«شورى النهضة» يدعم قيس سعيّد في انتخابات الرئاسة التونسية

الزبيدي يعتزم الطعن مجدداً في نتائج الدورة الأولى

TT

«شورى النهضة» يدعم قيس سعيّد في انتخابات الرئاسة التونسية

أعلن مجلس شورى حركة «النهضة» دعمه الصريح لقيس سعيّد، أستاذ القانون الدستوري، في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في تونس، داعياً الناخبين للتصويت لمصلحته. وجاء موقف هذا الحزب الإسلامي في وقت أكد فوزي عبد الرحمن، مدير الحملة الانتخابية لعبد الكريم الزبيدي، المرشح السابق للانتخابات الرئاسية، استئناف قرار المحكمة الإدارية الرافض لستة طعون في نتائج الدورة الأولى من بينها الطعن الذي قدمه الزبيدي واتهم خلاله المرشحين نبيل القروي وعبد الفتاح مورو بالإشهار السياسي وخرق القانون الانتخابي في تعاملهما مع وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. وكان عماد الغابري، المتحدث باسم المحكمة الإدارية، قد أكد أن فتح باب الطعون من جديد سيكون يومي 25 و26 سبتمبر (أيلول) الحالي، وذلك إثر إعلام أصحاب المطالب الستة المرفوضة بمضمون الحكم القضائي.
وفي السياق ذاته، أشار الغابري إلى رفض كل الطعون الستة المشككة في نتائج الدورة الأولى من انتخابات الرئاسة وهي الطعون المقدمة من سيف الدين مخلوف وعبد الكريم الزبيدي وسليم الرياحي (رُفضت من حيث الشكل، أي أنها غير مستوفية للجوانب الشكلية لتقديم ملف الطعن) وحاتم بولبيار وناجي جلول ويوسف الشاهد (رُفضت أصلاً). وبذلك تكون المحكمة الإدارية المختصة في فض النزاعات الانتخابية قد أصبغت الشرعية مبدئياً على نتائج الدورة الأولى من السباق الرئاسي في انتظار احتمال الاستئناف من قبل المرشحين الطاعنين في النتائج التي أظهرت فوز كل من قيس سعيّد ونبيل القروي وانتقالهما إلى الدورة الثانية.
ولا تزال أمام المرشحين الستة الذين تقدموا بالطعون المرفوضة مهلة تنتهي في 26 سبتمبر الحالي لاستئناف قرارات المحكمة الإدارية. وفي حال تقدم أي منهم بملف استئناف، فإن الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية ستجري يوم 13 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وفي السياق ذاته، دعت حركة «النهضة» إلى «توفير مناخات تكافؤ الفرص بين المرشحين للانتخابات الرئاسية»، في إشارة يُفهم منها أنها تخص نبيل القروي القابع في السجن منذ 23 أغسطس (آب) الماضي بتهمة غسل الأموال والتهرب الضريبي، وهي تهمة نفاها المرشح الذي يقود حزب «قلب تونس».
كذلك طالبت سلمى اللومي، رئيسة حزب «أمل تونس» التي ترشحت بدورها للانتخابات الرئاسية وفشلت في تخطي الدورة الأولى إثر حصولها فقط على 0.2 في المائة من الأصوات، بالإفراج عن نبيل القروي وتمكينه من حقه في القيام بحملته الانتخابية الرئاسية في الظروف نفسها المتاحة لمنافسه قيس سعيّد. ودعت اللومي بشكل صريح إلى إيجاد مخرج لهذه الأزمة التي ستضع المسار الانتخابي «محل شك وتساؤل» وتفتح أبواب الطعن في نتائج الانتخابات على مصراعيها، على حد تعبيرها.
واعتبرت اللومي التي شغلت سابقاً منصب مدير ديوان الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي، أن وجود أحد المرشحين في السجن وحرمانه من القيام بحملته الانتخابية للمرة الثانية (الدورة الثانية بعد الأولى) قد يفقد العملية الانتخابية من كل معنى ويضر بمبدأ «تكافؤ الفرص»، وهو أمر قد يعرّض تونس إلى «أزمة سياسية عميقة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.