تونس: القبض على إرهابي محكوم بـ12 سنة سجناً

TT

تونس: القبض على إرهابي محكوم بـ12 سنة سجناً

أكد حسام الجبابلي، المتحدث باسم الإدارة العامة للحرس الوطني التونسي (التابعة لوزارة الداخلية)، أن أجهزة الأمن بمدينة المنستير (وسط شرقي تونس) تمكنت من إلقاء القبض على عنصر تكفيري خطير، وذلك بعد إفلاته من الرقابة الأمنية لفترة طويلة. وأشار إلى أن معلومات استخباراتية مؤكدة وردت على أجهزة مكافحة الإرهاب أفادت بأن المتهم موجود بمدينة المنستير، فنصبت له كميناً أمنياً محكماً، وألقت القبض عليه دون مقاومة تذكر. وبشأن التهم الموجهة إليه، أكد المصدر الأمني ذاته، أن المتهم صادر في شأنه حكم قضائي بالسجن لمدة 12 سنة من أجل الانضمام إلى تنظيم إرهابي والمشاركة في أنشطة وأعمال إرهابية.
ومن المنتظر عرضه خلال الأيام المقبلة على القطب القضائي لمكافحة الإرهاب لمواصلة التحقيق معه والكشف عن علاقاته ببقية العناصر أو الخلايا الإرهابية النائمة التي قد تكون ساعدته على التحرك بعيداً عن أعين أجهزة الأمن، دون أن يلقى عليه القبض خلال الفترة الماضية.
على صعيد متصل، أظهرت التحريات الأمنية التي أجرتها أجهزة مكافحة الإرهاب مع الإرهابي التونسي مالك الذوادي منفذ عمليتي الطعن بمدينة بنزرت (شمال تونس) أنه أعد «مخططاً إرهابياً مرعباً» من خلال إعداده لهجمات باستعمال أربع قنابل «المولوتوف» كانت معدّة للغرض، وتم العثور عليها بالمنزل الذي يقيم به رفقة ثلاثة من العناصر الإرهابية، علاوة على مجموعة من عمليات الطعن التي تطال عناصر الأمن والجيش التونسيين. وأكدت مصادر أمنية تونسية، أن انكشاف أمره منذ تنفيذه أولى عمليات الطعن وإطلاق النار عليه جنبت المنطقة مخططاً إرهابياً كان سيفضي إلى إصابات كثيرة. كما أشارت إلى أن المتهم تبنى الفكر الداعشي ونفذ الهجوم بمفرده بهدف تشتيت التركيز الأمني وفك الحصار اللصيق على التنظيمات الإرهابية المتحصنة في المناطق الغربية للبلاد. وأفادت بأن المتطرف مالك الذوادي لم يكن مسجلاً ضمن الأطراف الإرهابية المتشددة ولم يجد الأمن في سجلاته سوى التزام شخصي منه يتعلق بمظهره الخارجي، غير أنه كان يتابع باهتمام الخطب الدعائية للقيادات الإرهابية المبايعة لـ«داعش»، وهو ما جعله يقرر تنفيذ هجوم لدعم هذا التنظيم.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.