الجزائر: مظاهرات ضد ترشح «رموز بوتفليقة»

إعادة اعتقال ناشط بارز... واحتجاز اثنين من طاقم «العربية»

TT

الجزائر: مظاهرات ضد ترشح «رموز بوتفليقة»

تردد اسم الناشط السياسي الجزائري البارز كريم طابو، أمس، في مظاهرات الجمعة، بعد إعادة اعتقاله لأسباب قال محاموه إنهم يجهلونها. وهاجم آلاف من المتظاهرين «مرشح السلطة» للانتخابات الرئاسية المقررة نهاية العام، رئيس الوزراء السابق عبد المجيد تبَون الذي اعتبروه «امتداداً لعهد بوتفليقة».
واعتقل طابو مساء أول من أمس، بعد 14 ساعة من الإفراج عنه بقرار من القضاء، ما مثل نفساً جديداً للحراك الشعبي الذي أصبح مزعجاً للجيش الذي يسعى بقوة لوقفه قبل الانتخابات المقررة في 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وفهم نشطاء الحراك جيداً أن الوقت ليس في مصلحة السلطة، فرفعوا التحدي بإطالة عمر الحراك إلى أقصى مدة ممكنة، مع تحديد هدف واحد هو إفشال خطة تنظيم انتخابات واختيار رئيس يعتبرون أنه «يضمن استمرار النظام ويجنبه التغيير الجذري» الذي يطالب به الجزائريون منذ 22 فبراير (شباط) الماضي.
وأغلقت قوات الدرك، بأمر من وزارة الدفاع، المنافذ التي تقود إلى العاصمة، كما جرت العادة منذ شهور، لـ«منع الشرذمة»، على حد وصف قائد الجيش الجنرال قايد صالح لمجموعة من الناشطين يتهمهم بتوجيه المظاهرات «وفق إملاءات خارجية».
ورغم تشديد الإجراءات الأمنية في العاصمة، فإن الآلاف تدفقوا بعد صلاة الجمعة على شوارعها الرئيسية وساحاتها العامة الشهيرة، خصوصاً ساحة موريس أودان وساحة البريد المركزي. ورددوا شعارات بينها «الشعب يطالب بالاستقلال». وطالبت موجات بشرية شهدتها بقية الولايات، بالإفراج عن عشرات الناشطين، بينهم لخضر بورقعة وسمير بلعربي وفضيل بومالة، المتهمين بـ«التأثير على معنويات الجيش». وقالت قناة «العربية» إن مراسلاً ومصوراً أوقفا خلال تغطية المظاهرات.
وكان قضاة رفضوا الإفراج المؤقت عن الناشط طابو بناء على طلب محاميه، وتم وضعه تحت الرقابة القضائية. وبعد ساعات، اعتقله رجال أمن بزي مدني من بيته، وعُرض على قاضي التحقيق فأودعه رهن الحبس الاحتياطي.
وبحسب محامين، توجد جهتان في السلطة مختلفتان بخصوص التعامل مع الاعتقالات، إحداهما ترفض الحبس وتفضل إجراءات أقل تشدداً بحق المعتقلين، وأخرى تنزع إلى الردع وإنزال عقوبات قاسية ضد المتظاهرين لثنيهم عن مواصلة الاحتجاج، وليكونوا عبرة لغيرهم.
وعلى صعيد التحضير للانتخابات، أعلن أمس «التجمع الوطني الديمقراطي» الموالي للسلطة، أن أمينه العام بالنيابة، الوزير السابق عز الدين ميهوبي، سيسحب غداً استمارات جمع 50 ألف توقيع، تحسباً للترشح. وخلف ميهوبي، أحمد أويحيى في قيادة الحزب، بعد إيداعه الحبس بتهم فساد. وكان أويحيى رئيس آخر حكومات الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
ويرتقب أن يعلن عبد الرزاق مقري رئيس الحزب الإسلامي المعارض «حركة مجتمع السلم»، مساء اليوم، عن ترشحه للاقتراع المثير للجدل. ويجتمع «مجلس الشورى»، أعلى هيئة في الحزب، للفصل في مسألة المشاركة في الانتخابات. وقال قياديون بـ«مجتمع السلم» لـ«الشرق الأوسط» إنهم منقسمون بين دخول المعترك بمرشحهم، ومقاطعة الاستحقاق. ويرى أصحاب الطرح الأول أن حزبهم كبير لا يمكنه أن يغيب عن موعد حاسم كالانتخابات، فيما يرى أصحاب الرأي الثاني أن مشاركته ستكون «شكلية» على أساس أن «نتيجة الاقتراع محسومة» لمرشح السلطة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.