إعادة فتح معبر «القائم - البوكمال» بين العراق وسوريا

منظر عام للحدود العراقية السورية عند معبر القائم بعد إعادة افتتاحه (رويترز)
منظر عام للحدود العراقية السورية عند معبر القائم بعد إعادة افتتاحه (رويترز)
TT

إعادة فتح معبر «القائم - البوكمال» بين العراق وسوريا

منظر عام للحدود العراقية السورية عند معبر القائم بعد إعادة افتتاحه (رويترز)
منظر عام للحدود العراقية السورية عند معبر القائم بعد إعادة افتتاحه (رويترز)

افتتح معبر «القائم - البوكمال» على الحدود العراقية السورية بعد ثماني سنوات من إغلاقه، أمام المسافرين والتبادل التجاري بين البلدين.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن محافظ الأنبار علي فرحان الدليمي، قوله: إن «افتتاح المنفذ خطوة كبيرة وجيدة للتبادل التجاري، ولتعزيز العلاقات مع الجارة سوريا». وأضاف أن «الافتتاح جاء بعد اكتمال الاستعدادات كافة».
وشهدت مراسم الافتتاح حضور محافظ الأنبار وكاظم العقابي مدير عام هيئة المنافذ الحدودية، فيما حضر عن الجانب السوري، مسؤول اللجنة الأمنية في دير الزور السورية، ومحافظ دير الزور، وأمين عام الجمارك السورية.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر - لم تسمّه - في محافظة دير الزور السورية، قوله إن «افتتاح معبر مدينة البوكمال اليوم يعد خطوة مهمة لبدء تبادل الزيارات والحركة التجارية التي سوف تساهم في دعم واستقرار المنطقة».
وأضاف المصدر: «حاولت جهات عدة تأجيل افتتاح المعبر عدة مرات، لكن إصرار القيادة في البلدين على إعادة افتتاح المعبر، يؤكد الرغبة الصادقة لمد جسور التواصل الاجتماعي والتجارة بين البلدين، بحيث تكون البوابة السورية هي نافذة العراق على سوريا والبحر المتوسط».
وخرج معبر البوكمال عن سيطرة النظام السوري منذ منتصف عام 2012 بعد سيطرة فصائل المعارضة على المدينة، وفي منتصف شهر يونيو (حزيران) 2014 سيطر تنظيم «داعش» على المدينة، وقام بإزالة الحدود بين سوريا والعراق.
واستعادت قوات النظام السوري، السيطرة على مدينة البوكمال ومحيطها في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 بعد طرد مسلحي تنظيم «داعش» من المدينة، ومحيطها وانحسار عناصر التنظيم في بادية البوكمال جنوب غربي المدينة.
ويربط سوريا بالعراق، التي تمتد حدودهما لأكثر من 600 كم، ثلاثة معابر حدودية رسمية، ورابع في مناطق شمال العراق، وأهمها مركز البوكمال الحدودي الذي يقع بين مدينة البوكمال في محافظة دير الزور ومدينة القائم العراقية في محافظة الأنبار.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».