إيران تناور لاختراق جدار العزلة

ترمب انتقد «تعطش طهران للدم» وتوعّدها بمزيد من العقوبات

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الإيراني حسن روحاني على هامش أعمال الجمعية العامة بنيويورك أمس (إ.ب.أ)
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الإيراني حسن روحاني على هامش أعمال الجمعية العامة بنيويورك أمس (إ.ب.أ)
TT

إيران تناور لاختراق جدار العزلة

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الإيراني حسن روحاني على هامش أعمال الجمعية العامة بنيويورك أمس (إ.ب.أ)
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الإيراني حسن روحاني على هامش أعمال الجمعية العامة بنيويورك أمس (إ.ب.أ)

لجأت إيران إلى المناورة أمس لاختراق جدار العزلة جراء الضغوط التي تواجهها خصوصاً بعد الهجمات الأخيرة ضد «أرامكو» السعودية.
فبينما نقلت وكالة «رويترز» عن الرئيس الإيراني حسن روحاني تصريحات أمام وسائل إعلام في نيويورك أبدى فيها الاستعداد لقبول مناقشة تعديلات محدودة على الاتفاق النووي الحالي «في حال تم رفع العقوبات عن بلاده»، أصدر مكتبه في طهران في وقت لاحق نفياً لهذا التصريح. وجاء هذا غداة البيان الأوروبي الثلاثي (فرنسا وبريطانيا وألمانيا)، الذي حمّل طهران مسؤولية الهجمات الأخيرة ضد منشأتين نفطيتين سعوديتين.
في المقابل، أكد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، في تغريدة مساء أمس، وجود إجماع غربي على تحميل إيران مسؤولية الهجمات الأخيرة ضد السعودية. وكتب إسبر: «تحدثت مع نظرائي في بريطانيا وفرنسا وألمانيا حول إيران. الإجماع واضح. إيران مسؤولة عن الهجوم على السعودية». وتابع أنه يتوقع أن تحذو دول أخرى حذو الدول الأربع، و«تندد بسلوك إيران المزعزع وتدعم حلفاءنا في المنطقة».
بدورها، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها تدعم عقد محادثات بين الولايات المتحدة، وإيران بعد اجتماعها مع الرئيسين الأميركي والإيراني، كلاً على حدة، إلا أنها اعتبرت طلب رفع واشنطن العقوبات عن طهران أولاً «أمراً غير واقعي».
من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحافيين إنه «يأمل في حصول تقدم خلال الساعات القليلة المقبلة» بشأن المفاوضات مع إيران، محذراً من «خطر حصول تصعيد يخرج عن السيطرة» بعد الهجمات ضد السعودية.
أما الرئيس الأميركي، فخصّص جزءاً أساسياً من خطابه أمام زعماء العالم المحتشدين في افتتاح الدورة السنوية الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، للتنديد بـ«النظام القمعي» في طهران. وحذّر ترمب من دعم «التعطش إلى الدماء» لدى النظام الإيراني، مؤكداً أنه سيشدد العقوبات إذا لم تتراجع طهران عن سعيها للحصول على أسلحة نووية، وتهديد دول الجوار وأمن إمدادات النفط، وعن سياساتها الهدامة في الشرق الأوسط.
من جانبه، قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، أمس، إن السعودية ستدرس «جميع الخيارات» للرد على إيران بعد انتهاء التحقيق في هجوم «أرامكو». وأضاف الجبير، في جلسة حوارية على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك مع «مجلس العلاقات الخارجية»: «نعتقد أن إيران مسؤولة عن الهجوم. نحن متأكدون أن (الهجوم) جاء من الشمال. ونحقق الآن في موقع (انطلاقه)».
...المزيد


مقالات ذات صلة

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

المشرق العربي أشخاص يلوحون بالأعلام السورية خلال مسيرة في السويداء بسوريا في 13 ديسمبر 2024، احتفالاً بانهيار حكم بشار الأسد (أ.ف.ب)

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

نقلت متحدثة باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن عنه قوله، اليوم (الجمعة)، إنه يرى تحديات كثيرة ماثلة أمام تحقيق الاستقرار في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي توافد النازحين السوريين إلى معبر المصنع لدخول لبنان (أ.ف.ب)

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

أفادت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من مليون شخص، معظمهم نساء وأطفال، نزحوا في الآونة الأخيرة في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل المسلحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

غوتيريش قلق بشأن الضربات الإسرائيلية على سوريا ويدعو للتهدئة

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه البالغ إزاء «الانتهاكات الواسعة النطاق مؤخراً لأراضي سوريا وسيادتها»، وأكد الحاجة الملحة إلى تهدئة العنف على كل الجبهات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
TT

بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)

تكشفت، أمس، بوادر أزمة دبلوماسية جديدة بين باريس وروما على خلفية قضية الهجرة. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلغاء زيارة كانت مقررة إلى باريس، بعدما وصف تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بأنها «غير مقبولة» لاعتباره أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها.
وقارن جيرالد دارمانان، في تصريحات لإذاعة «آر إم سي»، بين ميلوني وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن، قائلاً إن «ميلوني تشبه لوبن. يتمّ انتخابها على أساس قولها إنّها ستحقّق إنجازات، لكن ما نراه أنّ (الهجرة) لا تتوقف، بل تزداد».
من جانب آخر، حمّل دارمانان الطرف الإيطالي مسؤولية الصعوبات التي تواجهها بلاده التي تشهد ازدياد أعداد المهاجرين، ومنهم القاصرون الذين يجتازون الحدود، ويعبرون إلى جنوب فرنسا.
وكان رد فعل روما على تلك التصريحات سريعاً، مع إلغاء وزير الخارجية الإيطالي الاجتماع الذي كان مقرراً مساء أمس في باريس مع نظيرته كاترين كولونا. وكتب تاجاني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقرراً مع الوزيرة كولونا»، مشيراً إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإيطاليا غير مقبولة».
وفي محاولة لوقف التصعيد، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية توضيحاً قالت فيه إنها «تأمل» أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي.