دخلت الثقافة في الكويت مرحلة جديدة، يمكن أن نطلق عليها مرحلة «الثقافة التطوعية». وهذا المصطلح، كما نعرف، كان يطلق على الأعمال الاجتماعية والخيرية، أما أن تدخل الثقافة في هذا المضمار، فالأمر يصلح لافتاً، خصوصاً أن هذه المجموعات تنشط في خط موازٍ للمؤسسات الثقافية الرسمية الكثيرة في الكويت، ولكنها آثرت العمل بشكل منفرد.
يقوم على «الثقافة التطوعية» مجموعة من الشباب والشابات يأخذون على عاتقهم عقد الجلسات الأدبية مع الأدباء والمثقفين على نفقتهم الخاصة، بل وأكثر من ذلك، فإن بعض المجموعات الثقافية أصبحت تستخدم الثقافة لمساعدة الفقراء والمحتاجين، وذلك من خلال بيع الكتب المستعملة، وتخصيص ريعها لأصحاب الحاجة، سواء من اللاجئين أو المرضى الذين لا يتمكنون من دفع نفقات علاج في أماكن متفرقة من العالم. وسبق أن تناولنا في «الشرق الأوسط» مجموعة تدعى «الأيادي البيضاء» التي تعنى بمساندة الفقراء من خلال بيع الكتب المستعملة.
أما المجموعة التي نعنيها هنا فهي متخصصة في إقامة الأنشطة الثقافية تطوعياً، إلى جانب أعمال إنسانية من خلال نافذة الثقافة كالتبرع بالدم، وتدعى مجموعة «إكساب» التي يقوم عليها عدد من الشباب والشابات. وقد أسسها في البداية كل من فجر الهلبان وناصر هيبة.
أما أغرب عمل تقوم به مبادرة «إكساب»، فيتمثل في إقامة مباراة لكرة القدم بين فريق من الأدباء وفريق من القراء، وذلك لتشجيع القراء على الاختلاط بكتابهم المفضلين في نشاطات أخرى غير القراءة. وهي مصالحة نادرة من نوعها بين الأدب والرياضة، فمن المعروف أن الأدباء ليسوا على علاقة انسجام جيد بعالم الرياضة الذي يجدون أنه يسرق الأضواء منهم، وشعبيتها أكثر من شعبية الكتاب.
يقول القائمون على هذه المجموعة إنها انطلقت من مبدأ المسؤولية المجتمعية، نحو مجتمع أكثر ثقافة ووعياً، وهي على حد قولهم: «نتاج خبرات عديدة ومبادرات عملنا بها، وأيضاً (إكساب) هي مرحلة مستمرة نحو عطاء لا محدود نحو الثقافة والتوعية». وتذكر المجموعة أنها لاقت التشجيع والدعم اللا محدود من الوسط الثقافي والأدبي: «وجدنا الترحيب والحفاوة في كل عمل مشترك تقوم به المبادرة مع الأدباء، فمبدأ التكامل هو السائد».
تقيم مجموعة «إكساب» أنشطتها في منبر يطلق عليه منبر «جاسم الثقافي» نسبة إلى إعلامي من الرواد هو جاسم الجاسم.
يضيف القائمون على المجموعة بأن فكرتهم ليست العمل بشكل مفرد، بل لديهم تعاونات كثيرة مع جميع الجهات الثقافية الرسمية والخاصة، على سبيل المثال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومنصة الفن المعاصر «كاب»، وعدة دور نشر ومكتبات ومع جهات أخرى خارج دولة الكويت.
وأقامت مجموعة «إكساب» عدداً كبيراً من الأنشطة الثقافية، منها: أمسية «بروج» الشعرية لأولى لذوي الإعاقة، وأمسية «الرسم بالكلمات» لنخبة من الشعراء الشباب، ودورات وورش عمل داخل وخارج الكويت، ولديهم «نادي إكساب للقراءة» الذي يجتمع كل شهر لمناقشة كتاب جديد، و«مسابقة 4 - 8» وهي مسابقة للتشجيع على القراءة من خلال قراءة 4 كتب خلال 8 أيام، وتم توزيع جوائز قيمة للمشتركين، وكذلك ندوات أدبية استضافت من خلالها العديد من الأدباء مثل ليلى العثمان، وطالب الرفاعي، وفهد الهندال الذي تحدث عن رواية طالب الرفاعي التي بعنوان «حابي»، وخالد النصر الله، وعبد الوهاب الرفاعي... وغيرهم حتى من خارج دولة الكويت.
مباريات كرة قدم بين الأدباء والقراء
الثقافة تدخل مرحلة «العمل التطوعي» في الكويت
مباريات كرة قدم بين الأدباء والقراء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة