احتجاز ثلاثة أستراليين في إيران

TT

احتجاز ثلاثة أستراليين في إيران

كشفت الحكومة الأسترالية، أمس، عن احتجاز 3 من مواطنيها في إيران، اثنان يحملان الجنسية البريطانية أيضاً، وذلك في أحدث فصول سلسلة اعتقالات أعلنت عنها دول غربية طالت عدداً من مواطنيها في طهران.
ويأتي خبر الاعتقالات وسط منعطف جيوسياسي حساس، وفي أعقاب إعلان أستراليا عن انضمامها لمهمة، بقيادة الولايات المتحدة، لحماية الملاحة في مضيق هرمز، وسط تصاعد التوتر في منطقة الخليج.
وأكد بيان لوزارة الشؤون الخارجية الأسترالية صحة ما نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية بشأن اعتقال امرأتين يحملان الجنسيتين الأسترالية والبريطانية وصديق إحداهما احتجزوا في إيران.
وأفادت وكالات عن متحدث باسم الحكومة الأسترالية بأن «وزارة الخارجية والتجارة توفر مساعدة قنصلية لعائلات 3 أستراليين معتقلين في إيران».
وذكرت صحيفة «تايمز» البريطانية أن مدونة كانت تسافر في آسيا مع صديقها الأسترالي ومحاضرة تدرس في إحدى جامعات أستراليا احتجزوا في واقعتين منفصلتين ونقلوا إلى سجن بطهران تحتجز فيه نازنين زاغري راتكليف الموظفة بمؤسسة «تومسون رويترز» الخيرية، وهي بريطانية إيرانية محبوسة منذ عام 2016 لاتهامها بالتجسس.
ولم تذكر الصحيفة اسمي المواطنتين، بموجب طلب من وزارة الخارجية البريطانية، وقالت إن الحكومة الأسترالية تتولى التعامل في القضيتين. وأشارت الصحيفة إلى أنه تم إلقاء القبض على المدونة وصديقها قبل نحو 10 أسابيع.
وبحسب شبكة التلفزيون الأسترالية العامة «إيه بي سي»، فإن السلطات الإيرانية احتجزت أيضاً صديق إحدى هاتين المرأتين، وهو رجل أسترالي. فيما ذكرت تقارير أن إحدى المرأتين أكاديمية، وهي موقوفة منذ أشهر، فيما تم اعتقال الاثنين الآخرين أثناء قيامهما بالتخييم قرب منشأة عسكرية خلال رحلة عبر آسيا.
وقالت وزيرة الأعمال البريطانية، أندريا ليدسوم، لمحطة «سكاي نيوز» إن «الأمر يبدو مقلقاً بشدة، وستفعل الحكومة البريطانية كل ما بوسعها لدعم أي مواطن بريطاني يحتجز في إيران».
كما عبّر وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، أمس، عن قلقه للسفير الإيراني في لندن بشأن عدد المواطنين مزدوجي الجنسية المحتجزين في إيران وأوضاع احتجازهم.
وتدعو الحكومة الأسترالية في تعليمات السفر إلى إيران المواطنين لإعادة النظر في ضرورة السفر إلى هناك، «بسبب احتمال تعرض الأجانب، ومنهم الأستراليون، للاعتقال أو الاحتجاز التعسفي. المواطنون أصحاب الجنسية المزدوجة مهددون أيضاً».
وقالت أستراليا، الشهر الماضي، إنها ستنضمّ إلى قوة بحرية تقودها الولايات المتّحدة لتأمين الملاحة في الخليج.
ويتزايد عدد الرعايا الموقوفين الذي يحملون جنسيات مزدوجة في إيران، فيما يعتبره كثيرون استراتيجية دبلوماسية بالغة القسوة.
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن من بين الموقوفين ميمنت حسيني - شافوشي، وهي خبيرة إيرانية - أسترالية في علم السكان، تم توقيفها أواخر العام الماضي خلال زيارة لإيران ضمن جولة بحث.
ويعتبر مراقبون التوقيفات، إما تكتيكاً لتحقيق نفوذ دبلوماسي، وإما جزءاً من السياسة غير الواضحة في إيران، حيث يقوم متشددون في السلطة القضائية والنظام الأمني بإسكات النهج الأكثر تصالحاً للمعتدلين.
وإذا تأكد نبأ توقيف المواطنين اللذين يحملان الجنسيتين البريطانية والأسترالية، فإنه من شأن ذلك أن يفاقم التوتر بين لندن وطهران، وأن يزيد التحديات أمام رئيس الوزراء بوريس جونسون.
والعلاقات بين الدولتين متأزمة على خلفية احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية، أفرج عنها مؤخراً شرط عدم تسليم النفط لسوريا.



خامنئي: غرفة عمليات أميركية - إسرائيلية أطاحت بالأسد

المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)
المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)
TT

خامنئي: غرفة عمليات أميركية - إسرائيلية أطاحت بالأسد

المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)
المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)

قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، اليوم (الأربعاء)، إن الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد كانت نتيجة خطة وضعتها الولايات المتحدة وإسرائيل، نافياً تراجع دور إيران في المنطقة.

وأضاف أن «إحدى الدول المجاورة لسوريا كان لها دور أيضاً». ولم يذكر تلك الدولة بالاسم لكن بدا أنه يشير إلى تركيا التي تدعم معارضين مسلحين مناهضين للأسد. ويُنظر للإطاحة بالأسد على نطاق واسع على أنها ضربة كبيرة للتحالف السياسي والعسكري المسمى «محور المقاومة» بقيادة إيران، الذي يعارض النفوذ الإسرائيلي والأميركي في الشرق الأوسط.

وقال خامنئي في كلمة نشرها موقعه الرسمي إن «ما حصل في سوريا كان مخططاً له بشكل أساسي في غرف عمليات بأميركا وإسرائيل. لدينا دليل على ذلك. كما شاركت حكومة مجاورة لسوريا في الأمر»، وأضاف أن تلك الدولة الجارة كان لها «دور واضح ومتواصل للقيام بذلك» في إشارة ضمنية إلى تركيا.

وكانت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي التي تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في شمال سوريا بعد عدة توغلات عبر الحدود ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية، داعماً رئيسياً لجماعات المعارضة المسلحة التي سعت للإطاحة بالأسد منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب ونشرت «الحرس الثوري» في سوريا لإبقاء حليفها في السلطة. وبعد ساعات من سقوط الأسد، قالت إيران إنها تتوقع استمرار العلاقات مع دمشق بناء على «نهج بعيد النظر وحكيم» للبلدين، ودعت إلى تشكيل حكومة شاملة تمثل جميع فئات المجتمع السوري.

وقال خامنئي في كلمته أيضاً إن التحالف الذي تقوده إيران سيكتسب قوة في أنحاء المنطقة بأكملها، وأضاف: «كلما زاد الضغط... تصبح المقاومة أقوى. كلما زادت الجرائم التي يرتكبونها، تأتي بمزيد من التصميم. كلما قاتلت ضدها زاد توسعها»، وأردف قائلاً: «إيران قوية ومقتدرة، وستصبح أقوى».

كما نقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن خامنئي قوله إن المخابرات الإيرانية حذرت الحكومة السورية بوجود تهديدات لاستقرارها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مضيفاً أن دمشق «تجاهلت العدو».

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، للتلفزيون الرسمي إن «الاستخبارات الإيرانية والسورية كانتا على دراية كاملة بتحركات إدلب، وتم إبلاغ الحكومة السورية بذلك»، لافتاً إلى أن طهران «كانت تتوقع حدوث هذا السيناريو» بناءً على المعلومات التي وصلت إليها.

وأشار عراقجي إلى أن الأسد أبدى «انزعاجه واستغرابه» من الجيش السوري.

ونفى مكتب علي لاريجاني، ما قاله محلل مقرب من السلطات للتلفزيون الرسمي بشأن عرض إيراني للأسد في اللحظات الأخيرة، يقضي بحض جيشه على الوقوف بوجه المعارضة السورية لمدة 48 ساعة، حتى تصل قوات إيرانية إلى سوريا.

وقال المحلل، مصطفى خوش جشم، في تصريح لـ«القناة الرسمية الثانية»، إن لاريجاني التقى بشار الأسد، الجمعة، وسأله عن أسباب عدم التقديم بطلب لإرسال قوات إيرانية إلى سوريا. وفي المقابلة التي أعادت بثها وكالة «مهر» الحكومية، صرح خوش جشم بأن الأسد قال للاريجاني: «أرسلوا قوات لكنني لا يمكنني إعادة معنويات هذا الجيش»، وأوضح المحلل أن «تصريح الأسد كان اعترافاً منه وكرره عدة مرات»، وتابع: «ماذا يعني ذلك، عندما قال بصراحة: تقرر أن يتدخل الجيش ويعمل لمدة يومين حتى تصل القوات الإيرانية ومستشاروها، وهو ما حدث جزئياً»، ولفت إلى أن «جماعات (محور المقاومة) هي التي تسببت في إيقاف زحف المسلحين في حمص لبعض الساعات»، وأضاف في السياق نفسه: «لكن عندما كانت أفضل قواتنا تعمل هناك، الجيش توقف عن العمل، وانضمت له وحدات الدفاع الشعبي السورية، ونحن بقينا وحدنا، حتى لم يقفوا يوماً واحداً لكي نبقى».