رُقعة من الحرير لإصلاح عضلة القلب التالفة

باحثون استخدموا التجميد لتكوين مسام مماثلة للأنسجة الطبيعية

كتلة من الحرير بعد إزالتها من قالب السيليكون
كتلة من الحرير بعد إزالتها من قالب السيليكون
TT

رُقعة من الحرير لإصلاح عضلة القلب التالفة

كتلة من الحرير بعد إزالتها من قالب السيليكون
كتلة من الحرير بعد إزالتها من قالب السيليكون

طور باحثون أستراليون رقعة طبية من محلول الحرير بعد تجميده، بحيث يمكن استخدامها كمادة حيوية تعزّز نمو خلايا القلب الجذعية، بما يؤدي لإصلاح خلايا عضلة القلب.
ومحلول الحرير هو بروتين «فيبروين»، المشتق من دودة القز، ويعتبر المكون الهيكلي الرئيسي لألياف شرنقة دودة القز، ويتمتع بمواصفات تؤهّله للتّطبيقات الطبية بسبب درجة توافقه الحيوي العالية، وعدم الاستجابة المناعية ضدّه عند زرعه داخل الجسم.
ووفق تقرير نشرته، جامعة «نيو ساوث ويلز»، أوّل من أمس، فإنّ محلول الحرير يستخدم كنوع من الدّعامات التي تدفع الخلايا الجذعية القلبية المعزولة من الجسم للنّمو بطريقة تحاكي الأنسجة الأصلية، لتُستخدم كبديل للأنسجة التالفة، وكان التحدي الذي تمكّن الباحثون من مواجهته، هو دَفعُ الخلايا إلى النّمو بطريقة تحاكي بنية وترتيب عضلة القلب.
ويصف التقرير الطّريقة التي استخدمها الباحثون لمواجهة هذا التحدي، إذ أُنشئ في البداية نموذج لعضلة القلب باستخدام قوالب مخصّصة من السيليكون أعدت عن طريق طابعة ثلاثية الأبعاد، وبعد ذلك سُكب محلول من الحرير والماء في القالب، من ثمّ وُضِع على صفيحة نحاسية مبردة بالثلج الجاف ببطء، وبدأت المياه في محلول الحرير تتحول إلى ثلج وتجمدت بثبات في اتجاه واحد من أسفل القالب حتى وصلت إلى الجزء العلوي من المحلول.
وبعد ذلك لجأ الباحثون إلى تجفيف كتلة الحرير المتجمد، ثم نزع الثلج منه، ليترك ذلك مساماً مطولة تسير في اتجاه واحد، ويصبح هيكل الحرير الآن مماثلاً للتركيب الدقيق لبلورات الجليد، واتضح أن هذا يُشبه بشكل ملحوظ تكوين عضلة القلب على المستوى الجزئي.
ويقول د.رنجاك كوفاسينا، أحد الباحثين الرئيسيين في هذا المشروع: «قد يبدو الأمر بسيطاً بدرجة كافية، لكن معدلات الحرارة ودرجة الحرارة والتجميد، هي مفتاح بناء الحرير مع مسام بالشكل والهيكل المناسبين مما يسمح بنمو خلايا عضلة القلب». ويضيف: «إذا غيرت بنية الجليد، يمكنك تغيير شكل مسام بنية الحرير، ولتغيير بنية الجليد، يمكنك فقط تغيير سرعة تجميده أو مقدار الحرير الذي تستخدمه. على سبيل المثال، يمكنك جعل المسام النهائية أكثر اتساعاً عن طريق إضافة المزيد من الحرير، أو أكثر نسجاً عن طريق تجميد كمية أقل من الحرير».
ويتوقع كوفاسينا أن تُصبح هذه الطريقة هي المعتمدة في كثير من المعامل حول أنحاء العالم، إذ إن الحلول المتوفرة حالياً لاستخدام المواد الحيوية لعلاج الخلل في هياكل الأنسجة المختلفة في جسم الإنسان، ثمنها مرتفع جداً، والمعدات المطلوبة لتوفيرها معقدة، كما أن هناك صعوبة في التحكم بمواصفات تلك المواد، وهي المشاكل التي أمكن حلها في الابتكار الجديد.


مقالات ذات صلة

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».