قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم (الخميس) إن بلاده تعتزم إعادة توطين مليون لاجئ في شمال سوريا وربما تفتح الطريق إلى أوروبا أمام المهاجرين ما لم تتلق دعما دوليا كافيا لهذه الخطة.
وتسيطر تركيا، التي تستضيف 3.6 مليون لاجئ سوري، على أجزاء من شمال سوريا حيث تقول إن 350 ألف سوري عادوا بالفعل إلى هناك، وتقيم «منطقة آمنة» مع الولايات المتحدة في الشمال الشرقي حيث قال إردوغان إنه يمكن نقل المزيد إليها.
وفي كلمة ألقاها في أنقرة، ونقلتها وكالة «رويترز» للأنباء، قال إردوغان «نقول إنه يجب علينا إقامة مثل هذه المنطقة الآمنة حيث تستطيع تركيا بناء بلدات فيها بدلا من مدن المخيمات هنا. دعونا ننقلهم إلى المناطق الآمنة هناك».
وأضاف «اعطونا دعما لوجستياً وسوف نستطيع بناء منازل في عمق 30 كيلومترا في شمال سوريا. بهذه الطريقة يمكننا أن نوفر لهم أوضاع معيشة إنسانية».
وتابع قائلا «إما أن يحدث هذا أو سيكون علينا فتح الأبواب. إن لم تقدموا الدعم فاعذرونا، فنحن لن نتحمل هذا العبء وحدنا. لم نتمكن من الحصول على الدعم من المجتمع الدولي وتحديدا الاتحاد الأوروبي».
ووفق اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في مارس (آذار) 2016 وافقت أنقرة على كبح تدفق المهاجرين إلى أوروبا مقابل مساعدة بمليارات اليورو.
لكن عدد المهاجرين الذين يصلون إلى اليونان المجاورة ارتفع الشهر الماضي.
وقال إردوغان «هدفنا هو إعادة مليون على الأقل من أشقائنا السوريين إلى المنطقة الآمنة التي سنقيمها على حدودنا الممتدة بطول450 كيلومترا».
وأشار إردوغان إلى أن بلاده تعتزم إقامة المنطقة آمنة بالتعاون مع الولايات المتحدة بحلول نهاية سبتمبر (أيلول) الجاري لكنها مستعدة للتحرك منفردة إذا اقتضى الأمر.
واتفقت الدولتان العضوان في حلف شمال الأطلسي على إقامة منطقة عازلة بين الحدود التركية والمناطق السورية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان صرح بأن أنقرة لن تسمح لواشنطن بتأخير الخطة التي تسعى السلطات التركية منذ فترة طويلة لتطبيقها.
وقال كالين لبولتون في اتصال هاتفي إن «الجانب التركي استكمل استعداداته بخصوص تنفيذ خطة العملية المشتركة مع الولايات المتحدة من دون تأخير».
وناقش الجانبان اجتماعا محتملا بين إردوغان والرئيس الأميركي دونالد ترمب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في وقت لاحق من هذا الشهر.
وهددت تركيا مرارا بشن عملية عسكرية جديدة ضد وحدات حماية الشعب في شمال سوريا، والتي تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي.
وكانت الوحدات الكردية - أحد شركاء واشنطن الرئيسيين في دحر تنظيم «داعش» في سوريا - قد أعلنت أنها ستساعد في تطبيق المنطقة العازلة في مناطقها على طول الحدود التركية.
وتقول أنقرة إن وحدات حماية الشعب الكردية فصيل «إرهابي» لحزب العمل الكردستاني المحظور الذي يشن تمردا في تركيا منذ 1984.