«معرض بيروت للفن» يفتتح بمشاركة 18 دولة في55 صالة عرض

أسبوع الفن يبدأ اليوم بمنحوتات وأعمال تنشد السلام

لوحة كريستيانو مانجوفو
لوحة كريستيانو مانجوفو
TT

«معرض بيروت للفن» يفتتح بمشاركة 18 دولة في55 صالة عرض

لوحة كريستيانو مانجوفو
لوحة كريستيانو مانجوفو

تنطلق غداً في بيروت، الدورة العاشرة من «معرض بيروت للفن» وتستمر حتى 22 من الحالي، باهتمام وتركيز مستمرين، على الحركة الفنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واستمرار للمنظمين بالاهتمام بشكل خاص بالمواهب الشابة، وما يعرض خلال السنة في الغاليريات. وعلى عادته سيبقى المعرض على انفتاحه المعهود على العالم.
وكان «معرض بيروت للفن» أو «بيروت آرت فير» قد سجل في السنوات الماضية دخول أعداد قياسية من الزوار، كانت ترتفع سنة بعد أخرى، وهو في سنته العاشرة يطمح إلى زيادة عدد الزائرين بتوسيع دائرة النشاطات اليومية. بحيث يستضيف 55 صالة عرض رائدة من 18 دولة، ويضمّ أعمال فنانين من 35 جنسيّة مختلفة. ومن المتوقّع أن يقصده أكثر من 30 ألف زائر، بينهم جاءوا خصيصاً لهذا الغرض، ليكون بذلك قد نما عشرة أضعاف في خلال 10 سنوات.
وتشارك في العرض غاليريات من السعودية، وفرنسا، والصين، وإيطاليا، والأردن، وأميركا، واليونان، وأرمينيا، وبيلاروسيا، وإسبانيا، وغيرها.
وللصور الفوتوغرافية في المعرض نصيب، وكذلك سيُسلّط الضوء على حياة الفنان اللبناني المعروف حسين ماضي (مولود عام 1938) في روما. وهي السنوات التي شهدت على توجهه الفني الذي يميزه اليوم، حيث أنتج هناك مجموعة من المشاهد الإيطاليّة التصويريّة المشرقة التي لم تعرض حتّى الآن.
ففي عام 1964، بعد أن جمع ماضي بصبر أرباحه من بيع الرسوم لمختلف دور النشر اللبنانية والعراقية، وصل إلى روما التي كانت بالنسبة إليه قلب عالم الفن، والتحق بأكاديمية «بيل آرت» وبدأ مسيرته التي دامت عقدين في العاصمة الإيطالية.
والمعرض المخصص لماضيه ولأعماله بين عامي 1964 - 1970 يكشف عن الظروف التي أدت إلى قيام ماضي برسم لوحات مختلفة تماماً عن تلك التي سيرسمها لاحقاً في حياته المهنية، وسيضعها في حوار مع تجاربه الأولى مع الفن التجريدي الذي أبدعه في روما. بعضها عبارة عن لوحات لمناظر طبيعية إيطالية رسمها ماضي في تفاعل جميل مع البيئة الغربية التي حط فيها.
ويخصّص المعرض جانبا لاكتشاف الأعمال التي أنجزها رسامون غربيون منذ القرن الثامن عشر أثناء زيارتهم إلى لبنان مستوحين مما شاهدوه، وبينها مجموعة بديعة تعود ملكيتها إلى ميشال جبر، سيكشف عنها في هذه المناسبة.
القسم المسمى «تريبوت تو ليبانون» فيه أعمال مستوحاة من لبنان القرن الثامن عشر إلى يومنا هذا، من خلال العين الغربية. قبل فترة طويلة من إنشاء جمهورية لبنان الحديثة في عام 1943، شعر الفنانون الغربيون والمسافرون بجاذبية لا تقاوم في هذه المنطقة من العالم. فيما بين شرق متخيل ورواية صادقة للتاريخ، وردود أفعال متداخلة على الأحداث السياسية والإلهام الجمالي، تجسد الأعمال تعدّد وجهات النظر الأجنبية حول لبنان. وهذا القسم يضمّ أكثر من مائة عمل فني وتحف استثنائية، بالإضافة إلى أغراض نادرة نتجت عن الرحلات مثل الأجهزة الآلية والدمى وألبومات الصور الفوتوغرافية. تشمل الأعمال الفنية لوحات لجبل لبنان والمدن الرئيسية مثل بيروت وطرابلس، بالإضافة إلى أعمال نادرة لفنانين رئيسيين في القرن العشرين: سيُكشف عن الكثير من التحف الفنية لأوّل مرة ومن بينها تحف لأندي وارهول وديفيد هوكني، ولوحات من تسعينات الحرب اللبنانية من ابتكار آر بينك وصور لدون مكولين.
وسيرى زوار «بيروت آرت فير» برنامج فن الفيديو أو ما أُطلق عليه اسم «سينما بوكس»، أفلاماً تركز على موضوع البحر من خلال نظرات فنانين لبنانيين وغربيين.
يقترح الفنانون المختارون وهم أربعة من فرنسا ولبنان والدنمارك والمغرب أفكاراً حول المخاطر المتعددة التي يحملها موضوع البحر وأبعاد التعامل معه من وجهات نظر مختلفة.
وتتخلل أيام المعرض وبعد ظهر كل يوم، محادثات وطاولات مستديرة حول موضوع الفن الحديث والمعاصر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حاضره وإمكاناته المستقبلية.
ستغطي سلسلة المحادثات مواضيع مثل صناعة الفنان، وأهمية الفن في سرد قصة بديلة عن المنطقة، وتأثير المشاهد الفنية على بيئتها، والتحديات المالية التي تواجهها المتاحف اليوم.
سيناقش أيضاً مصور الحروب الفوتوغرافي البريطاني الشهير دون مكولين أعماله في بيروت في ثمانينات القرن الماضي، ونعود في الزمن مع مائدة مستديرة حول الفن المشرقي.
وتقول لور دوتفيل المؤسسة لمعرض بيروت للفن: «زادت أعداد الحضور بشكل مطرد، ووصلت إلى 32 ألفاً في العام الماضي، في الوقت الذي بلغت 3.500 في عام 2010، يماثل هذا التطور النمو الذي لا يمكن إنكاره في السوق الفنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكذلك التزايد الملحوظ في اهتمام الجمهور بالفن المعاصر ورغبته في اكتشاف مجالات جديدة، كجزء من الاتجاه العالمي الثقافي الأوسع. نحن فخورون ببناء علاقات متينة مع المؤسسات والمتاحف الفنية الدولية وتمكين هواة جمع التحف من اكتشاف السر وراء فرادة أرض الأرز. والأهم من ذلك كله، أنا متحمسة لاكتشاف المواهب الجديدة ومتابعة حياتهم المهنية ومشاهدتها وهي تزدهر».
ومن الأنشطة المواكبة للمعرض التي باتت سنوية «أسبوع بيروت للفن» الذي يقدم أعمالاً في المدينة وفي الهواء الطلق ويفتتح اليوم عند الساعة 6 مساءً أمام فندق لو جراي، حيث سيكشف الفنان اللبناني - السنغالي هادي ساي عن منحوتته الضخمة «Wall of Hope»، على الخط الأخضر الذي كان يفصل بين بيروت الشرقية والغربية وحيث أقيمت إحدى بوابات بيروت في الماضي.
وينطلق الأسبوع الفني من معرض بسيط في مبنى موسوم بمخلفات الحرب ويتُوّج بأمسية كوبية في مصنع مهجور، أو لقاءات مفعمة بالمشاعر في قصور ألف ليلة وليلة. تمزج هذه المسيرة بين الفن المعاصر والرقص والموسيقى التقليدية في أماكن غير نمطية، وتعكس التراث المعماري والثقافي للمدينة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.