سوذبي.. أسطرلاب السلطان بايزيد

أسطرلاب من العصر العثماني - سوذبي .. إناء نحاسي من الأندلس - سوذبي ... لوحة للخطاط محمود مذهب - سوذبي
أسطرلاب من العصر العثماني - سوذبي .. إناء نحاسي من الأندلس - سوذبي ... لوحة للخطاط محمود مذهب - سوذبي
TT

سوذبي.. أسطرلاب السلطان بايزيد

أسطرلاب من العصر العثماني - سوذبي .. إناء نحاسي من الأندلس - سوذبي ... لوحة للخطاط محمود مذهب - سوذبي
أسطرلاب من العصر العثماني - سوذبي .. إناء نحاسي من الأندلس - سوذبي ... لوحة للخطاط محمود مذهب - سوذبي

* دار سوذبي تقدم عبر عدد من المزادات مجموعة من أهم قطع الفن الإسلامي والهندي في الفترة ما بين 3 و8 أكتوبر الحالي من ضمنها مزاد الفن الإسلامي ومزاد فنون الهند الامبريالية. فيما بينها تقدم المزادات ما يقارب من 450 قطعة من جنوب آسيا والشرق الأوسط وأماكن أخرى تعرض فيما بينها تاريخ 1500 عام من التميز الفني والحرفة الرفيعة.
بينيدكت كارتر، نائب رئيس المزادات بقسم الفن الإسلامي، يعرض لنا عددا من القطع المهمة التي تعرض في الأسبوع.
يقول كارتر: «تقدم المزادات عددا من القطع التي لم تعرض من قبل للبيع مثل مجموعة لورد نورثمبرلاند وتقدم الدار منها 4 قطع تضم القاموس العربي - إنجليزي الذي أعده المستشرق إدوارد ويليام لين ويقع في 40 مجلدا. هناك أيضا من نفس المجموعة لوحة للخطاط المعروف محمود مذهب تصور قصة للشاعر الفارسي السعدي. اللوحة تتميز بألوانها القوية والنقوشات التي تميز بها مذهب (نفذت في القرن الـ16)».
من العصر العثماني تقدم الدار أيضا 3 قطع مهمة منها أسطرلاب صنع للسلطان بايزيد الثاني.. «هو فريد في أنه الأول حسب علمنا الذي يصنع لسلطان»، يعلق كارتر. ويضيف أن السلطان بايزيد عرف عنه اهتمامه بعلم الفلك وكانت لديه مكتبة ضخمة لكتب علماء العصر كما كانت لديه حاشية من العلماء والفلكيين.
ومن نفس العصر نرى أيضا طبق من خزف إزنيك يتميز بنقوش تحمل تأثيرات فارسية وصينية.
ومن الأندلس نجد إناء من النحاس المذهب يحمل نقوشا هندسية ترددت في المخطوطات وفي العمارة الإسلامية في إسبانيا. القطعة كما يشير كارتر تحمل جاذبية خاصة كونها من العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، وأيضا لأن القطع المشابهة من تلك الفترة تعد نادرة.
من القطع الجميلة وإن كانت ليست في قائمة الأغلى ثمنا، مجموعة من المصاحف المصغرة، تتباين أحجامها وأشكالها، ولكنها بالتأكيد أصغر من أن توضع في الجيب، فمنها ما كتب على أوراق دائرية متصلة، يمكن وضعها سويا في علبة خاصة. هناك أيضا الذي كتب على هيئة لفافة مغطاة بالقطيفة الخضراء وتحفظ في صندوق ذهبي مزخرف، وهو من نسخ محمد صالح لاهوري يعود إلى بيشاور عام 1284.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».