مشاركة مصرية لافتة ومتنوعة بـ«مهرجان بيروت للصورة» الذي انطلق أخيراً في لبنان، بهدف تعزيز ثقافة الصورة وخلق فضاء واسع للتفاعل الثقافي والحضاري والإعلام عبر تأكيد دور الصورة في بناء المجتمعات وتطورها في عصر الإنترنت وإعلام الوسائط الاجتماعية، فمن بين 678 مصوراً يمثلون 36 جنسية مختلفة، كانوا قد تقدموا بطلباتهم للمشاركة في المهرجان، وأرسلوا نحو 3884 صورة فردية أو ضمن قصص مصورة، اختارت لجنة مختصة من بين هذا الإبداع 600 صورة كان للفنانين المصريين نصيب كبير وحضور بارز فيها توّجته أسماء معروفة لها ثقل دولي في مجال التصوير.
يتكون الفريق المصري المشارك من 4 فنانين أساسيين تُعرض لهم قصص مصورة كاملة في معارض المهرجان، وهم الفنانون: أيمن لطفي وجلال المسري ومحمد ورداني ونسرين الخطيب، إلى جانب مجموعة أخرى من الفنانين المصريين سيمثّل كل منهم مصر بعمل واحد، من بينهم منهم محمد الدر وعبده طاحون ومصطفى وروجية.
معبراً عن الرؤية المصرية للمهرجان، يقول الفنان المصري أيمن لطفي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «يشغل مهرجان بيروت للصورة فراغاً كبيراً في الساحة الفنية؛ إذ يكاد يكون المهرجان العربي الدولي الوحيد المتخصص في الفوتوغرافيا، فرغم وجود فعاليات أخرى في المنطقة، فإنها تُعد مسابقات أكثر منها مهرجانات، ومن أهم ما يميزه كذلك أنه يضم مشروعات فوتوغرافية كاملة إلى جانب الصور ذات الموضوعات الفردية، ومن هنا لاقى صدى رائعاً في المشهد الفني العربي، إضافة إلى اهتمام كبير من جانب المصورين المصريين المتعطشين لإقامة بينالي دولي للفوتوغرافيا، ويعملون على ذلك داخل الوطن».
يضيف لطفي قائلاً: «حاولت وضع نواة لبينالي صور في القاهرة، بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية في عامي 2012 و2014 لكن للأسف لم يرَ النور حتى الآن، فجاء مهرجان بيروت ليعيد النقاش من جديد حول إقامة هذا البينالي في مصر، كأنه أثار الشجن لدينا وحقق حراكاً في المشهد المصري».
وتتميز أعمال مهرجان بيروت بقوة التكنيك وعمق المعاني، ربما أكثر من الأوروبية، لأن المنطقة العربية ساخنة وثرية بأحداثها وقضاياها، ما يلهم المصورين العرب في طرح قضايا سياسية وإنسانية واجتماعية قوية ومتنوعة في لقطاتهم، وفق لطفي الذي قال إنه يشارك بأعمال تحمل الطابع التجريدي والتجريبي منها مشروع «الشريان»، الذي يستضيفه بيت بيروت تحت عنوان «بورتريه مفاهيمي».
أما الفنان جلال المسري، فقد اختار مشروع «النوبة... بلاد الذهب» للعرض في المكتبة الوطنية أولاً قبل نقله إلى ساحة النجمة لمدة شهر كامل، وهو ما يعده المسري -على حد وصفه- في حواره مع «الشرق الأوسط»، «تكريماً لشخصه، وللفن المصري في المهرجان بشكل عام».
وعن تحضيره للمهرجان قال: «بدأت منذ أكثر من 3 أشهر الإعداد للمهرجان، إذ كنت من أوائل الفنانين الذين تواصلت معهم إدارة المهرجان، وأرسلت مشروعي عن (النوبة) الذي كنت قد عملت فيه على مدى 5 سنوات، وتضمن نتاج رحلاتي المتعددة لجزر النوبة المختلفة، ويضم أعمالاً تعبّر عن جمالها وتراثها وسكانها، بجانب تفاصيل الأمكنة المختلفة بها». لافتاً: «قدمت منها 15 صورة تعرّف المتلقي في أي مكان في العالم على منطقة جميلة من مصر».
إلى ذلك، يصف الفنان المصري محمد ورداني مهرجان بيروت للصورة بـ«التجربة الرائدة، التي يتمنى تكرارها في المنطقة العربية، لدورها في فتح النقاش وتبادل الخبرات في مجال الفوتوغرافيا عربياً ودولياً، وأيضاً لأن الصورة هي دائماً ذاكرة الوطن، ووطن بلا صورة هو وطن بلا ذاكرة»، وعن المشاركة المصرية يقول: «متميزة وتحمل رؤى متنوعة وتناولاً فنياً عميقاً».
ويشارك ورداني بقصة مصورة تضم عشرة أعمال تدور حول «العودة إلى الجذور»، تحتفي بتصوير الصناعة اليدوية التي يتميز بها المصريون مثل الفخار ومصابغ الخيوط القديمة والأحذية اليدوية، حيث يوجد في مصر أحياء عتيقة «لا تزال تحتضن ورشاً لفنون لا مثيل لها في أي مكان آخر بالعالم» على حد تعبيره، كما تتميز أعماله بقدرتها على خطف عين المتلقي إلى ما تتضمنه من معانٍ ترتبط بالعراقة والأصالة والحضور الطاغي للتراث عبر لقطات واعية تم التقاطها باحترافية عالية.
وفي قصة مصورة مشوقة وجديدة من نوعها، تسرد الفنانة الشابة نسرين الخطيب حكاية أحد أجمل القصور المصرية، وأكثرها إثارة للحزن، وهو قصر «سعيد حليم» بوسط القاهرة ذو الطابع المعماري النادر والتاريخ الطويل، والذي يعاني حالياً من الفوضى والإهمال رغم مرور أكثر من 17 عاماً على تسجيله كمبنى أثري. والقصر يُعرف خطأً باسم قصر شامبليون لوقوعه بشارع شامبليون وسط القاهرة.
فنانون مصريون يُبرزون سحر النوبة في مهرجان بيروت للصورة
عبر قصص فوتوغرافية متنوعة
فنانون مصريون يُبرزون سحر النوبة في مهرجان بيروت للصورة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة