«العقال المُقصب»... رمز تراثي ارتداه ثلاثة ملوك وأصبح هوية تاريخية

الأغلى سعراً رغم قدمه

الملك عبد العزيز والملك الأول بعده الملك سعود
الملك عبد العزيز والملك الأول بعده الملك سعود
TT

«العقال المُقصب»... رمز تراثي ارتداه ثلاثة ملوك وأصبح هوية تاريخية

الملك عبد العزيز والملك الأول بعده الملك سعود
الملك عبد العزيز والملك الأول بعده الملك سعود

يعد «العقال» رمزاً يفخر به كل سعودي، حيث يضفي على مظهرهم الخارجي رونقاً خاصاً وشكلاً مميزاً يتباهون به، وأصبح بكل تفاصيله ما يبرز العقال السعودي عن غيره في الدول الخليجية التي يرتدي أهلها العقال.
ولم يكن العقال السعودي، كما مظهره اليوم بلون الأسود، بل كانت له صبغته الملكية، إذ توشيه خيوطٌ من الذهب (العقال المقصب)، وكان رمزاً ملكياً ظهر به الملك عبد العزيز، والملكان من بعده: سعود وفيصل (رحمهم الله).
ويعد الملك عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية، أبرز من ارتدى «العقال المقصب»، حيث أضفى عليه رونقاً خاصاً، ومن خلاله عُرفت هذه التراث السعودية، وبات جزءاً من لباس السعوديين في الوقت الحالي، بما فيه من دلالات ومعانٍ ترمز للأصالة والرجولة، من كونه مجرد حبل تعقل به الناقة في قديم الحضارة السعودية.
ويعرف العِقال الحالي بأنه جزء من الملابس الشعبية، التي تعد من الملابس الرسمية في حاضر المجتمع السعودي، ويصنع عادة من «صوف الماعز»، ويلبس فوق الشماغ أو الغترة.
بخلاف «العِقال المقصب»، إذ عرف بأن له أربعة أركان، يحيط بالرأس، وتوشيه خيوط من الذهب، ما عدا في أركانه الأربعة إذ يغلب الصوف الأسود.
واختلفت الروايات بشأن أصل لبس العِقال، فهناك من يرى أن الأصل جاء بسبب تثبيت الغترة أو الشماغ لحماية غطاء الرأس من حرارة الشمس، وهناك من يرى أن العقال هو ما كان يربط بها الناقة لتثبيتها، وحيثما أرادوا التنقل بها وضعوه فوق غطاء رؤوسهم، عوضاً عن ألوان سبقت الأسود.
وفي رحلة بحث، قامت بها «الشرق الأوسط»، في سوق «الديرة» التي تعد أبرز مزارات التراث السعودي، يبرز اسم عائلة أبو ياسين في صناعة وبيع العقل من 200 عام، قبل أن ينتقل بتجارته إلى السعودية في سوق الديرة، ليعمل هو وابنه محمد على صناعة العقل على منوال الأجداد.
يرى أبو ياسين، أن «العِقال المُقصب» كان يأخذ وجوده منذ العهد العباسي، وكان مكوناً من خمس طبقات، وكان مزخرفاً باللون الأحمر، وتم التعديل عليه في عهد السلاطين، ليظهر لنا كما في وقتنا الحالي، ويؤكد أبو ياسين أن «الأشخاص الذين يقومون بتصنيع (العقال المقصب) قلة ومعروفون منذ زمن بعيد وليس اليوم».
أبو ياسين، الذي غالباً ما يعمد إغلاق محله بالعِقال، أشار إلى رواية عقل الجمال بواسطة العِقال قائلاً: «فيما يخص العقال الأسود المعروف في وقتنا الحالي، لم يتم استخدامه في عقل الرحال، ويبلغ عمره نحو 200 سنة». وأضاف أن العقِال الذي كان يعقل به الناقة في السابق كان يسمى «معصب» أو «عقال المقناص»، ويضيف أن هناك إقبالاً لا بأس به من قبل التجار على شراء «العِقال المُقصب»، مشيراً إلى أنه ما زال أشخاص في السعودية يشترون «العِقال المُقصب» للاستخدام اليومي.
إلى ذلك، جاء في موسوعة الثقافة التقليدية في السعودية أن «العقال المُقصب» في عهد الملك عبد العزيز يعد ملبساً للملوك والأمراء والشيوخ من كبار الجاه في السعودية ودول الخليج والدول العربية. إذ يتم إعداده من الصوف الألماني الأسود والخيط الذهبي من قبل تجار الشام والحجاز ليباع بسعر ثمين يبدأ من 15 ألف ريال.
بدورهم، أشار بعض المؤرخين إلى أن «العقال المُقصب» عُرف في العراق والشام، قبل أن يعرف بالسعودية، إلا أن شهرة «العِقال المُقصب» شاعت على مستوى العالم بعد أن لبسه الملك عبد العزيز.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.