حملة تعاطف واسعة مع لاعب مصري أعلن تعرضه لأزمة نفسية

تصدر «ترند» «تويتر»

حملة تعاطف واسعة مع لاعب مصري أعلن تعرضه لأزمة نفسية
TT

حملة تعاطف واسعة مع لاعب مصري أعلن تعرضه لأزمة نفسية

حملة تعاطف واسعة مع لاعب مصري أعلن تعرضه لأزمة نفسية

سادت حالة من التعاطف في أوساط رياضية وشعبية مع اللاعب المصري في النادي الأهلي مؤمن زكريا، على خلفية ظهوره في برنامج تلفزيوني، كشف فيه مروره بأزمة نفسية، وبسبب تغريدات الدعم تصدر هاشتاغ يحمل اسمه قائمة «الترند» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».
وخلال ظهوره في برنامج «اللعيب» على قناة «إم بي سي مصر»، نهاية الأسبوع الماضي، كشف مؤمن عن طبيعة الإصابة التي يعاني منها، والتي توصف بأنها نفسية من الدرجة الأولى، حيث تؤثر على وظيفة الأعصاب لديه وتتسبب في اختلال توازنه داخل الملعب، وبدا عليه خلال البرنامج التعب الشديد، الأمر الذي دفع جميع اللاعبين وجماهير الكرة المصرية بانتماءاتهم المختلفة، للتعاطف معه.
ووجه عصام الحضري حارس منتخب مصر السابق، رسالة دعم للاعب قائلا: «ألف سلامة عليك يا مؤمن، إن شاء الله ترجع أقوى وأحسن من الأول، شفاك الله وعافاك، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك».
ودعم عمر جابر، لاعب نادي الزمالك السابق ولاعب نادي بيراميدز حاليا، مؤمن، من خلال صورة تجمعهما معا خلال معسكر المنتخب، متمنيا عودته السريعة للملاعب. فيما اعتبر شريف إكرامي، حارس مرمى النادي الأهلي أن زميله يواجه أصعب اختبار، متمنياً له اجتيازه، والعودة أقوى من ذي قبل.
وأضاف إكرامي عبر حسابه على «تويتر»: «الإصابات هي أصعب وأقوى اختبار لإرادة اللاعب وقوّته، لكن عندما تواجه إصابة تهدد مشوارك كلاعب قبل الأوان، هنا وَجب على الجميع الالتفاف والدعم والمساندة، نحنُ جميعاً في انتظارك يا مؤمن للعودة أقوى مما كنت، ألف سلامة عليك».
ووجه حازم إمام، لاعب الزمالك السابق، هو الآخر رسالة لدعم اللاعب، ونشر تغريدة قال فيها: «إن شاء الله ترجع أحسن من الأول وتكسر الدنيا». وأبدى محمود فايز مساعد الأرجنتيني هيكتور كوبر، المدير الفني السابق للمنتخب الوطني، سعادته بحالة الدعم التي يتلقاها مؤمن من جمهور الزمالك والأهلي، مؤكدا أنها انتصار للإنسانية، وقال: «الوقوف وراء مؤمن زكريا في محنته ودعمه من قبل الزملكاوية قبل الأهلاوية ما هو إلا علامة لانتصار الخير جوانا… اثبتوا على تلك المبادئ الإنسانية، ودعموها».
ورأى دكتور عبد الحميد زيد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الفيوم، أن «الالتفاف حول البعد الإنساني للقصة بصرف النظر عن الانتماء الكروي كان واضحاً في تعليقات المتعاطفين منذ البداية».



مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
TT

مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)

تختصر المخرجة مايا سعيد زمن الوفاء للوالدين بمسرحية «5 دقايق». اختارت عرضها في موسم عيد الميلاد، الموعد نفسه الذي خسرت فيه والدها. فكرّمته على طريقتها ضمن نص بسيط ومعبّر، يترك أثره عند متابعه ويتسلل إلى مشاعره من دون أن تفرض عليه ذلك. لا مبالغة في الوقت ولا في الحوارات.

رسالة إنسانية بامتياز تمرّ أمامك بـ50 دقيقة لتستوعب هدفها في الدقائق الخمس الأخيرة منها. على مسرح «ديستركت 7» في بيروت يقام العرض. ومع بطلي المسرحية طارق تميم وسولانج تراك وضعت مايا سعيد الشخصيتين اللتين يؤديانهما بتصرفهما، فأدركا دقّة معانيهما بحيث جسّداهما بعفوية تليق بخطوطهما.

مسرحية «5 دقايق» تحية تكريمية في ذكرى من نحبّهم (مايا سعيد)

بحوارات تميل إلى الكوميديا رغبت مايا سعيد في إيصال رسالتها المؤثرة. لم تشأ أن تحمّل المشاهد همّاً جديداً. ولا أن تُغرقه بمشاعر الأسى والحزن. فموسم الأعياد يجب أن يطبعه الفرح، ولكن لا بأس إذا ما تحررنا من أحاسيس حبّ مكبوتة في أعماقنا، وتكمن أهميتها بمنبعها فهي آتية من ذكرى الأهل.

تحكي المسرحية عن ليلة ميلادية تقتحم خلالها سيدة غريبة منزل «الأستاذ حرب»، فتقلبه رأساً على عقب بالشكلين الخارجي والداخلي. وتجري أحداث العمل في مساحة ضيقة على خشبة تتزين بديكورات بسيطة. وتتألّف من شجرة عيد الميلاد وكنبة وطاولة. وإذا ما تفرّجنا على هذا المكان بنظرة ثلاثية الأبعاد، سنكتشف أن الخشبة تُشبه شاشة تلفزيونية. فحلاوتها بعمقها وليس بسطحها العريض. مربّعة الشكل يتحرّك فيها البطلان براحة رغم ضيق المكان. يشعر المشاهد بأنه يعيش معهما في المكان والزمان نفسيهما.

وتعلّق مايا سعيد، كاتبة ومخرجة العمل، لـ«الشرق الأوسط»: «ينبع الموضوع من تجربة شخصية عشتها مع والدي الذي رحل في زمن الميلاد. وعندما تدهورت حالته الصحية عاش أيامه الخمسة الأخيرة فاقداً الذاكرة. ومثله مثل أي مريض مصاب بألزهايمر لم يكن في استطاعته التعرّف إليّ. وهو أمر أحزنني جداً».

من هذا المنطلق تروي مايا سعيد قصة «5 دقايق». وضمن أحداث سريعة وحوارات تترك غموضاً عند مشاهدها، يعيش هذا الأخير تجربة مسرحية جديدة. فيحاول حلّ لغز حبكة نصّ محيّرة. ويخيّل له بأنها مجرّد مقتطفات من قصص مصوّرة عدّة، ليكتشف في النهاية سبب هذا التشرذم الذي شرّحته المخرجة برؤية مبدعة.

طارق تميم يجسّد شخصية مصاب بألزهايمر ببراعة (مايا سعيد)

وتوضح مايا سعيد: «رغبت في أن يدخل المشاهد في ذهن الشخصيتين وأفكارهما. وفي الدقائق الخمس الأخيرة وضعته في مكان الشخص الذي يعاني من مرض الطرف الآخر. أنا شخصياً لم أتحمّل 5 أيام ضاع فيها توازن والدي العقلي. فكيف لهؤلاء الذين يمضون سنوات يساعدون أشخاصاً مصابون بمرض ألزهايمر».

وعن الصعوبة التي واجهتها في إيصال رسالتها ضمن هذا العمل تردّ: «كان همّي إيصال الرسالة من دون سكب الحزن والألم على مشاهدها. فنحن خرجنا للتو من حرب قاسية. وكان ذلك يفوق قدرة اللبناني على التحمّل. من هنا قرّرت أن تطبع الكوميديا العمل، ولكن من دون مبالغة. وفي الوقت نفسه أوصل الرسالة التي أريدها بسلاسة».

يلاحظ مشاهد العمل طيلة فترة العرض أن نوعاً من الشرود الذهني يسكن بطله. وعرف طارق تميم كيف يقولبه بحبكة مثيرة من خلال خبرته الطويلة في العمل المسرحي. وبالتالي كانت سولانج تراك حرفيّة بردّ الكرة له بالأسلوب نفسه. فصار المشاهد في حيرة من أمره. وتُعلّق مايا سعيد في سياق حديثها: «طارق وسولانج ساعداني كثيراً في تلقف صميم الرسالة. فتقمصا الشخصيتين بامتياز بحيث قدماهما أجمل مما كُتب على الورق».

ضمن نص معبّر تدور«5 دقايق» (مايا سعيد)

طيلة عرض المسرحية لن يتوصّل مشاهدها إلى معرفة اسمي الشخصيتين. فيختلط عليه الأمر في كل مرة اعتقد بأنه حفظ اسم أحدهما. وكانت بمثابة حبكة نص متقنة كي يشعر المشاهد بهذه اللخبطة. وتستطرد مايا: «لا شك أن المسرحية تتضمن مفاتيح صغيرة تدلّنا على فحوى الرسالة. والتشابك بالأسماء كان واحداً منها».

حاولت مايا سعيد إيصال معاني عيد الميلاد على طريقتها. وتختم: «لهذا العيد معانٍ كثيرة. وأردتها أن تحمل أبعاداً مختلفة تخصّ الأشخاص الذين نحبّهم حتى لو رحلوا عنّا. فغيابهم يحضر عندنا في مناسبات الفرح. وبهذا الأسلوب قد ننجح في التعبير لهم عن ذكراهم في قلوبنا».