«الجيش الوطني» يستهدف سرت مجدداً

دعوة لتعيين مبعوث أفريقي أممي إلى ليبيا

TT

«الجيش الوطني» يستهدف سرت مجدداً

هدأت حدة المعارك نسبيا في العاصمة الليبية طرابلس بين قوات «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، والقوات الموالية لحكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج، وقال مسؤول بارز في الجيش لـ«الشرق الأوسط» إن بعض محاور القتال في العاصمة طرابلس كانت نشطة أمس، نافيا وجود أي تطورات لافتة للانتباه. يأتي ذلك فيما نددت حكومة السراج في بيان مساء أول من أمس، بالقصف الجوي المتكرر الذي تعرضت له ما وصفتها بـ«مواقع حيوية» في العاصمة طرابلس، من قبل طيران «الجيش الوطني»، لافتة إلى أن «عمليات القصف الجوي المستمرة التي تستهدف المواقع الحيوية والمدنية في طرابلس، بقيام طائرات حفتر أول من أمس بقصف مطار معيتيقة ومقرات حكومية وسط العاصمة، تسببت في خسائر بين المدنيين وأحدثت أضراراً في الممتلكات العامة والخاصة».
وبعدما قالت إن هذه الهجمات «تأتي في وقت تأكد فيه قرب نهاية المشروع الاستبدادي، وتزامنا مع قبوله قبل يومين الحوار والحل السياسي»، أكد البيان أن «ارتكاب هذه الأعمال يتم عبر مرأى ومسمع المجتمع الدولي، ولا يوجد مبرر لاتخاذ موقف رادع تجاهه، ما يشجعه على مواصلة هذه الجرائم والانتهاكات».
إلى ذلك، نعت قوة حماية مدينة سرت على (بعد 450 كيلومترا شرق العاصمة الليبية طرابلس) اثنين من عناصرها، قالت إنهما قتلا في غارة جوية لطيران «الجيش الوطني» استهدفت موقعا لقوات حكومة السراج في المدينة. وكان طه حديد المتحدث باسم القوة أعلن في وقت سابق، أن «الحصيلة الأولية لغارات جوية استهدفت مواقع القوة في منطقة الجارف على بعد 25 كيلومتراً غرب سرت كانت قتيلا وثلاثة جرحى»، وقال إن «طيرانا أجنبيا داعما لقوات (الجيش الوطني) هو المسؤول عن القصف، خاصة عقب تبنيه هجمات مماثلة الأيام الماضية في سرت». لكن مصادر في «الجيش الوطني» قالت في المقابل إن قصف الموقع تم لحرمان الإرهابيين من استخدامه كنقطة تجمع استراتيجية لعناصرهم بهدف تنفيذ عمليات عسكرية إرهابية ضد قاعدة الجفرة العسكرية.
وهذه هي المرة الثالثة خلال الشهر الحالي التي تتعرض فيها مواقع لقوات السراج في مدينة سرت، لهجمات جوية، علماً بأن المدينة تسيطر عليها «قوة حماية وتأمين سرت» المشكلة من قوات عملية «البنيان المرصوص» التابعة لحكومة السراج، والتي نجحت بدعم أميركي في تحرير المدينة المعقل الرئيسي لتنظيم «داعش» قبل نحو 3 أعوام.
إلى ذلك، عبَّر مجلس السّلم والأمن التابع للاتّحاد الأفريقي عن قناعته بضرورة انخراطه بشكل أكبر في البحث عن حلّ للنزاع الليبي، خصوصاً من خلال تعيين مبعوث مشترك للاتّحاد الأفريقي والأمم المتحدة إلى ليبيا. وأعرب المجلس في بيان صدر عقب اجتماع وزاري نظّمه المغرب على هامش الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة، عن «قلقه العميق إزاء خطورة الوضع» في ليبيا و«تداعياته الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة وكل أنحاء القارة الأفريقية». وبعدما أبدى «قناعته بضرورة الانخراط الفعلي والعاجل للاتّحاد الأفريقي في البحث عن حل سياسي دائم للأزمة في ليبيا»، أعرب المجلس عن دعمه «تعيين مبعوث مشترك للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة إلى ليبيا».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.