الطب العدلي: إسراء غريب توفيت نتيجة الإصابات والكدمات

النيابة العامة تقول كلمتها اليوم فيمن يقف خلف قتلها

الطب العدلي: إسراء غريب توفيت نتيجة الإصابات والكدمات
TT

الطب العدلي: إسراء غريب توفيت نتيجة الإصابات والكدمات

الطب العدلي: إسراء غريب توفيت نتيجة الإصابات والكدمات

كشف تقرير طبي سلمته وزارة العدل الفلسطينية للنيابة، أن سبب وفاة الفتاة إسراء غريب، كان قصوراً حاداً في الجهاز التنفسي، نتيجة تجمع الهواء في الأنسجة تحت الجلد في الصدر، نتيجة لمضاعفات الإصابات المتعددة التي تعرضت لها».
والتقرير المسرب الذي وقعه اختصاصي الطب الشرعي في بيت لحم، الدكتور أشرف القاضي، هو التقرير النهائي للطب العدلي، المُتعلق بإجراء الصفة التشريحية على جثة غريب.
ويؤكد التقرير تعرض غريب لكدمات متعددة، وهو ما يعزز الاتهامات من نشطاء لذوي الفتاة وأقربائها بالاعتداء عليها. ويفترض أن تحسم النيابة العامة الفلسطينية اليوم الخميس، أسابيع من الجدل حول الظروف التي توفيت فيها الفتاة.
وحصلت غريب على تعاطف غير مسبوق في العالم العربي كله. وأطلق نشطاء وصحافيون وفنانات في العالم العربي هاشتاغ «كلنا إسراء غريب». وتظاهر نسوة في بيت لحم ورام الله، ويفترض أن يتظاهرن مجدداً اليوم للمطالبة بتشريعات تحمي المرأة.
ووفقاً لما تضمنه التقرير، فإن المغدورة غريب كانت تشكو من ألم أسفل الظهر، وتبين بالفحص وجود جرح قطعي يقع بشكل عمودي على الحاجب الأيمن، وكدمات قديمة وحديثة على الأطراف العلوية، كما تبينت إصابتها في الأربطة، وكدمات وكسور في المعصم، ناتجة عن عنف خارجي على الجسم. كما تبينت إصابة إسراء بكدمات في فروة الرأس، إلى جانب وجود احتقان في الأوعية الدموية، ومناطق نزف في النسيج الرئوي، واحتقان في الكليتين والطحال.
والتقرير الطبي الرسمي الذي قدم للنيابة، تأخر بسبب ما قالت وسائل إعلام فلسطينية إنها تجاوزات في دائرة الطب الشرعي لم يتبين إذا ما كانت أثرت على التقرير. والتجاوزات التي أدت إلى استقالة أطباء فتحت ملفات قديمة، وراح ذوو ضحايا يتهمون الدائرة بالتضليل في قضايا سابقة.
ولم يعرف إذا ما كان تسريب التقرير تم بشكل متعمد، أم أنه جزء من التجاوزات.
والقضية حصلت على اهتمام من رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، الذي أعلن بنفسه أن الشرطة الفلسطينية اعتقلت عدة أشخاص، للتحقيق معهم في قضية مقتل غريب. وتعهد أشتية بالإعلان عن نتائج التحقيق فور استكماله «لأن قضية إسراء غريب أصبحت قضية مجتمع».
وقبل أسبوعين، أوقفت النيابة العامة الفلسطينية 11 شخصاً من أسرة وأقارب الشابة الفلسطينية إسراء غريب. وتم الاعتقال بعد أن حضر النائب العام الفلسطيني إلى محافظة بيت لحم للاطلاع على سير التحقيقات.
وقالت مصادر أمنية إن النائب العام شخصياً أمر بتوقيف جميع أفراد عائلتها المشتبه بهم من أجل التحقيق. وشمل الاعتقال والد الفتاة وأشقاءها، بالإضافة إلى زوج شقيقتها وشقيقتها، واثنتين من قريباتها. واعتقال أهل الفتاة وتقرير الطب الشرعي يعزز من اتهامات للعائلة بقتلها، وهي اتهامات تنفيها العائلة.
وروت العائلة عدة روايات حول وفاتها، بدأت من سقوطها من علو ثم تلبسها بالجن.
وينتظر الرأي العام الفلسطيني والعربي نتائج التحقيق اليوم، الذي قد ينتهي بتوجيه اتهامات بالقتل غير المتعمد للفتاة من قبل أشقاء لها وأقرباء.
وانتقد الرأي العام الفلسطيني ما اعتبره «تخبطاً وتأخراً» في إعلان نتائج التحقيق في قضية أصبحت محط اهتمام عربي.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».