فلسطينيو 48 يحيون ذكرى «هبة الأقصى»

TT

فلسطينيو 48 يحيون ذكرى «هبة الأقصى»

بدعوة من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل (فلسطينيي 48)، المؤلفة من جميع الأحزاب العربية والفعاليات الشعبية والوطنية، تقام اليوم (الثلاثاء)، 13 مسيرة جماهيرية سلمية إلى أضرحة الشهداء، الذين كانوا قد سقطوا برصاص الشرطة الإسرائيلية قبل 19 عاماً، وشكّل سقوطهم الشرارة الأولى لانتفاضة الأقصى، التي هبّت لاحقاً في كل المناطق الفلسطينية المحتلة.
وأكدت اللجنة على أنه «ورغم مرور 19 عاماً، وثبوت أن بعض الشهداء سقطوا برصاص قناصة الشرطة، ما زال القتلة ومن أصدر لهم الأوامر والقادة السياسيون الذين فوقهم، يتجولون أحراراً، بلا حسيب».
يذكر أن «هبة الأقصى»، انطلقت، عندما قام أرئيل شارون، رئيس المعارضة في حينه، بزيارة استفزازية في باحة الأقصى بغرض «تثبيت هوية المكان المقدس لليهود والمطالبة بالسماح لهم الصلاة فيه». فخرجت مسيرات ومظاهرات احتجاج سلمية في معظم المدن والقرى العربية في إسرائيل. وقد تصدت قوات ضخمة من الشرطة للمتظاهرين مستخدمة كل أسلحة القمع. وفي مرحلة معينة بدأوا يطلقون الرصاص الحي القاتل؛ فسقط 13 شاباً منهم. وانفجرت عندها المظاهرات في الضفة الغربية وقطاع غزة أيضاً، التي تسبب قمعها في الانتفاضة الثانية، التي استمرت نحو خمس سنوات.
وقررت لجنة المتابعة أن يتم إحياء الذكرى، هذه السنة بمسيرات سلمية إلى أضرحة الشهداء في الصباح، ثم التجمع في مسيرة واحدة بعد الظهر في كفر كنا، بلدة الشهيد محمد خمايسي. وقالت في بيان صادر عنها، أمس (الاثنين)، إن «الذكرى الـ19 تحل علينا، في الوقت الذي يتزايد فيه التآمر على قضية شعبنا الفلسطيني، لتصفيتها ضمن مخطط ما يسمى (صفقة القرن)، وفي وقت نشهد فيه تصاعد الخطاب العنصري والإقصائي الصهيوني، بدءاً بمن يجلس على رأس الهرم الحاكم مروراً بشركائه في حكومته، وحتى أحزاب تنسب لنفسها صفة (المعارضة). كما تحل الذكرى في الوقت الذي تشتد المخططات بألف لبوس ولبوس، تهدف إلى تشويه الهوية الوطنية الفلسطينية، وحجب القضية الأساس عن رأس جدول أعمال جماهيرنا، التي هي جزء لا يتجزأ من شعبها الفلسطيني».
وأضافت اللجنة، أن «استفحال سياسات التمييز العنصري في الميزانيات والحقوق والملاحقات السياسية، وجرائم تدمير البيوت العربية، كلها نابعة من عقلية عدم شرعية وجودنا في وطننا الذي لا وطن لنا سواه. وهذه العقلية انعكست بكل شراستها في (قانون القومية) الاقتلاعي العنصري، الذي أقره الكنيست في صيف عام 2018، والذي تطالب جماهيرنا بإلغائه كلياً، وليس تعديله بديباجات، لتجميل وجه الصهيونية العنصري القبيح».
ولفتت إلى أن «تواطؤ المؤسسة الحاكمة مع مظاهر العنف والجريمة والسلاح القذر التي تعصف بمجتمعنا العربي لا يشكل خللاً في أداء هذه المؤسسة، إنما إفراز لعقليتها العنصرية ولسياستها التي تهدف إلى تفتيت مجتمعنا وتقويض عوامل التماسك الجمعي وتخفيض سقف طموحاتها وإلهائها عن قضاياه الأساسية وفي مركزها النضال لنيل حقوقها القومية والمدنية».
وختمت لجنة المتابعة، بالقول، إن «هذا التواطؤ الرسمي لا يعفينا كمجتمع من واجباتنا في مكافحة هذه المظاهر الكارثية ابتداء من مستوى الأسرة إلى القيادات السياسية والبلدية والدينية والمجتمعية والتربوية والثقافية. لقد نشبت هبة القدس والأقصى، في أعقاب عدوان الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك.
وما زال العدوان الاحتلالي على القدس مستمراً، وبشكل خاص على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وبخاصة استهداف المسجد الأقصى المبارك، والحرم القدسي الشريف، أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين؛ من خلال استمرار الحفريات من تحته وحوله، وسعي عصابات المستوطنين الإرهابية للاستيلاء عليه، من خلال حكومتهم، ومحاولات لا تتوقف لفرض تقاسم ديني في الحرم. ففي هذه الأيام من المفترض أن ترد المحكمة الإسرائيلية على التماس لعصابات المستوطنين، بطلب (السماح) لهم بأداء الصلاة اليهودية داخل باحات المسجد المبارك».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.