نتنياهو في تحريض غير مسبوق على العرب: «يريدون تدمير إسرائيل»

TT

نتنياهو في تحريض غير مسبوق على العرب: «يريدون تدمير إسرائيل»

بعد ساعات من هربه من الصاروخ الذي أُطلق من قطاع غزة، هرب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من كاميرا الهاتف النقال، التي حاول رئيس القائمة المشتركة استخدامها لتصويره عن قرب. وثارت ثائرة زميل نتنياهو، رئيس الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، يولي أدلشتاين، فأمر بإخراج النائب أيمن عودة، من القاعة. ووضع حارساً شخصياً لنتنياهو أيضاً داخل قاعة الكنيست، حتى لا يقترب منه نائب آخر.
جاء ذلك أمس الأربعاء، خلال البحث الثاني الفاشل، الذي بادر إليه حزب الليكود، لمشروع القانون الذي يفرض وضع كاميرات في صناديق الاقتراع خلال الانتخابات البرلمانية التي ستجري يوم الثلاثاء المقبل. فقد أسقطت الهيئة العامة للكنيست، للمرة الثانية خلال يومين، مشروع «قانون الكاميرات»، الذي حصل على 58 صوتاً، بينما هو يحتاج لتأييد 61 صوتاً. وتعمد 62 عضو كنيست التغيب عن التصويت.
وكان وزير القضاء الإسرائيلي، أمير أوحانا، قد طرح هذا المشروع بغرض مراقبة الصناديق الانتخابية في البلدات العربية، بدعوى أنها مشهورة بتزوير الانتخابات، متجاهلاً أن التزوير الذي كشفته الشرطة في 29 صندوقاً كانت بغالبيتها لصالح الليكود. وقد عارض القانون المستشاران القضائيان، للحكومة، أبيحاي مندلبليت، وللكنيست، إيال بانون، مؤكدين أنه غير دستوري، ووقفت ضده جميع أحزاب المعارضة، بما في ذلك حزب أفيغدور ليبرمان، اليميني، الذي اعتبره محفزاً للفوضى في الانتخابات. وعندما أصرّ نتنياهو على طرحه للمرة الثانية، أمس، أفتى المستشار بانون، بأن القانون يستوجب تأييد 61 عضو كنيست، وليس أغلبية عادية، ما جعله مضمون السقوط. ومع ذلك فقد حضر نتنياهو بنفسه إلى الجلسة وخطب أمام الهيئة محرضاً على العرب ومهاجماً ليبرمان في آنٍ واحد: «الذي يضع نفسه في موقف موحد مع أيمن عودة وأحمد الطيبي».
وترافق هذا الحدث مع حملة تحريض غير مسبوقة شنّها نشطاء اليمين الإسرائيلي على الشبكات الاجتماعية، وشارك فيها نتنياهو نفسه، الذي كتب على صفحته أن العرب في إسرائيل يريدون تدمير دولة إسرائيل اليهودية. وقد اضطر نتنياهو إلى إزالة هذه التغريدة إثر الضجة التي أثارتها ضده، حتى في صفوف بعض قوى اليمين.
وقد أجمع المراقبون على تحليل تصرفات نتنياهو الأخيرة على أنها ناجمة عن عصبيته الشديدة بسبب الشعور بأن احتمالات فقدانه الحكم باتت أكبر من أي وقت مضى. لذلك فهو لا يوفر أي وسيلة لاستخدامها في المعركة، بل في حرب البقاء التي يخوضها، وباتت أشبه بمعركة حياة أو موت، إذ إن فقدانه السلطة يعني أنه سيدخل السجن بعد إدانته بتهم الفساد.
وقد خرج رئيس حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو»، أفيغدور ليبرمان، بتحليل للوضع السياسي، قال فيه إن نتنياهو سيتمكن من تحقيق غالبية ائتلافية في انتخابات الكنيست القريبة، وسيحصل معسكره على ما بين 61 إلى 62 مقعداً، من ضمنها «عوتسما يهوديت» برئاسة إيتمار بن غفير، وسيتمكن من تشكيل حكومة «يمينية - حريدية» ضيقة. فمثل هذه الإمكانية واردة بسبب احتمالات رفع نسب التصويت. ولكن حكومة كهذه لن تصمد أكثر من سنة ونصف السنة من الآن، وعندها تنهار الحكومة، وينهار نتنياهو، ونذهب إلى انتخابات جديدة مرة أخرى.
وتوقع ليبرمان أيضاً أن تتفكك قائمة «كاحول لافان»، وأن ينضم بعضهم إلى حكومة الليكود، التي وصفها بأنها «ستكون الحكومة الأسوأ منذ قيام الدولة... حكومة على حافة الجنون»، على حد تعبيره.
وكانت إسرائيل قد أعلنت عن سقوط صواريخ أطلقت من غزة على مستوطنات «غلاف غزة» فدوت صفارات الإنذار في «أشكلون» و«أسدود»، حيث كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يشارك في حفل لحزب الليكود، ما اضطره إلى الهرب تحت أعين البث المباشر في حادثة أثارت الجدل الداخلي في إسرائيل.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.