محمد بن سلمان: على العالم ردع إيران أو مواجهة تصعيد أكبر

شدد على المحاسبة في قضية خاشقجي... وأكد الانفتاح على مبادرات الحل السياسي في اليمن

ولي العهد السعودي خلال حديثه لشبكة {سي بي إس}
ولي العهد السعودي خلال حديثه لشبكة {سي بي إس}
TT

محمد بن سلمان: على العالم ردع إيران أو مواجهة تصعيد أكبر

ولي العهد السعودي خلال حديثه لشبكة {سي بي إس}
ولي العهد السعودي خلال حديثه لشبكة {سي بي إس}

دعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى موقف دولي {حازم ورادع لإيران}، محذراً من {تصعيد أكبر سيهدد مصالح العالم، وستتعطل إمدادات الطاقة وستصل أسعار النفط إلى أرقام خيالية لم نرها في حياتنا}.
وأشار الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع قناة {سي بي إس} الأميركية، بثتها مساء أمس، إلى أن {الحل السياسي والسلمي أفضل بكثير من الحل العسكري}، لكنه شدد على أن {جميع الخيارات يجب أن تظل مطروحة على الطاولة}. وأوضح أن حرباً بين السعودية وإيران تعني {انهيار الاقتصاد العالمي كله وليس فقط المملكة العربية السعودية أو دول الشرق الأوسط}.
ولفت إلى أن الاستهداف الإيراني لمنشأتي النفط السعوديتين الشهر الحالي، {لم يضرب قلب قطاع الطاقة السعودي، بل قلب قطاع الطاقة العالمي}، مبدياً اتفاقه مع وصف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لما جرى بأنه {عمل حربي}. وقال: {أعتقد أنها حماقة. لا يوجد هدف استراتيجي. فقط الأحمق هو من يهاجم 5 في المائة من إمدادات العالم. الهدف الاستراتيجي فقط هو إثبات أنهم حمقى وهذا ما فعلوه}.
وأكد التمسك بمحاسبة من يثبت تورطهم في جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي {بغض النظر عن مناصبهم}، لافتاً إلى اتخاذ {كافة الإجراءات لتفادي حدوث أي أمر مثل هذا مستقبلاً}.
ورداً على سؤال عما إذا كان أمر بالجريمة، قال: {الإجابة بلا شك لا. هذه كانت جريمة بشعة. لكن أتحمل مسؤوليتها بالكامل كقائد في المملكة العربية السعودية، خصوصاً أنها حدثت من مسؤولين سعوديين}. وشدد على قوة العلاقة السعودية - الأميركية، معتبراً أن على الطرفين العمل {للتأكد من أن مستقبلنا أفضل بكثير من أي شيء حدث في الماضي}.
ولفت إلى انفتاح الرياض على كل مبادرات الحل السياسي في اليمن، {ونتمنى أن يحدث هذا اليوم قبل الغد}. غير أنه رأى أن الحل السياسي {سيكون أسهل بكثير إذا أوقفت إيران دعمها لميليشيات الحوثي}. وأضاف أن {إعلان الحوثي قبل بضعة أيام وقف إطلاق النار من تجاهه نعتبره بادرة إيجابية لاتخاذ خطوة جديدة للأمام للدفع بالنقاش السياسي إلى فعالية أكثر}.
وأعرب عن تألمه {لأن البعض ينظر للصورة من خانة ضيقة جداً}، قائلاً: {أتمنى أن يأتي الجميع للمملكة العربية السعودية وينظر للواقع ويقابل النساء والمواطنين السعوديين ويحكم بنفسه}.

المزيد...



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.