انقلابيو اليمن يعرقلون دخول الإغاثة إلى الدريهمي المحاصرة

TT

انقلابيو اليمن يعرقلون دخول الإغاثة إلى الدريهمي المحاصرة

منعت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، منظمة دولية من إدخال مساعدات غذائية لسكان محاصرين في مديرية الدريهمي، جنوب محافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، الخميس، وذلك بالتزامن مع الدفع بحشود وتعزيزات عسكرية كبيرة صوب مديرية التحيتا، جنوب الحديدة، وتصعيدها العسكري المكثف من خلال القصف على مواقع القوات المشتركة من الجيش الوطني في مدينة الحديدة ومديرياتها الجنوبية، حيس والتحيتا والدريهمي، والقصف المماثل على القرى المأهولة بالسكان مخلفة وراءها خسائر بشرية ومادية في أوساط المواطنين.
وقال مركز إعلام قوات ألوية العمالقة، المرابطة في جبهة الساحل الغربي، بأن «ميليشيات الحوثي ذراع إيران في اليمن، منعت منظمة الغذاء العالمي من إدخال المساعدات الغذائية للسكان المحاصرين في الدريهمي».
وأوضحت في بيان لها أنه «وبعد أن تم الاتفاق على أن تقوم القوات المشتركة وميليشيات الحوثي بالتعاون مع المنظمة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى سكان الدريهمي، تخلّفت ميليشيات الحوثي ورفضت فتح الطريق أو إزالة الألغام من طريق مرور المساعدات بعد أن قامت القوات المشتركة والتحالف العربي بالترتيب لمساعدة المنظمة في إيصال المساعدات وأمنت مرورها بمواقعها لكنها تفاجأت برفض الميليشيات الحوثية وتنصلها من الاتفاقيات».
وذكرت أن «ميليشيات الحوثي تقوم بحصار عشرات الأسر داخل مدينة الدريهمي في مناطق سيطرتها، ولم تسمح لهم بالخروج منها، وتتخذ منهم دروعاً بشرية».
يأتي ذلك في ظل استمرار ميليشيات الحوثي الانقلابية بتصعيدها العسكرية من خلال القصف المستمر على مواقع القوات المشتركة من الجيش الوطني والقرى والأحياء السكنية بمختلف مناطق ومديريات محافظة الحديدة الساحلية، المطلة على البحر الأحمر، علاوة على الدفع بتعزيزات عسكرية إضافة إلى مواقعها في مديرية التحيتا، جنوب الحديدة.
وذكرت مصادر عسكرية ميدانية في التحيتا، بحسب العمالقة، أن «الميليشيات حشدت مسلحيها على تخوم المديرية، فيما استهدفت مواقع القوات المشتركة في مناطق متفرقة من التحيتا». وقالت المصادر «مسلحو الميليشيا تمركزوا في الأطراف الشرقية والأطراف الشمالية للمديرية في ظل وصول تعزيزات وأسلحة للميليشيات المنتشرة في أطراف المديرية»، وأن «عناصر الميليشيات أطلقت نيران أسلحتها الرشاشة من عيار 14.5 وعيار 12.7 والأسلحة القناصة بشكل مكثف ومستمر مستهدفة مواقع تمركز جنود القوات المشتركة شمال المديرية».
وضمن سلسلة خروقاتها وانتهاكاتها المتواصلة للهدنة الأممية لوقف إطلاق النار بالحديدة، استهدفت ميليشيات الحوثي الانقلابية، صباح الجمعة، مواقع القوات المشتركة شرق مدينة الصالح بمدينة الحديدة باستخدام مدافع الهاون ومدافع م.ط من سلاح 23 وبسلاح 14.5 المتوسط، بالتزامن مع استهداف مواقع القوات في مناطق كيلو 16 وشارع الخمسين وشارع ٧ يوليو، وفتحت الميليشيات النار صوب المواقع بالأسلحة الثقيلة من عيار 23 وبالأسلحة القناصة، وبسلاح 12.7 وسلاح 14.5 بشكل مكثف وعنيف. كما كثفت ميليشيات الانقلاب من قصفها الهستيري على مواقع القوات المشتركة شرق مديرية الدريهمي في واقات متفرقة باستخدام قذائف مدفعية الهاون من عيار 82 ومدفعية الهاوزر وبقذائف مدفعية B10. وأطلقت النار على المواقع بالأسلحة الرشاشة المتوسطة من عيار 14.5 وسلاح 12.7.
كما قصفت ميليشيات الحوثي الانقلابية مواقع القوات المشتركة المتمركزة في منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا، واستخدمت القذائف المدفعية ومختلف أنواع الأسلحة.
إلى ذلك، اكتشف الفريق رقم 11 التابع للمشروع السعودي «مسام» لغما بلاستيكيا في أحد الحقول الجاري تطهريها بمنطقة ذات الراء شمالي مدينة مأرب.
وأكد العميد صالح طريق قائد الفريق 11. أن «لألغام البلاستيكية تعد من أخطر أنواع الألغام المضادة للعربات من حيث قوة التدمير والمدة الزمنية».
وقال، وفقا لما نقل عنه مركز إعلام «مسام»، إن «الألغام البلاستيكية لا يتم كشفها بواسطة أجهزة كشف الألغام وقد تظل مدفونة تحت الأرض لسنوات طويلة دون أن تتعرض للتلف وهو ما يزيد من خطورتها على حياة المدنيين».
وضبطت الأجهزة الأمنية بمحافظة مأرب (شرق البلاد)، الخميس، كمية من مادة الحشيش كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية. ونقل مركز إعلام الجيش عن مصدر أمني بمحافظة مأرب، إن «إحدى النقاط الأمنية بالمحافظة ضبطت أكثر من ٢٥٠ كيلوغراما من الحشيش المخدر بينما كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية».
وأضاف المصدر أن «الحشيش كان مخفيا بعناية في علب الرنج (طلاء الجدران) الممتلئة على متن أحد الباصات». شاكرا في الوقت ذاته «الوحدات الأمنية ورجال الأمن على الحس الأمني العالي وإفشالهم لكل المحاولات التي تسعى للإضرار بصحة وسلامة أبناء الشعب اليمني».


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».