عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي رئيس مجلس القيادات الجامعية في الدولة، الرئيس الفخري لمبادرة «بنيان» لتمكين الطاقات الشابة الرائدة، شهد انطلاق أعمال «منتدى المعرفة العربي للتنمية المستدامة». وأعرب الوزير عن فخره بهذا الحدث لثقته العالية بأهميته كأحد النشاطات المهمة التي تترجم استراتيجية الإمارات التي تؤكد أهمية التركيز على التنمية المعرفية المستدامة، وتأكيدها على تعزيز رأس المال البشري والمتمثل بفئة الشباب الواعد لضمان ديمومة حركة عجلة التنمية المعرفية والنمو المستمر للمجتمع الإماراتي.
> مايكل دافنبورت، السفير البريطاني لدى الكويت، حضر احتفالية زرع شجرة «السدرة» احتفاء بالذكرى الـ120 للعلاقات الكويتية البريطانية، في متحف الكويت الوطني. وأكد السفير عمق أواصر الصداقة بين بلاده والكويت، قائلاً إن «اتفاقية الحماية البريطانية عام 1899 حملت الكثير من الأهمية للبلدين على حد سواء خلال القرن الماضي»، معرباً عن سعادته بعمق «أواصر التعاون والصداقة والمحبة التي تجمع بلدينا»، مضيفاً أن هذه الاحتفالية تدعم أيضاً وتؤكد التوجه العالمي نحو أهمية التشجير والزراعة.
> نفديب سينغ سوري، سفير الهند بأبوظبي، أقامت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالإمارات حفل وداع له بمناسبة انتهاء مهام عمله لدى الدولة. وأعرب السفير عن شكره وتقديره للمسؤولين في الدولة عامة ووزارة الخارجية والتعاون الدولي خاصة على ما حظي به من تعاون خلال فترة عمله، مما أسهم في توطيد وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. فيما أثنى أحمد ساري المزروعي، وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي، على دور السفير في دعم وتعزيز أواصر التعاون والعلاقات المشتركة بين البلدين.
> صفية السهيل، السفيرة العراقية بعمّان، التقت بمناسبة انتهاء مهامها الرسمية في المملكة، لجنة الأخوة الأردنية العراقية في مجلس الأعيان، برئاسة العين المهندس عمر المعاني. وقالت السفيرة إن العلاقات الأردنية العراقية المميزة ساعدت بالدفع تجاه تفعيل الاتفاقيات والمشاريع التي تم التوافق عليها، مؤكدة أن الرابط الذي يجمع بغداد بعمّان يقوم على العديد من الثوابت الحقيقية القابلة للتطوير والبناء في مختلف المجالات والأصعدة.
> طارق القوني، سفير مصر لدى الكويت، افتتح المهرجان الثاني لأسبوع المنتجات والمأكولات المصرية في كافة مراكز سلطان المركزية ومراكز الجملة بمختلف مناطق الكويت. وأشاد بحرص المركز على عقد المهرجان للعام الثاني على التوالي، ووجه الشكر للمسؤولين بالمجموعة على حسن التنظيم، مؤكداً أن المهرجان يمثل نافذة جيدة تتيح للجمهور التعرف على التنوع الكبير في المنتجات المصرية، وجودتها العالية، وسعرها المنافس.
> محمود أبو مويس، وزير التعليم العالي والبحث العلمي بفلسطين، بحث مع سفير فنزويلا البوليفارية لدى فلسطين ماهر طه، زيادة عدد المنح الدراسية المقدمة لدولة فلسطين. وتناول اللقاء التشبيك بين الجامعات الفلسطينية والفنزويلية، وتبادل الطلاب والأساتذة لزيادة الخبرات المكتسبة، وإجراء أبحاث علمية فلسطينية فنزويلية مشتركة. وشكر الوزير، جمهورية فنزويلا على دعمها المتواصل في مختلف المجالات والمحافل، مثنياً على مستوى التعليم في فنزويلا، والذي ظهر من خلال الأداء المهني لخريجي 4 دفعات من الطلبة الفلسطينيين في الجامعات الفنزويلية.
> إبراهيم محمد جمعة حسن المنصوري، سفير الإمارات لدى جمهورية بنما، سلم أوراق اعتماده إلى كورنوليوس ألفن سميث، حاكم عام كومنولث جزر الباهاما، سفيراً غير مقيم لدى كومنولث جزر الباهاما. ونقل المنصوري، خلال اللقاء الذي عقد بمقر الحاكم العام بالعاصمة ناسو تحيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة إلى الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا ملكة الكومنولث وجزر الباهاما، مؤكداً أنه سيبذل قصارى جهده لتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين.
> وانغ كيجيان، السفير الصيني لدى لبنان، حضر الاحتفالية التي نظمتها السفارة و«جمعية حماية المواقع الطبيعية والمباني القديمة» APSAD»، بالتعاون مع بلدية بعبدا - اللويزة، بالذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وقال السفير: «يتميز لبنان بتاريخ عريق وثقافات متنوعة. ولبنان يحتضن عدداً كبيراً من الشخصيات الثقافية والفنية التي تتمتع بشهرة عالمية. لبنان بالنسبة للصين شريك مهم في بناء (الحزام والطريق)، نشجع وندعم تكثيف تبادل الأفراد بين الطرفين وتعزيز التواصل والتعاون في مجالات الثقافة والفنون والتربية والتعليم العالي».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».