القميص الأبيض يأخذ أشكالاً جديدة تحية لكارل لاغرفيلد

كان القميص الأبيض لصيقا بأسلوب كارل لاغرفيلد الشخصي
كان القميص الأبيض لصيقا بأسلوب كارل لاغرفيلد الشخصي
TT

القميص الأبيض يأخذ أشكالاً جديدة تحية لكارل لاغرفيلد

كان القميص الأبيض لصيقا بأسلوب كارل لاغرفيلد الشخصي
كان القميص الأبيض لصيقا بأسلوب كارل لاغرفيلد الشخصي

إذا سبق للراحل إيف سان لوران أن صرح في إحدى مقابلاته بأنه كان يتمنى لو أنه أول من ابتكر بنطلون الجينز، فإن الراحل كارل لاغرفيلد كان يتمنى أن يكون أول من ابتكر القميص الأبيض. السبب حسب شرحه أن «القميص الأبيض هو أساس كل شيء... وكل شيء يأتي بعده». هذا الاعتراف أخذته كل من «ميزون كارل لاغرفيلد» وموقع التسوق الشهير «فارفيتش» على محمل الجد بتحويله إلى حقيقة ملموسة، من خلال مشروع خيري بعنوان «تحية لكارل: مشروع القميص الأبيض».
تُعلّق هولي روجرز، الرئيس المسؤول عن منتجات «فارفيتش»، بأنَّ المسألة لم تكن تحية لكارل لاغرفيلد فحسب بل أيضاً لها جانب خيري، من خلال دعم جمعية خيرية كانت قريبة جداً من قلب المصمم الراحل ودعمها لسنوات. ولم تخفِ هولي أيضاً سعادتها بهذا المشروع، لأنه «يحمل كثيراً من معاني الولاء لمصمم أعطى الكثير لصناعة الموضة. كما أنه أيضاً فرصة لمن تعاونوا أو تعاملوا معه للتعبير عن مدى حبهم وتقديرهم له».
وتؤكد أن التجاوب الذي شهدته هذه المبادرة لم يكن متوقَّعاً. كانت الفكرة بسيطة تتلخص في أنهما طلبا من مجموعة من العارضات والمصممين والشخصيات المقربة من المصمم الراحل أو التي تعاملت معه في فترة من الفترات، إعادة صياغة القميص الأبيض بتصورهم الخاص واضعين نصب أعينه أنه قطعة لصيقة بالمصمم الراحل وجزء من أسلوبه. وكانت النتيجة مدهشة؛ فكل من تمَّ الاتصال بهم لم يترددوا في القبول. بالنسبة للعارضات، كانت أفضاله عليهن كثيرة، وبالنسبة للمصممين فإن تأثيره وإرثه لا يزال حيّاً يستلهمون منه. كايت موس، كارا ديلفين، جيجي حديد إضافة إلى النجمة الألمانية الأصل، دايان كروغر، والمصممين تومي هيلفغر، وتاكاشي موراكامي، ومن منطقة الشرق الأوسط الإعلامية ديالا مكي، والمصممة وسيدة الأعمال إنجي شلهوب، والعارضة التونسية عفاف جنفين، كانوا من بين مَن تم الاتصال بهم. لم يتأخروا على وضع بصماتهم على القميص الأبيض تحت إشراف كارين روتفيلد، رئيسة التحرير السابقة لمجلة «فوغ» النسخة الفرنسية. بدأت العملية ببساطة جداً؛ فقد تعامل كل واحد منهم مع القطعة وكأنها كنفس، يمكنهم أن يضعوا عليه بصماتهم الخاصة، وهذا ما كان. قميص العارضة كارا ديليفين مثلاً يتميز برسمات استقتها من الوشم الذي يُزين جسدها، مثل صورة أسد موشومة على إحدى أصابعها، وفيل موشوم على ذراعها. أما قميص كايت موس، فكتبت عليه قصيدة للشاعر سوني هول بعنوان «Clutching Pens» يدعو فيها إلى السعادة والضحك. أمر تتذكر كايت موس أن لاغرفيلد كان يقوم به كثيراً وهو يرسم.
من جهتها، أضافت كارين روتفيلد إلى قميصها المحدد على الجسم، وكأنه «كورسيه»، أزراراً غير متوازية، فيما طوّل المصمم موراكامي الجزء الخلفي ليبدو على شكل ذيل، وزين الأكتاف والظهر ببتلات ورود تتوسطها صور جماجم. وطبعاً كانت القصة أميركية بالنسبة لتومي هيلفغر غلبت عليها ألوان الأحمر والأزرق المتناثرة بشكل خفيف. تحيته للمصممة الراحل جاءت عبر إضافته قفازات مثل تلك التي لم يكن يستغني عنها الراحل في العقد الأخير.
كل تصميم من هؤلاء ستُستنسخ منه 77 نسخة تُطرح للبيع اليوم حصرياً على موقعي «فارفيش» ودار كارل لاغرفيلد، على أن يتم طرحها في محلات الدار حول العالم بعد ذلك. سعر كل قميص يُقدر بـ777 يورو، أي ما يعادل 1258 دولاراً أميركياً، على أن تذهب أرباح المشروع لصالح جمعية «سوفي لافي» (أنقذوا الحياة) الخيرية التي تقوم بأبحاث طبية في جامعة ديكارت بباريس، وكان كارل لاغرفيلد يدعمها سرّاً لسنوات. ويتوقع، في حال تم بيع كل هذه القمصان، أن تحصل الجمعية على 419.000 يورو تقريباً.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.