بغداد: بومبيو أبلغ عبد المهدي أن «هجوم أرامكو» لم ينطلق من العراق

رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي (أرشيفية - أ.ف.ب)
رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

بغداد: بومبيو أبلغ عبد المهدي أن «هجوم أرامكو» لم ينطلق من العراق

رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي (أرشيفية - أ.ف.ب)
رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي (أرشيفية - أ.ف.ب)

قال مكتب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، في بيان، اليوم (الاثنين)، إن عبد المهدي تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.
وبحث عبد المهدي مع بومبيو، الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية، بحسب وكالة الأنباء العراقية (واع).
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العرقي، في بيان: «قيّم الطرفان موقفهما من الأزمة الراهنة واتفقا على التعاون في تبادل المعلومات».
وشدد عبد المهدي على أن «مهمة العراق هي الحفاظ على أمنه واستقراره وتجنب أي خطوة للتصعيد ومنع استخدام أراضيه ضد أي دولة مجاورة أوشقيقة أو صديقة»، موضحا أن «العراق بسياسته يسعى للعب دور إيجابي لتفكيك الأزمات والصراعات التي تعيشها المنطقة وإبعاد شبح الحرب عن العراق والمنطقة وابتعاده عن سياسة المحاور».
من جهته، أكد وزير الخارجية الأميركي، بحسب البيان، أن المعلومات التي لدى واشنطن تؤكد بيان الحكومة العراقية في عدم استخدام أراضيها في تنفيذ هذا الهجوم.
ونفى العراق، أمس (الأحد)، استخدام أراضيه لشن الهجوم الإرهابي الذي استهدف معملين لـ«أرامكو» السعودية.
وجاء في بيان صادر عن مكتب عبد المهدي أن العراق «يؤكد التزامه الدستوري بمنع استخدام أراضيه للعدوان على جواره وأشقائه وأصدقائه، وأن الحكومة العراقية ستتعامل بحزم ضد كل من يحاول انتهاك الدستور»، مشيراً إلى أنه تم تشكيل «لجنة من الأطراف العراقية ذات العلاقة لمتابعة المعلومات والمستجدات».
واستهدفت طائرات مسيرة، أمس (السبت)، معملين لتكرير النفط تابعين لشركة «أرامكو» في بقيق وخريص بالسعودية، وتبنت ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران الهجوم الإرهابي.
واتهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إيران، بالوقوف وراء الاعتداء، مستبعداً انطلاق الهجمات من اليمن، فيما أكد تحالف دعم الشرعية في اليمن أن التحقيقات في الهجوم مستمرة، وأنه يواصل اتخاذ وتنفيذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع التهديدات الإرهابية.
وأكد مسؤول أميركي كبير، أمس، وقوف إيران وراء الهجمات، وقال لوكالة «رويترز»: «لا يوجد شك في أن إيران مسؤولة عن هذا، مهما تحاول أن تغير ذلك، لا مجال للهروب، لا احتمال آخر، الدليل يشير إلى أنه لا يوجد اتجاه آخر غير مسؤولية إيران عن هذا»، لافتاً إلى أن نطاق ودقة الهجمات يظهران أنها لم تكن من تنفيذ ميليشيا الحوثي في اليمن، وأنها جاءت من اتجاه غربي - شمالي غربي، وليس اليمن في الجنوب.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.