شحوم الجسم... أنواع مختلفة تشريحياً ووظيفياً

شكل تصويري للخلايا الدهنية
شكل تصويري للخلايا الدهنية
TT

شحوم الجسم... أنواع مختلفة تشريحياً ووظيفياً

شكل تصويري للخلايا الدهنية
شكل تصويري للخلايا الدهنية

تفيد مصادر علم التشريح وعلم ووظائف الأعضاء بأن ثمة ثلاثة أنواع رئيسية من الشحوم في جسم الإنسان. وهي:
- الشحوم البنية Brown Fat،
- الشحوم البيضاء White Fat،
- الشحوم الصفراء Yellow Fat.
كما تفيد تلك المصادر بأن لكل نوع من هذه الشحوم الثلاثة أماكن طبيعية للتراكم، وأخرى غير طبيعية، وأيضاً لها وظائف فسيولوجية مختلفة وتأثيرات صحية متباينة، منها التأثيرات الصحية الضارة، ومنها التأثيرات الصحية المفيدة.
> الشحوم البيضاء تشكل تقريباً نحو 20٪ من كتلة الجسم لدى الذكور البالغين الأصحاء الخالين من السمنة أو زيادة الوزن، وتشكل نسبة 25٪ لدى الإناث البالغات من ذوات الوزن الطبيعي. وتتراكم هذه الشحوم البيضاء بشكل رئيسي تحت الجلد وفي منطقة الأرداف والفخذين.
وتحتوي الخلية في هذا النوع من الأنسجة الدهنية البيضاء على كتلة كبيرة من المواد الدهنية التي تشغل غالب حجم تلك الخلية الدهنية، وتتفاعل هذه الخلايا الدهنية مع هرمونات الإنسولين والهرمونات الجنسية وهرمونات التوتر.
وإضافة إلى عمل الأنسجة الشحمية البيضاء كطبقة للعزل الحراري والمساعدة في الحفاظ على درجة حرارة الجسم، تبقى المهمة الرئيسية للشحوم البيضاء أن تعمل كمستودع لخزن الطاقة التي تدخل الجسم على هيئة سكريات ويتم تحويل الفائض منها إلى هيئة كتلة دهنية في خلايا الأنسجة الشحمية البيضاء. وعند إفرازه من البنكرياس، يتوجه هرمون الإنسولين إلى مستقبلاته الخاصة على جدار الخلايا الدهنية البيضاء، ما يتسبب في تفتيت تلك الدهون المخزنة وتحويلها إلى أحماض دهنية يتم استخدامها في عضلات الجسم وعضلة القلب كمصدر لوقود إنتاج الطاقة اللازمة لحركة وعمل العضلات تلك.
> الشحوم البنية تشكل نسبة قليلة من كمية الشحوم لدى الشخص البالغ، بكمية لا تتجاوز ربع كيلوغرام تقريباً، ولكنها تكون بكمية أكبر لدى الأطفال حديثي الولادة ثم تتناقص كميتها تدريجاً. وتوجد لدى البالغين في منطقة الظهر فيما بين الكتفين، وحول منطقة العنق وحول الكليتين وحول الحبل الشوكي والأوعية الدموية الكبيرة بالجسم.
وتمتاز بقدرتها على توفير الطاقة الحرارية بسرعة، ولذا فإن كميتها أعلى لدى الأطفال الحديثي الولادة الذين لا يستطيعون مقاومة برودة الجسم ولم تتكون لديهم آليات التدفئة الطبيعية التي لدى البالغين، مثل ارتجاف العضلات لتوليد الحرارة. وأظهرت نتائج عدد من الدراسات الطبية الحديثة أن هذه الشحوم البنية ربما تعمل على تحسين ضبط الجسم لنسبة السكر في الدم، وفي الحفاظ على كتلة طبيعية لمكونات الأنسجة العظمية، وتحسين تكوين تدفئة الجسم عند التعرض لموجات البرد الشديدة، والأهم هو عملها في تنشيط حرق الطاقة.
وتحديداً تشير بعض المصادر الطبية إلى أن الكتلة الضئيلة للشحوم البنية في الجسم بإمكانها حرق ما بين 400 و500 كالوري من السعرات الحرارية في اليوم. ما يعني قدرتها على تنشيط خفض وزن الجسم بمقدار نحو نصف كيلوغرام في الأسبوع عند ممارسة الرياضة، ولذا يُعتبر وجودها بكميات طبيعية في الجسم شيئاً مفيداً.
> الشحوم الصفراء، هي النوع الأعلى ضرراً في الجسم عند زيادة تراكمها حول الأعضاء التي في البطن، أي حول وداخل الكبد والكلى والطحال والأمعاء والمعدة وغيرها.


مقالات ذات صلة

الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

صحتك الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)

الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

أفادت دراسة أميركية بأن تصميم الأحياء السكنية يُمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستوى النشاط البدني للأفراد، خصوصاً المشي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك التقرير يوضح أنه من الأقل احتمالاً أن يكون أمام الأطفال في وسط المدن فرصة للحصول على خيارات غذائية صحية وبتكلفة مقبولة (رويترز)

بريطانيا: الأطفال يعيشون حياة أقصر بسبب الوجبات السريعة

كشف كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا عن أن «الصحاري الغذائية» في المدن إلى جانب إعلانات الوجبات السريعة تتسببان في عيش الأطفال حياة «أقصر وغير صحية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة جديدة تشير إلى إمكانية علاج مرض قصور القلب (ميديكال إكسبرس)

علاج ثوري جديد لقصور القلب... والتعافي غير مسبوق

تاريخياً، عُدَّت الإصابةُ بقصور القلب غير قابل للعكس، لكن نتائج دراسة جديدة تشير إلى أن هذا قد يتغير يوماً ما.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

لقاح جديد يُحصّن الأطفال ضدّ الملاريا الشديدة

الملاريا مرض طفيلي ينتقل عبر لدغات البعوض (جامعة أكسفورد)
الملاريا مرض طفيلي ينتقل عبر لدغات البعوض (جامعة أكسفورد)
TT

لقاح جديد يُحصّن الأطفال ضدّ الملاريا الشديدة

الملاريا مرض طفيلي ينتقل عبر لدغات البعوض (جامعة أكسفورد)
الملاريا مرض طفيلي ينتقل عبر لدغات البعوض (جامعة أكسفورد)

أظهرت نتائج تجربة سريرية أنّ لقاحاً تجريبياً جديداً يتمتّع بفعالية كبيرة في الوقاية من الملاريا الشديدة، مما يمثّل خطوة مهمّة في مكافحة المرض.

وأوضح الباحثون أنه يوفر حماية فعّالة ضد الملاريا لدى الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و17 شهراً، وفق نتائج التجربة التي نُشرت، الأربعاء، في دورية «Lancet Infectious Diseases».

والملاريا مرض يُسبّبه طفيليّ يُسمّى «المتصورة المنجلية»، وينتقل عبر لدغات البعوض، ويُعدّ من الأسباب الرئيسة للوفيات، خصوصاً بين الأطفال دون سنّ الـ5 في أفريقيا.

ورغم التقدّم الطبّي، ظلَّ توافُر لقاحات فعّالة لمكافحة الملاريا محدوداً لفترة طويلة. وحالياً، ثمة لقاحات مُعتمَدة تستهدف مراحل مختلفة من دورة حياة الطفيليّ المُسبِّب للمرض.

ويُعدُّ اللقاح الجديد، الذي طوَّره باحثون من جامعة «أكسفورد»، بالتعاون مع مؤسسات دولية، الأول من نوعه الذي يوجّه استجابة ضدّ مرحلة الدم في الملاريا. وتستهدف هذه المرحلة دخول الطفيليّ خلايا الدم الحمراء وتكاثره بداخلها، مما يُسبّب الأعراض التقليدية، مثل الحمى والقشعريرة، وقد يؤدّي إلى مضاعفات خطيرة، مثل فقر الدم وفشل الأعضاء.

ويعتمد اللقاح، الذي يحمل اسم «RH5.1/Matrix-MTM»، على تحفيز جهاز المناعة لإنتاج أجسام مضادة ضد بروتين يسمى «RH5» الذي يحتاج إليه الطفيلي للارتباط بخلايا الدم الحمراء واختراقها.

ويحتوي على نسخة معدَّلة من هذا البروتين، مما يُساعد في منع الطفيلي من دخول الخلايا والتكاثر داخلها، عندما يتعرّض الجسم للطفيلي في المستقبل.

واختُبر اللقاح في دراسةٍ شملت أكثر من 360 طفلاً في بوركينا فاسو، تراوحت أعمارهم بين 5 و17 شهراً، حيث تلقّوا 3 جرعات من اللقاح التجريبي.

وأظهرت النتائج أنّ اللقاح كان آمناً تماماً وجيد التحمل، دون تسجيل أي آثار جانبية خطيرة. كما أظهرت الدراسة أنّ الأطفال، الذين تلقّوا اللقاح، طوّروا مستويات عالية من الأجسام المضادّة ضدّ الطفيلي المُسبِّب للملاريا.

وبلغت فعالية اللقاح 55 في المائة في الوقاية من الملاريا السريرية على مدار 6 أشهر، و80 في المائة في الوقاية من حالات الملاريا الشديدة التي تتميّز بمستويات مرتفعة من الطفيلي في الدم.

ووفق الباحثين، تُمثّل هذه النتائج تقدّماً واعداً في تطوير لقاح فعّال ضدّ مرحلة الدم من الملاريا؛ مما يفتح آفاقاً جديدة لحماية الأطفال في المناطق الموبوءة بالمرض، وتحسين نموهم وتطوّرهم الصحي.

وأضافوا أنّ الملاريا تظلُّ من الأمراض المميتة للأطفال تحت سنّ الـ5، واللقاح الجديد يوفّر أملاً لتقليل الوفيات والأعباء الصحية المرتبطة بالملاريا في البلدان ذات المعدلات العالية للإصابة.