«بايكونور» شاهد على مسيرة الإنسان نحو الفضاء

ليس المطار الفضائي الوحيد في العالم لكنه الأكثر استخداماً

مطار «بايكونور» الفضائي في كازاخستان
مطار «بايكونور» الفضائي في كازاخستان
TT

«بايكونور» شاهد على مسيرة الإنسان نحو الفضاء

مطار «بايكونور» الفضائي في كازاخستان
مطار «بايكونور» الفضائي في كازاخستان

غالباً ما يتردد اسم «بايكونور» خلال التحضيرات لمعظم الرحلات الفضائية، ومع أنه ليس المطار الفضائي الوحيد في العالم حالياً، إلا أنه الأكثر استخداماً، ومنه تقلع معظم الرحلات الفضائية، والأهم أنه أقدم وأضخم مطار فضائي عرفه الإنسان. وكان مطار «بايكونور» شاهداً طيلة عقود على الكثير من الأحداث التي عرفها العالم «أول مرة». بداية تجدر الإشارة إلى أنّ المطار ذاته، هو أول مطار فضائي في التاريخ. وبدأ العمل على تشييده في منتصف القرن الماضي، تحديداً منذ 2 فبراير (شباط) 1955، حين أصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي قراراً بتأسيس مركز أبحاث وتجارب، لاختبار التقنيات الصاروخية. وبعد دراسة دقيقة لأكثر من موقع مقترح، وقع الاختيار على منطقة بايكونور بالقرب من مقاطعة كيزلورودينسك في كازاخستان، وبدأت أعمال البناء في العام ذاته، وبعد عامين انتهت أعمال بناء أول مجمع لإطلاق الصّواريخ، وفي 6 مايو (أيار) 1957، وُضع أول صاروخ فضاء على منصة الإطلاق في بايكونور.
و«بايكونور» أكبر مطار فضائي في العالم، يمتد مع جميع منشآته على مساحة 6717 كم مربعاً، وهو عملياً مدينة صغيرة، كانت حتى التسعينيات ملكاً للاتحاد السوفياتي، وبعد سقوطه أصبح المطار ملكاً لجمهورية كازاخستان. وتستخدمه روسيا حالياً بموجب عقد إيجار مع كازاخستان ينتهي بحلول عام 2050. وفي حديثها عن بايكونور، تقول وكالة الفضاء الروسية «روس كوسموس» على موقعها الرسمي، إنه أول وأكبر مطار فضائي في العالم، يعمل فيه أكثر من 10 آلاف موظف وخبير وتقني، وشهد منذ افتتاحه 5 آلاف عملية إطلاق صاروخ نحو الفضاء. ومن «بايكونور» أُطلق «أول» قمر صناعي نحو المدار الفضائي، وذلك في 4 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1975، وبعد عدة سنوات دخل «بايكونور» تاريخ البشرية حين انطلق من منصته الرئيسية يوم 12 أبريل (نيسان) 1961 صاروخ فضائي يحمل مركبة على متنها يوري غاغارين، الذي دخل التاريخ أيضاً بصفته «أول» إنسان يقوم برحلة فضائية.
ومنذ ذلك الحين، انطلقت من منصات «بايكونور» آلاف الرحلات لاستكشاف الفضاء وأسراره، ومنه انطلقت أولى الرحلات لبناء المحطة الفضائية الدُّولية، التي تعكس اليوم الاهتمام المشترك لدى جميع الدول بالتعاون في مجال الفضاء. وفضلًا عن رمزيته بالنسبة للعلاقات بين روسيا وكازاخستان، فإنّ «بايكونور» شكل منذ بدايات عمله، بوابة رئيسية للإنسان نحو الفضاء السحيق. ويُعوّل على قدراته التقنية في خطط إطلاق رحلات مأهولة لإقامة مستوطنات على سطح كواكب قريبة من الكرة الأرضية.


مقالات ذات صلة

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

يوميات الشرق يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

أظهرت أول صورة مقرَّبة لنجم يُعرَف باسم «WOH G64» إحاطته بالغاز والغبار، مُبيِّنة، أيضاً، اللحظات الأخيرة من حياته، حيث سيموت قريباً في انفجار ضخم...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مركبة الفضاء «ستارشيب» تظهر وهي تستعد للإطلاق من تكساس (رويترز)

«سبيس إكس» تستعد لإجراء اختبار سادس لصاروخ «ستارشيب» وسط توقعات بحضور ترمب

تجري «سبيس إكس» اختباراً سادساً لصاروخ «ستارشيب» العملاق، الثلاثاء، في الولايات المتحدة، في محاولة جديدة لاستعادة الطبقة الأولى منه عن طريق أذرع ميكانيكية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى دبي للمستقبل»... (الشرق الأوسط)

«منتدى دبي»: 7 تطورات رئيسية سيشهدها العالم في المستقبل

حدد نقاش المشاركين في «منتدى دبي للمستقبل - 2024» 7 تطورات رئيسية تمثل لحظة محورية للبشرية، منها العودة إلى القمر والطاقة الشمسية.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد جناح «مجموعة نيو للفضاء» في معرض «جيتكس» (إكس) play-circle 01:45

رئيس «الخدمات الجيومكانية» في «نيو للفضاء»: سنطلق تطبيقاً للخرائط الرقمية

تمضي السعودية نحو مساعيها في التنويع الاقتصادي عبر تطوير قطاعات جديدة ومستقبلية، يبرز من ضمنها قطاع الفضاء بوصفه أحد القطاعات التي يتسارع فيها التقدم.

مساعد الزياني (الرياض)
يوميات الشرق رواد الفضاء ماثيو دومينيك ومايكل بارات وجانيت إيبس يعقدون مؤتمراً صحافياً في مركز جونسون الفضائي في هيوستن (أ.ب)

بعد 8 أشهر في الفضاء... رواد «ناسا» يرفضون الإفصاح عن شخصية من أصيب منهم بالمرض

رفض 3 رواد فضاء تابعين لـ«ناسا» انتهت مهمة طويلة قاموا بها في محطة الفضاء الدولية بالمستشفى، الشهر الماضي، كَشْفَ مَن منهم كان مريضاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».