حول العالم

حول العالم
TT

حول العالم

حول العالم

أنغكور وات
يشتهر بمعبد أنغكور وات، لكنه في حقيقته مجمع معابد ضخم في كامبوديا، ويعتبر الأثر الديني الأضخم على مستوى العالم. يحظى أنغكور وات، الذي أسسه الملك سرفارمان الثاني بداية القرن الثاني عشر، بتقدير واسع النطاق باعتباره التجسيد الأروع لعبقرية العمارة الخميرية بفضل ضخامته ودقة تفاصيله. يقع المعبد في مدينة أنغكور المصنفة من جانب منظمة اليونيسكو باعتبارها واحدة من مواقع التراث العالمي.
يقوم المعبد على مساحة تقارب 400 كيلومتر مربع. وتقدر عدد الأحجار التي شيد بنحو 5 ملايين حجر تصل زنة بعضها إلى 3.300 باوند (1.500 كيلوغرام). وظلت الأحجار الضخمة التي شيد منها لغزاً محيراً على امتداد قرون، لدرجة أن السكان المحليين تنتشر بينهم خرافة تقول إن المعبد شُيد على أيدي آلهة أو كائنات عملاقة غير بشرية.
ولم يتمكن العلماء من سبر أغواره سوى عام 2012، كانت مجموعة من الباحثين التابعين لجامعة واسيدا في اليابان قد خلصت إلى أن الأحجار الهائلة المصنوعة من الحجر الرملي جرى نقلها إلى الموقع من قاعدة جبل قريب عبر شبكة مؤلفة من مئات القنوات المائية.
بالنسبة لأسعار تذاكر دخول المعبد فإنها تراوح بين 59 دولاراً (صالحة لمدة يوم) و103 دولارات (صالحة لمدة 7 أيام). ويقدر عدد زائري المعبد العام الماضي بنحو 2.6 مليون شخص. أما أقرب المطارات فهو سوفارنابومي الدولي، الذي يبعد عن الموقع بنحو 9 ساعات و20 دقيقة. ويتعين على الزائرين الالتزام بملابس محتشمة تغطي الركبتين والأكتاف.

طاسيلي ناجر
سهل فسيح بولاية إليزي جنوب شرقي الجزائر، على الحدود مع ليبيا والنيجر ومالي، يرتفع عن سطح البحر بنحو 2.000 متر، ويغطي مساحة 72.000 كيلومتر مربع. يزخر المكان بقمم صخرية تبدو وكأنها ناطحات تعلو برؤوسها في قلب الصحراء.
يعني لفظ «طاسيلي» «سلسلة الجبال التي يغطيها السواد»، بينما اختلفت التفسيرات لكلمة «ناجر»، ويعتقد البعض أنها تعني «جلد الثور المسلوخ» أو «النهر».
يتفرد طاسيلي ناجر بكثافة هائلة في النقوش والرسومات التي يعود تاريخ أقدمها إلى 10.000 قبل الميلاد، وتقدر أعدادها بـ15.000 نقش، يرصد بعضها حياة الإنسان البدائي ما قبل التاريخ، وتصور أخرى كائنات غريبة شكلت مادة دسمة لخرافات شعبية حول هبوط كائنات فضائية بالمنطقة.
وبفضل تفرد المنطقة وقيمتها الأثرية والجيولوجية العالمية، أدرجتها منظمة اليونيسكو عام 1982 في قائمة التراث العالمي، بينما أعلنتها الجزائر محمية وطنية منذ عام 1972.
تنطلق معظم الرحلات المتجهة إلى طاسيلي ناجر من مدينة جانت، وتنظم شركة الخطوط الجوية الجزائرية رحلات منتظمة بين العاصمة الجزائر وجانت. وتفرض الحكومة قيوداً على أعداد الزائرين؛ لذا يتعين الحصول مسبقاً على تذكرة دخول، وتذكرة أخرى منفصلة لالتقاط صور بالداخل.
يوجد في جانت كثير من المطاعم والمتاجر، بينما تخلو المحمية منها. وعليه، يتعين على الزائر حمل جميع احتياجاته معه.
فيما يخص الطقس، تنخفض درجات الحرارة إلى مستويات خطيرة في ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني)، بينما تبلغ ذروة ارتفاعها خلال الفترة من أبريل (نيسان) حتى سبتمبر (أيلول). وعليه، يتركز الموسم الرئيسي للزيارة فيما بين أكتوبر (تشرين الأول)، نوفمبر (تشرين الثاني) وفبراير (شباط)، ومارس (آذار).


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».