لجنة «وثيقة الأزهر والفاتيكان» تقترح يوماً عالمياً لـ«الأخوة الإنسانية»

TT

لجنة «وثيقة الأزهر والفاتيكان» تقترح يوماً عالمياً لـ«الأخوة الإنسانية»

اقترحت اللجنة الدولية العليا لتحقيق أهداف وثيقة «الأخوة الإنسانية» التي تم توقيعها بين الأزهر والفاتيكان، تقديم مقترح للأمم المتحدة، لإعلان تاريخ توقيع الوثيقة في فبراير (شباط) الماضي بدولة الإمارات يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية، واتخاذ قرار بدعوة ممثلي الأديان الأخرى للمشاركة في اللجنة، واختارت اللجنة نيويورك لعقد اجتماعها المقبل.
وكانت اللجنة الدولية العليا لتحقيق أهداف الوثيقة قد عقدت اجتماعها الأول في بيت القديسة مرثا بالفاتيكان، مساء أول من أمس، عقب قرار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتشكيلها في أغسطس (آب) الماضي. وقالت مشيخة الأزهر، في بيان لها، أمس، إن «اللجنة اختارت أن تعقد اجتماعها الأول مع ذكرى أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، التي ارتكبت فيه واحدة من أبشع الجرائم الإرهابية؛ ليكون إشارة للرغبة في الحياة والبناء، في الوقت الذي زرع فيه آخرون الموت والدمار»، مضيفة أن «أعضاء اللجنة أدوا الصلاة، كُل بحسب ديانته، من أجل ضحايا هذا الحادث المأساوي، وجميع ضحايا الإرهاب».
وأعلنت الإمارات عن تشكيل لجنة عليا لتحقيق أهداف وثيقة «الأخوة الإنسانية». وقال الشيخ محمد بن زايد، في تصريحات له عقب الإعلان عن تشكيل اللجنة العليا الشهر الماضي، إن «إعلان تشكيل اللجنة يأتي تنفيذاً لرؤية مشتركة، لبلورة المبادرات والأفكار الداعية إلى التسامح والتعاون والعيش المشترك ووضعها موضع التنفيذ».
ووفق بيان مشيخة الأزهر، أمس، فإنه «تم خلال الاجتماع الأول اختيار الأسقف ميغيل أنخيل أيوسو غيكسوتو، أمين سر المجلس البابوي للحوار بين الأديان، رئيساً لاجتماعات اللجنة لمدة عام، بالتناوب مع الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، كما اختير القاضي محمد عبد السلام، المستشار السابق لشيخ الأزهر، مقرراً وأميناً عاماً للجنة»، لافتة إلى أنه «تم تشكيل المكتب التنفيذي للّجنة من الدكتور سلطان الرميثي، الأمين العام لمجلس «حكماء المسلمين»، والأب يؤانس لحظي جيد، السكرتير الشخصي للبابا فرنسيس، وياسر حارب المهيري، إضافة إلى الأمين العام للّجنة، كما قامت اللجنة بصياغة القوانين المنظمة التي ستحكم نشاطها».
ويقول الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن «الوثيقة التي تم توقيعها مع البابا فرنسيس، تؤسس لنشر ثقافة المواطنة والتعايش والإخاء بين الناس». وأكدت مشيخة الأزهر، أمس، أن «البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، رحّب بأعضاء وأمين عام اللجنة، موجهاً لهم عبارات الامتنان والتشجيع، واصفاً إياهم بـ(صانعي الأخوة)، لكونهم في القلب من عملية صياغة سياسات إنسانية جديدة، لا تعبر فقط عن (الأيدي الممدودة)؛ لكن كذلك (القلوب المنفتحة)، وقدّم للأعضاء نسخة من وثيقة الأخوة الإنسانية التي أعدتها المكتبة الرسولية للفاتيكان».
في غضون ذلك، أعربت لجنة وثيقة «الأخوة الإنسانية» عن امتنانها للبابا فرنسيس، لترحيبه وتشجيعه لها، وللدكتور الطيب على كلماته المحفزة، وللشيخ محمد بن زايد، على الرعاية والدعم الذي يقدمه لعمل اللجنة، مؤكدة أنها «تباشر عملها باستقلالية وحياد من أجل أهداف الوثيقة».
وقال مصدر في مشيخة الأزهر لـ«الشرق الأوسط»، إن «اللجنة ستعمل على إعداد الخطط والبرامج والمبادرات لتفعيل بنود وثيقة (الأخوة الإنسانية)، ومتابعة تنفيذها على المستويات الإقليمية والدولية كافة، وعقد اللقاءات الدولية لنشر الفكرة التي ولدت من أجلها الوثيقة التاريخية، من أجل السلام العالمي والعيش المشترك».


مقالات ذات صلة

بينالي الفنون الإسلامية في جدة... حوار المقدس والمعاصر

يوميات الشرق جانب من بينالي الفنون الإسلامية بجدة في نسخته الأولى (واس)

بينالي الفنون الإسلامية في جدة... حوار المقدس والمعاصر

يجري العمل على قدم وساق لتقديم النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية بجدة في 25 من يناير القادم، ما الذي يتم إعداده للزائر؟

عبير مشخص (لندن)
ثقافة وفنون المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة الدكتور سالم بن محمد المالك (صورة من الموقع الرسمي للإيسيسكو)

«الإيسيسكو» تؤكد أن المخطوطات شاهدٌ حيٌّ على أصالة العالم الإسلامي

أكد المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، الدكتور سالم بن محمد المالك، أن المخطوطات شاهدٌ حيٌّ على أصالة العالم الإسلامي.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
أوروبا رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرتس يتحدث خلال اجتماع ترشيح الحزب في أوسنابروك ودائرة ميتيلمس في ألاندو بالهاوس (د.ب.أ)

زعيم المعارضة الألمانية يؤيد تدريب أئمة المساجد في ألمانيا

أعرب زعيم المعارضة الألمانية فريدريش ميرتس عن اعتقاده بأن تدريب الأئمة في «الكليةالإسلامية بألمانيا» أمر معقول.

«الشرق الأوسط» (أوسنابروك (ألمانيا))
المشرق العربي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى‬ في خطبة الجمعة بأكبر جوامع مدينة دار السلام التنزانية

أمين رابطة العالم الإسلامي يزور تنزانيا

ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى‬، خطبةَ الجمعة ضمن زيارة لتنزانيا.

«الشرق الأوسط» (دار السلام)
شمال افريقيا شيخ الأزهر خلال كلمته في الاحتفالية التي نظمتها «جامعة العلوم الإسلامية الماليزية» (مشيخة الأزهر)

شيخ الأزهر: مأساة فلسطين «جريمة إبادة جماعية» تجاوزت بشاعتها كل الحدود

لفت شيخ الأزهر إلى أن «ظاهرة جرأة البعض على التكفير والتفسيق وما تسوغه من استباحة للنفوس والأعراض والأموال، هي ظاهرة كفيلة بهدم المجتمع الإسلامي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».