تصعيد حوثي في الحديدة غداة الإعلان عن لجان لمراقبة الهدنة

الجيش اليمني يصد هجمات في حجة بإسناد من طيران التحالف

طفل يحمل بندقية خلال تجمع للحوثيين في صنعاء لإحياء ذكرى عاشوراء (رويترز)
طفل يحمل بندقية خلال تجمع للحوثيين في صنعاء لإحياء ذكرى عاشوراء (رويترز)
TT

تصعيد حوثي في الحديدة غداة الإعلان عن لجان لمراقبة الهدنة

طفل يحمل بندقية خلال تجمع للحوثيين في صنعاء لإحياء ذكرى عاشوراء (رويترز)
طفل يحمل بندقية خلال تجمع للحوثيين في صنعاء لإحياء ذكرى عاشوراء (رويترز)

صعدت الميليشيات الحوثية من خروقها في محافظة الحديدة (غرب)، غداة إعلان اللجنة الثلاثية المشتركة لإعادة تنسيق الانتشار الاتفاق على إنشاء مركز للعمليات المشتركة لمراقبة التهدئة ووقف إطلاق النار في المحافظة الساحلية، المطلة على البحر الأحمر.
وفي حين استخدمت عناصر الجماعة مختلف الأسلحة في مهاجمة مواقع الجيش الوطني، أكد الأخير أنه تمكن من إفشال هجمات الجماعة في الحديدة وجبهتي حرض وعبس في محافظة حجة الحدودية (شمال غرب).
وأفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني بأن القوات الحكومية أحبطت هجوماً لميليشيات الحوثي المتمردة المدعومة من إيران، باتجاه مديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة، بعد أن رصدت محاولة تقدم للميليشيات، باتجاه مواقع في منطقة الجبلية.
واستهدفت قوات الجيش - بحسب الموقع - عناصر الميليشيات الحوثية أثناء محاولتها التسلل إلى تلك المواقع، وأجبرتها على التراجع والفرار، فيما أسفر الاستهداف عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف العناصر المتمردة.
إلى ذلك، أفادت المصادر العسكرية الحكومية بأن الخروق الحوثية المتواصلة على مدينة الحديدة والقرى الريفية للمحافظة في مديريات حيس والتحيتا والدريهمي، خلفت خسائر بشرية ومادية في أوساط المدنيين العزل.
وذكرت المصادر أن الميليشيات أطلقت القذائف والصواريخ ورصاص القناصة على القرى والمناطق المحررة في مدينة الحديدة وعدد من القرى السكنية بما فيها مديرية حيس، حيث أطلق قناصة الميليشيات الحوثية النار على المارة في الطرقات العامة ما تسبب بإصابة رجل مسن بجروح.
ونقل مركز إعلام قوات العمالقة الحكومة، المرابطة في جبهة الساحل الغربي، عن مصادر محلية قولها إن «مسلحي الميليشيات أطلقوا النار على النازحين في أطراف مديرية حيس وأدى لإصابة رجل مسن يدعى محمد أحمد غلاب المجعشي ويبلغ من العمر 60 عاماً، بجروح في قدمه اليمنى، ونقل على أثرها إلى مستشفى حيس الميداني».
وبحسب الرجل المصاب، فقد روى أن «قناصة الميليشيات أطلقوا عليه النار وهو أثناء مروره في الطريق، وحاول أن يلوّح بقطعة قماش بيضاء، ولكنهم أطلقوا عليه النار مرة أخرى فأصابته رصاص الميليشيات فسقط أرضاً وزحف مسافة لتأمين نفسه حتى تم إسعافه».
ووفقا لمصادر عسكرية يمنية، جددت ميليشيات الحوثي الانقلابية، صباح الثلاثاء، قصفها واستهدافها العنيف لمناطق متفرقة من مديرية التحيتا، بالمدفعية والأسلحة الثقيلة، في تحد واضح وخرق متواصل للهدنة الأممية لوقف إطلاق النار في الحديدة، وقالت إن «الميليشيات قصفت مواقع القوات المشتركة في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا بمدفعية الهاون من عيار 82 وعيار 120 وبقذائف مدفعية الهاوزر، إضافة إلى قيام عناصر من الميليشيات بفتح نيران أسلحتهم المتوسطة والثقيلة من مناطق تمركزهم على مواقع القوات المشتركة».
وتزامن القصف الحوثي - بحسب المصادر - مع «تمكن القوات المشتركة من التصدي لهجوم واسع شنته عناصر الميليشيات على مواقع القوات المشتركة شمال الجبلية، فيما تكبدت الميليشيات خسائر فادحة بالأرواح والعتاد، ولاذت بقية العناصر بالفرار بعد تلقيها ضربات موجعة من قبل القوات المشتركة».
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة، نزع وتفكيك كميات من الألغام والقذائف التي زرعتها ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران في منطقة المسناء، جنوب مدينة الحديدة.
وسبق أن قامت الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة بتفكيك وانتزاع كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة من مختلف مناطق محافظة الحديدة وتم تفجيرها في أوقات متفرقة.
وسقط مئات من المدنيين ضحايا بسبب الألغام التي زرعتها الميليشيات في الأحياء السكنية والقرى والمزارع وفي منازل المواطنين في مختلف مناطق ومديريات محافظة الحديدة.
وكانت اللجنة الثلاثية المشتركة لإعادة تنسيق الانتشار أعلنت الاثنين الاتفاق على إنشاء مركز للعمليات المشتركة لمراقبة التهدئة ووقف إطلاق النار.
وجاء ذلك في بيان للجنة عقب انتهاء الاجتماع السادس المشترك لأعضاء اللجنة على متن السفينة الأممية قبالة المياه المفتوحة في الحديدة يومي الأحد والاثنين الماضيين.
وأكدت اللجنة المشتركة التي تقودها الأمم المتحدة وتضم ممثلين عن الحكومة الشرعية والجماعة الحوثية أنها قامت بتفعيل آلية التهدئة وتعزيز وقف إطلاق النار، الذي تم الاتفاق عليه في الاجتماع السابق للجنة خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي.
وأوضحت في البيان أنه تم بناء على ذلك إنشاء وتشغيل مركز للعمليات المشتركة في مقر البعثة الأممية في الحديدة، ويضم ضباط ارتباط وتنسيق من الطرفين، بالإضافة إلى ضباط تنسيق وارتباط من الأمم المتحدة.
وعن المهام التي ستوكل للمركز، أفاد البيان بأن المركز سيعمل على الحد من التصعيد ومعالجة الحوادث في الميدان من خلال الاتصال المباشر مع ضباط الارتباط الميدانيين المنتشرين على جبهات محافظة الحديدة.
وذكر البيان أن أعضاء اللجنة المشتركة قرروا «نشر فرق مراقبة في 4 مواقع على الخطوط الأمامية لمدينة الحديدة، كخطوة أولى من أجل تثبيت وقف إطلاق النار والحد من المعاناة والإصابات بين السكان المدنيين».
وكشف البيان عن أن أعضاء اللجنة تناولوا «الجوانب التقنية والعملية من اقتراح المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن بشأن تنفيذ اتفاق الحديدة ومراحله وسيقدمون مقترحاتهم إزاءها لاحقا». وفق ما جاء في البيان.
على صعيد ميداني متصل، تمكنت قوات الجيش الوطني من إحباط هجوم مجاميع حوثية على عدد من مواقع الجيش الوطني في مديريتي عبس وحرض، في محافظة حجة.
وأسفر صد الهجوم عن قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين، بحسب ما أفاد به مصدر عسكري رسمي قال إن «الجيش تمكن من إجبار الميليشيات الانقلابية على التراجع والفرار بعد سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات الحوثية».
إلى ذلك، استهدفت مقاتلات تحالف دعم الشرعية، الاثنين، بسلسلة غارات، تعزيزات وتجمعات بشرية لميليشيات الحوثي الانقلابية في جبهة حرض شمال محافظة حجة. ونقل مركز إعلام الجيش، عن مصدر عسكري، تأكيده أن «مقاتلات التحالف دمّرت عدّة عربات حوثية شرق مدينة حرض، منها عربتان شرق (كرس الوهاب) في عزلة (الشعاب)، وعربة مدرعة في منطقة (كرس المعترض)، بالإضافة إلى تدمير طقمين كانا يحملان تعزيزات (أفراد وذخائر) شرق جبل الحصنين».
وأوضح المركز أن المقاتلات استهدفت تجمعات لميليشيات الحوثي الانقلابية غرب مدينة حرض، وسقط على أثرها قتلى وجرحى من عناصر الميليشيات الانقلابية، مشيرا إلى أن «الميليشيات دفعت بمعدات قتالية وتعزيزات بشرية كبيرة في محاولة لاستعادة بعض من المواقع التي خسرتها على يد قوات الجيش خلال الأيام الماضية، وفك الحصار على ما تبقى من عناصرها داخل مدينة حرض.
وأكدت المصادر أن محاولات ميليشيات الحوثي «باءت جميعها بالفشل أمام يقظة الجيش الوطني والدعم المباشر من قوات وطيران تحالف دعم الشرعية».
وفي جبهات الضالع (جنوب) ذكرت مصادر يمنية أمس أن الميليشيات الحوثية شنت قصفاً مكثفاً من مواقع تمركزها في دمت، شمال محافظة الضالع على عدد من قرى منطقة مريس التي تشهد مواجهات عنيفة منذ أيام بين الجيش والانقلابيين.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم