التونسيون لم يعيروا اهتماماً كبيراً بوفاة زين العابدين بن علي

دُفن في المدينة المنوّرة

تشييع جثمان الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في المدينة المنورة أمس (أ.ف.ب)
تشييع جثمان الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في المدينة المنورة أمس (أ.ف.ب)
TT

التونسيون لم يعيروا اهتماماً كبيراً بوفاة زين العابدين بن علي

تشييع جثمان الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في المدينة المنورة أمس (أ.ف.ب)
تشييع جثمان الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في المدينة المنورة أمس (أ.ف.ب)

طوت تونس صفحة رئيسها الأسبق زين العابدين بن علي، الذي دفن أمس في المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، بشيء من اللامبالاة من قبل كثير من التونسيين، في أجواء تطغى عليها حملة الاقتراع التشريعي. ووري جثمان بن علي الثرى في مقبرة البقيع قرب المسجد النبوي الشريف، وهي أقدم مقبرة إسلامية في المدينة المنورة.
وكان بن علي، الذي أسقط تحت ضغط احتجاجات شعبية واسعة في 14 يناير (كانون الثاني) 2011 بعد أن حكم تونس 23 عاماً بنظام أمني صارم، قد توفي يوم الخميس عن 83 عاماً. ولم يشكل نبأ وفاته الاهتمام الأول في نشرات الأخبار ولا في أحاديث التونسيين الذين يستعدون لانتخاب نواب برلمانهم في السادس من الشهر المقبل، ثم انتخاب رئيسهم من بين مرشحين اثنين من خارج المنظومة التقليدية، وهما الأكاديمي قيس سعيّد الذي يدعو إلى لامركزية وحكم محلي، ونبيل القروي رجل الأعمال وقطب الإعلام الموقوف حالياً.
ولم يتجاوز الأمر نشر نبأ الوفاة باقتضاب مع إعلان صغير في صحيفة «لا برس» الحكومية الناطقة بالفرنسية، يعلن أن بن علي سيوارى في المدينة المنورة، وأن بعض أسرته سيتلقى التعازي اليوم الأحد في ضاحية سيدي بوسعيد الراقية بشمال العاصمة. أما أرملته ليلى الطرابلسي التي تعيش أيضاً في جدة مع ابنتيها وابنها، فقد صدرت بحقها أحكام قاسية غيابيا في تونس بعد إدانتها باختلاس أموال وحيازة أسلحة وقطع أثرية.
وصدرت على بن علي أيضاً أحكام عدة بالسجن المؤبد، خصوصاً لإدانته بالقمع الدامي لمتظاهرين أثناء ثورة 2011 التي سقط فيها أكثر من 300 قتيل. لكنه لم يمثل يوما أمام القضاء. واعتبر أكرم عازوري، أحد محامي بن علي أن «الرئيس الثاني للجمهورية التونسية بات الآن من الماضي، والتاريخ سيصدر حكمه عليه».
وتجري محاكمات كثيرة حاليا خصوصا بفضل تحقيقات «هيئة الحقيقة والكرامة» التي كلفت كشف الانتهاكات التي شهدتها تونس بين 1955 و2013. وجمعت هذه الهيئة شهادات ووثائق وصفحات من الأرشيف الرسمي وذلك بغرض إحالة مقترفي الانتهاكات ومن أمر بها وصولا إلى بن علي ذاته، إلى محاكم مختصة. وعقدت هذه الهيئة خلال فترة عملها 14 جلسة علنية منحت فيها الكلمة لأقارب مفقودين رووا عذاباتهم، وكذلك لعماد الطرابلسي شقيق زوجة بن علي الذي تحدث بالتفصيل عن منظومات الفساد خلال فترة نظام بن علي الذي كان من أعمدته.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.