12 ديسمبر موعداً لانتخابات الرئاسة في الجزائر

وزير سابق على رأس الهيئة المنظمة للاقتراع

TT

12 ديسمبر موعداً لانتخابات الرئاسة في الجزائر

أعلن الرئيس الانتقالي بالجزائر عبد القادر بن صالح عن تحديد 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل موعداً لانتخابات الرئاسة في الجزائر، وقال إنه «انطلاقاً من الصلاحيات التي يخولها لي الدستور، قررت أن يكون 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، تاريخاً لانتخابات الرئاسة»، ليؤكد بذلك ما كان يتوقعه قطاع واسع من الجزائريين، بشأن تحديد موعد الرئاسية، بعد أن كان قائد الجيش الجنرال قايد صالح، صرح مطلع الشهر بأنه «من الأجدر استدعاء الهيئة الناخبة يوم 15 سبتمبر (أيلول)».
وكان رئيس الدولة يتحدث في خطاب خصصه للانتخابات، أثنى فيه على قيادة الجيش و«دورها الكبير في الحفاظ على استقرار البلاد خلال المرحلة الحساسة التي مرت بها البلاد». ودعا بن صالح إلى «المشاركة بقوة في الاستحقاق لاختيار رئيس جديد للبلاد»، مشيراً إلى أنه وقع أمس المرسوم الرئاسي الخاص باستدعاء الهيئة الانتخابية.
وألغى المجلس الدستوري رئاسية كانت مقررة في 4 يوليو (تموز) الماضي، لعدم توفر مرشحين. واضطر الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة إلى إلغاء انتخابات 18 أبريل (نيسان) الماضي، بعد انفجار الشارع ضد ترشحه لولاية خامسة، واستقال بعدها تحت ضغط الحراك وقيادة الجيش.
في سياق ذي صلة، دعا محمد شرفي رئيس «السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات»، المعيَن، إلى «التوافد بقوة على صناديق الاقتراع»، في انتخابات الرئاسة التي قررتها السلطة، بينما يرفضها الحراك الشعبي بحدة.
وتم أمس بفندق بالعاصمة، الإعلان عن اسم شرفي وهو وزير سابق للعدل، كمسير لـ«السلطة» بعد يومين من المصادقة بالبرلمان، على القانون الذي يستحدثها. كما تم الإعلان عن أسماء أعضائها الـ50، الذين يتحدرون من مهن كثيرة أبرزها القضاء والطب والمحاماة والإعلام والمجال الحقوقي. وتتمثل صلاحيات «سلطة الانتخاب» في تسلم ملفات المترشحين وغربلتها، ومراقبة سير العملية الانتخابية وإعلان نتائجها، وهي بذلك تعوّض «المجلس الدستوري» ووزارة الداخلية، وهما هيئتان كانتا دائماً محل اتهام بالتزوير.
وتريد السلطة، من خلال هذه الآلية، تقديم «ضمانات» على «نيتها الصادقة في تنظيم انتخابات نزيهة»، بحسب ما جاء في خطاب سابق للرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح.
ودافع شرفي عن نفسه، خلال مؤتمر صحافي عقب تسلمه مهمته، عندما سئل عن كونه من «بقايا نظام بوتفليقة»؛ إذ كان مستشاراً له في 2009 ثم عيَنه وزيرا للعدل عام 2012 ثم أقاله في العام الموالي، على خلفية مذكرة اعتقال دولية ضد وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل، صديق بوتفليقة. وذكر شرفي أنه كان «ضحية» قرار متابعة خليل الذي ألغيت تهمة الفساد عنه في 2016، ثم أعيد اتهامه قبل أشهر بأمر من القيادة العسكرية، وهو حالياً مقيم بالولايات المتحدة الأميركية برفقة زوجته وهي أيضا متهمة.
يشار إلى أن «سلطة الانتخابات» عيَنتها «هيئة الحوار والوساطة»، الموالية للرئاسة الانتقالية، وقد أجرت مشاورات مع الطبقة السياسية والمجتمع المدني دامت شهرا ونصف الشهر، رفعت على أثرها تقريراً لـ«بن صالح»، يفيد بأن «غالبية المواقف والآراء يريد أصحابها انتخابات في أقرب وقت»، وهو بالضبط ما يدفع إليه رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح، الذي قال في إحدى خطبه إن الانتخابات «ستنظم في الآجال التي ستحدد، حبَ من حبَ وكره من كره». ويواجه صالح معارضة شديدة لمسعى تنظيم الانتخاب، من جانب الحراك الشعبي.
إلى ذلك، أمر قاضي التحقيق بـ«محكمة سيدي امحمد» بالعاصمة، أمس، بوضع 22 متظاهرا رهن الحبس المؤقت، بعد 48 ساعة من اعتقالهم بالحراك. ويقع المتظاهرون، وهم في غالبيتهم مناضلون في أحزاب، تحت طائلة الاتهام بـ«التحريض على المس بالأمن العام». وتتعلق الوقائع بنشاط التعبئة الذي يقومون به خلال الحراك، ما أزعج السلطات كثيرا.
وصرَح عبد الرحمن صالح عضو «هيئة الدفاع عن المعتقلين الـ22»، عن مقاطعة مسار التحقيق الذي يسبق تحديد تاريخ المحاكمة، «وذلك شعورا منه بأن المحاكمة لن تكون عادلة».
وأدان عبد الله جاب الله، رئيس «جبهة العدالة والتنمية» الإسلامية، في بيان، «الاعتقالات التي تضاعف أمرها في الجمعة الأخيرة، والتي مسّت العشرات من شباب الحراك، رغم ما يعرف عنهم من تبنيهم للسلمية، وابتعادهم عن كل أساليب العنف، ومنها العنف اللفظي».
وأكد أن «مثل هذه الممارسات تعمق القلق على مستقبل هذا الحراك، وتزيد من ثقل مسؤولية الشعب في الثبات على مطالبه وبذل أقصى المستطاع من الجهد المفيد في استمرار الحراك السلمي حتى تتحقق مطالبه السياسية، لأنها الأصل في الإصلاح والعلامة على النجاح».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».