«ناسا» ترصد سحابة من البلازما تتجه نحو الأرض

صورة توضح مكان انطلاق سحابة البلازما (ناسا)
صورة توضح مكان انطلاق سحابة البلازما (ناسا)
TT

«ناسا» ترصد سحابة من البلازما تتجه نحو الأرض

صورة توضح مكان انطلاق سحابة البلازما (ناسا)
صورة توضح مكان انطلاق سحابة البلازما (ناسا)

انطلقت سحابة من الغاز المتأين (البلازما) من الشّمس باتجاه الفضاء، وذلك وفق البيانات التي وفّرتها المركبة الفضائية (ستريو - أ)، التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في 20 سبتمبر (أيلول) الجاري.
والبلازما هي حالة متميزة من حالات المادة، ليست صلبة أو سائلة أو غازية، كما هو معروف عن حالات المادة الثلاث في الطبيعة، وليس لها شكل أو حجم محدّد، وتأخذ شكل غاز محايد (معتدل) شبيه بالغيوم.
ويقول تقرير نشره موقع «stereo» التابع لوكالة الفضاء الأميركية أول من أمس، إن تحليل بيانات مسار سحابة البلازما، يشير إلى احتمالية ملامستها الغلاف المغناطيسي للكرة الأرضية، في 25 سبتمبر الجاري، وذلك وفق تحليلات الإدارة الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي (نوا)، التي تأسّست في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1970، وتهتم بشؤون علم المحيطات والطّقس والمناخ المتعلق بالغلاف الجوي.
ويوضح التقرير أنّ مصدر البلازما، أو الانبعاث الإكليلي كما يسميه البعض، هو حدوث انفجار في شعيرة مغناطيسية بالنصف الجنوبي لقرص الشمس؛ حيث توجد الشّعيرات في حلقات مغناطيسية تحتوي على غاز بارد وكثيف نسبياً، معلق فوق سطح الشمس، وتنفجر عندما يصبح المجال المغناطيسي في محيطها غير مستقر.
وعادة ما يكون وصول هذه البلازما إلى المجال المغناطيسي للأرض، كما توقعت الإدارة الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي، غير ضار، ولكن في بعض الأحيان فإنّ الكميات الكبيرة منها يمكن أن تسبب ضرراً للأجهزة الكهربائية وشبكات الاتصالات على كوكب الأرض.
ووفق تقرير «ناسا»، فإن تلامس البلازما مع الغلاف المغناطيسي للأرض سيسبب هذه المرة - كما هو شائع - ظاهرة الشفق القطبي؛ حيث سيحدث تلاقٍ بين الإلكترونات والبروتونات التي توجد بها مع غازات الأكسجين والنيتروجين الموجودة في الغلاف الجوي للأرض، فتنتج الأضواء المميزة للشفق القطبي، والتي لا تخرج عن 7 ألوان، حسب الارتفاع الذي يحدث عنده التلاقي.
وينتج الضوء الأخضر المصفر عند التلاقي بين البلازما وأكسجين الغلاف الجوي عند ارتفاع 60 ميلاً، بينما يعطي التلاقي مع الأكسجين على ارتفاع أعلى (نحو 200 ميل) الضوء الأحمر، أما التلاقي مع النيتروجين الأيوني فيعطي الضوء الأزرق، ويعطي النيتروجين الطبيعي الضوء الأحمر البنفسجي، وفي حال كان الغلاف الجوي يحتوي غازات أخرى مثل غاز النيون أو غاز الصوديوم، فسنرى أضواء شفق قطبية حمراء وبرتقالية وصفراء.


مقالات ذات صلة

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ شعار وكالة «ناسا» (رويترز)

ترمب يرشح جاريد إيزاكمان لرئاسة «ناسا»

رشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب اليوم الأربعاء جاريد إيزاكمان لقيادة إدارة الطيران والفضاء (ناسا).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق صورة رادارية تكشف عن قاعدة عسكرية مهجورة في غرينلاند (ناسا)

إنجاز علمي جديد... «ناسا» ترصد «مدينة تحت الجليد» مدفونة في غرينلاند

كشفت صورة رادارية التقطها علماء «ناسا» أثناء تحليقهم فوق غرينلاند عن «مدينة» مهجورة من حقبة الحرب الباردة تحت الجليد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».