اشتباكات عنيفة في مدينة جنوب سوريا وقيادي معارض يحذّر من «ثورة جديدة»

TT

اشتباكات عنيفة في مدينة جنوب سوريا وقيادي معارض يحذّر من «ثورة جديدة»

أفادت وكالة الأنباء الألمانية بأن القوات الحكومية السورية أرسلت تعزيزات عسكرية إلى مدينة الصنمين في ريف درعا الشمالي، بعد اشتباكات عنيفة شهدتها المدينة فجر أمس الجمعة.
ونقلت الوكالة عن مصدر في قوات الدفاع الوطني التابعة للحكومة السورية في مدينة درعا، أن شخصين قُتلا وآخرين أصيبوا بجروح، فيما احترقت عدد من المنازل في الحي الجنوبي من مدينة الصنمين بعد هجوم شنته عناصر تابعة لـ«المجموعات الإرهابية» فجر الجمعة. وأكد المصدر: «بعد دخولهم الحي وتهديد حياة المدنيين، أرسل الجيش السوري تعزيزات عسكرية من مقر الفرقة التاسعة تضم دبابات وعربات ثقيلة. استمرت الاشتباكات حتى ساعات الصباح وسقط خلالها أكثر من ثلاثة قتلى من العناصر الإرهابية الذين لاذ بعضهم بالفرار، وسط استمرار إطلاق الرصاص بشكل متقطع في أحياء المدينة الجنوبية والمزارع القريبة».
من جانبه، قال قائد عسكري في «الجبهة الجنوبية» المعارضة للوكالة الألمانية، إن الاشتباكات التي جرت فجر الجمعة كانت بين «مجموعة من أبناء مدينة الصنمين (ثوار الصنمين) من جهة، وعناصر من اللجان الشعبية والأمن العسكري التابعين للنظام من جهة ثانية». وأكد القائد العسكري أن «تصاعد العمليات العسكرية ضد القوات الحكومية في محافظة درعا يهدد بعودة التوتر والمواجهات وثورة جديدة ضد القوات الحكومية، وذلك بسبب الإجراءات التي تقوم بها قوات الحكومة ضد أهالي المحافظة، رغم كل جهود التسوية التي تدعيها».
وتشهد درعا التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها قبل عام تقريباً بالمصالحات والعمليات العسكرية، مواجهات واغتيالات طالت شخصيات مقربة من القوات الحكومية السورية وسيارات تقل عسكريين، حيث سقط عشرات القتلى والجرحى جراء تلك العمليات، حسبما ذكرت الوكالة الألمانية.
في غضون ذلك، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إلى العثور على جثة عنصر في «ميليشيا الحرس الثوري الإيراني» مقتولاً بالرصاص بمنطقة الموح جنوب مدينة الميادين في القطاع الشرقي من ريف دير الزور.
وجاء العثور على الجثة في وقت تشهد محافظة دير الزور مظاهرات تطالب بخروج القوات الموالية لإيران والتي تتمركز هناك منذ مشاركتها في الحملة لطرد تنظيم «داعش» من شرق سوريا في العامين الماضيين.
وفي موسكو، أدانت وزارة الخارجية الروسية، أمس، ما وصفتها بأنها «الدفعة الـ75» من العقوبات الأميركية ضدها منذ عام 2011، حسب ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية. وكانت واشنطن قد أعلنت أول من أمس فرض عقوبات جديدة على شركة الشحن البحري «مارين أسيستانس إل إل سي» بحجة أنها متورطة في توفير وقود طائرات للقوات العسكرية الروسية في سوريا. وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن روسيا تعمل على القضاء على «القوات الإرهابية» في سوريا، وإن محاولات عرقلة الجهود العسكرية لموسكو أظهرت أن الولايات المتحدة «انحازت إلى الإرهابيين بشكل علني».
وفي الإطار ذاته، نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، قوله إن «مزاعم واشنطن» حول استخدام السلاح الكيماوي في محافظة اللاذقية هدفها «عرقلة تحسن الأوضاع في سوريا، لا سيما العملية السياسية»، في إشارة إلى اتهامات أطلقها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أول من أمس.
وأشارت «سانا» إلى أن وكالة «تاس» نسبت إلى فيرشينين قوله للصحافيين أمس: «يبدو لنا من الغريب أنه في كل مرة تحدث تطورات إيجابية، خصوصاً في العملية السياسية، تظهر هذه التصريحات التي من شأنها تقويض تحسن الوضع في سوريا ككل ونجاح العملية السياسية».
ولفتت الوكالة السورية إلى أن وزارة الخارجية السورية كانت قد نفت في 25 مايو (أيار) الماضي، ما وصفته بـ«الأخبار المفبركة العارية من الصحة» حول استخدام الجيش السوري أسلحة كيماوية في بلدة كباني بريف اللاذقية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».