قمة مصرية قبرصية يونانية الشهر المقبل في القاهرة

وزير الطاقة اليوناني يؤكد دعم بلاده مبادرة مصر لتأسيس منتدى غاز شرق المتوسط

الرئيس القبرصي خلال لقائه وزير الدفاع المصري محمد أحمد زكي (الشرق الأوسط)
الرئيس القبرصي خلال لقائه وزير الدفاع المصري محمد أحمد زكي (الشرق الأوسط)
TT

قمة مصرية قبرصية يونانية الشهر المقبل في القاهرة

الرئيس القبرصي خلال لقائه وزير الدفاع المصري محمد أحمد زكي (الشرق الأوسط)
الرئيس القبرصي خلال لقائه وزير الدفاع المصري محمد أحمد زكي (الشرق الأوسط)

أعلن وزير الدفاع القبرصي سافاس أنجيليديس، أمس، أن القمة الثلاثية المقبلة بين قبرص واليونان ومصر سوف تعقد في 8 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وستستضيفها مصر.
ويشارك في القمة، التي يترأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، كل من الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس، ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس.
وجاءت تصريحات أنجيليديس، بعد لقاء مع الرئيس نيكوس أناستاسياديس، الذي استقبل وزير الدفاع المصري الفريق أول محمد أحمد زكي، الموجود في قبرص. وقال أنجيليديس إنه يجري دعم وتوطيد العلاقات بين نيقوسيا والقاهرة حول قضايا الدفاع والأمن. مشيراً إلى التعاون الوثيق بين البلدين في مجال تبادل المعلومات حول الإرهاب وأمن الطاقة.
وأوضح أنجيليديس أنه تقرر في سياق الاجتماع، الذي شاركت فيه سفيرة مصر بنيقوسيا، مي طه خليل، تحديد موعد الاجتماع الثلاثي التالي في 8 أكتوبر بمصر.
وتعتبر هذه القمة هي السابعة بين رؤساء الدول الثلاث؛ حيث كانت القمة الأولى في القاهرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014. فيما عقدت القمة السادسة في جزيرة كريت اليونانية أكتوبر الماضي.
وأضاف أنجيليديس أن التعاون الثنائي بين قبرص ومصر، والثلاثي بين مصر وقبرص واليونان، في تحسن مستمر، وذلك من خلال المناورات المشتركة وتبادل الخبرات، ما يساعد في تدريب الأفراد العسكريين.
وجاء في بيان لوزارة الدفاع القبرصية أن وزير الدفاع القبرصي سافاس أنجيليديس التقى نظيره المصري الفريق أول محمد أحمد زكي أمس في نيقوسيا؛ حيث ناقشا العلاقات الثنائية وأمور الطاقة، والقضايا الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
كما جاء في البيان أنه تم استقبال الوزير المصري من قبل نظيره القبرصي، قبل ترؤسهما اجتماعاً لوفدي البلدين. وقد أعرب الوزيران عن رغبتهما في تقوية التعاون الدفاعي بين البلدين، المستمد من الجهد المشترك لتعزيز السلام والأمن والتقدم في المنطقة.
في غضون ذلك، أشاد وزير الطاقة والبيئة اليوناني كوستيس خاتزيداكيس بالعلاقات المتميزة، التي تربط بين مصر واليونان، مؤكداً أنها كانت دائماً مثالاً يحتذى به، نظراً لكثير من الروابط التاريخية التي تجمع البلدين، ومشيراً إلى زيادة وترسيخ التعاون بين مصر واليونان منذ عام 2014، وذلك من خلال تعزيز وتعميق الحوار المشترك في كثير من المجالات، وفي إطار التكتل الثلاثي الذي يضم جمهورية قبرص.
في هذا السياق، تحدث خاتزيداكيس عن منتدى غاز شرق المتوسط، الذي عقد اجتماعه الوزاري الثاني في القاهرة أخيراً، مشيراً إلى اهتمام كل من اليونان وقبرص بتأييد ودعم مبادرة الحكومة المصرية لتأسيس المنتدى، إذ يتمتع بالقدرة على التطور التدريجي، ليصبح أول منظمة للطاقة في البحر الأبيض المتوسط بأكمله، وليس فقط في الجزء الشرقي منه، مؤكداً أن هذا التطور يضيف مستويات جديدة من التعاون المثمر بين مصر واليونان.
وقال خاتزيداكيس إن إنشاء سوق متكاملة للغاز في شرق المتوسط، كأحد أهداف المنتدى، عملية دقيقة ومركبة، لكنها إنجاز يستحق الكفاح من أجله؛ حيث تحتاج الدول الأعضاء إلى تحقيق توازن دقيق بين المصلحة العامة والمصالح الخاصة، والعمل معاً لتحديد أفضل الخيارات الممكنة لاستغلال هذه الثروات، ودعم المشروعات التي تحقق أكبر قدر من الفوائد المشتركة لجميع الأطراف.
كما أشار الوزير اليوناني إلى الخيارات والبدائل المتاحة لاستغلال ثروات المنطقة من الغاز، ومنها خط الأنابيب المقترح لنقل الغاز القبرصي إلى محطة الإسالة المصرية في «إدكو»، ثم نقل الغاز المسال إلى أسواق اليونان والاتحاد الأوروبي عبر منظومة الغاز اليونانية، ومن تلك الخيارات أيضاً إنشاء «خط أنابيب شرق المتوسط»، لربط احتياطيات الغاز الموجودة في شرق المتوسط بدولة اليونان، ومنها إلى السوق الإيطالية.
وأشاد وزير الطاقة اليوناني بالمستوى المتميز، الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية بين مصر واليونان في مجال الطاقة؛ حيث تعمل شركات النفط اليونانية في تجارة النفط الخام المصري، وتشارك بفاعلية في قطاع النفط والغاز المصري المزدهر.
كما أكد الوزير اليوناني التزام بلاده بدعم التعاون، ودفع العمل المشترك داخل منتدى غاز شرق المتوسط، مشيراً إلى أن دور اليونان بدأ في الظهور كمركز مهم لنقل وتداول الطاقة، يصل بين دول الاتحاد الأوروبي ودول شرق المتوسط، وهي أيضاً دولة مستهلكة للغاز.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».