري (تكنوبارك) عند الثامنة والنصف مساء.
جدير بالذكر أنّ «المورد الثقافي» هي مؤسسة إقليمية غير ربحية تأسست عام 2003، وتسعى إلى دعم الإبداع الفني في المنطقة العربية، وتشجيع التبادل الثقافي داخل المنطقة وخارجها.


مقالات ذات صلة

مناطيد الهواء الساخن تُزيِّن سماء النيبال

يوميات الشرق لوحة ألوان زاهية (أ.ف.ب)

مناطيد الهواء الساخن تُزيِّن سماء النيبال

أطلقت بوخارا أول مهرجان لمناطيد الهواء الساخن يُقام في النيبال، إذ تحوّلت سماء المدينة لوحةً من الألوان الزاهية ضمن مشهد شكّلت ثلوج قمم «هملايا» خلفيته.

«الشرق الأوسط» (بوخارا (النيبال))
يوميات الشرق حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي (وزارة الثقافة)

«بين ثقافتين» التقاء الثقافتين السعودية والعراقية في الرياض

يقدم مهرجان «بين ثقافتين» الذي أطلقته وزارة الثقافة في مدينة الرياض، رحلة ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)

الفيلم المصري «شرق 12» يفتتح «أسبوع النقاد» في «مهرجان برلين»

عُرض «شرق 12» في السعودية والبرازيل وأستراليا والهند وشاهده جمهور واسع، ما تراه هالة القوصي غاية السينما، كونها تملك هذه القدرة لتسافر وتتفاعل مع مختلف الثقافات

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق المخرج شريف البنداري يتسلم جائزة «التانيت الفضي» لأفضل فيلم قصير (إدارة المهرجان)

السينما المصرية تقتنص 3 جوائز في «أيام قرطاج»

فازت السينما المصرية بـ3 جوائز في ختام الدورة الـ35 لـ«أيام قرطاج السينمائية» التي أقيمت مساء السبت على مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة بتونس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق إيمان العاصي خلال تكريمها بمهرجان «THE BEST» (حساب المهرجان بـ«فيسبوك»)

مصر: مهرجانات خاصة للتكريمات الفنية والإعلامية تنتعش مع نهاية العام

شهدت مصر خلال الأيام الماضية انتعاشة لافتة في تنظيم المهرجانات الخاصة المعنية بالتكريمات الفنية والإعلامية، أهمها «The Best»، و«آمال العمدة ومفيد فوزي».

داليا ماهر (القاهرة )

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».