الجامعة العربية تطالب بتحرك لحماية الولاية القانونية لـ«الأونروا»

TT

الجامعة العربية تطالب بتحرك لحماية الولاية القانونية لـ«الأونروا»

أكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بجامعة الدول العربية الدكتور سعيد أبو علي، أن «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) هي العنوان الذي يجسد مسؤولية المجتمع الدولي تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس منذ بداية عملها الميداني في الأول من مايو (أيار) 1950».
وقال الأمين العام المساعد في تصريح له، أمس، إن «الاجتماع الطارئ لمؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين بالدول العربية الذي عقد في الجامعة العربية بناء على طلب دولة فلسطين، كان هدفه الرئيسي هو ضرورة التحرك بشكل عاجل للحشد للحصول على تصويت دولي واسع بأغلبية كبيرة لدعم تجديد تفويض الأونروا المقرر في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بالجمعية العامة للأمم المتحدة، وضرورة استصدار قرار أممي يمثل ردا بليغا على محاولات الاستهداف للوكالة وقضية اللاجئين الفلسطينيين بصفة عامة»، مضيفاً أن «وفد دولة فلسطين قدم خطة تحرك لدعم تجديد تفويض ولاية الأونروا ثلاث سنوات قادمة 2020 حتى 2023 في الأمم المتحدة، حيث تأتي هذه الخطة في ظل مواصلة الإدارة الأميركية انحيازها السافر للاحتلال الإسرائيلي ومحاولات تنفيذ مخططها لتصفية قضايا الوضع النهائي، بدءا من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، مرورا بغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل ووقف تمويل الأونروا في محاولة لإنهاء عملها».
وأكد أبو علي، أن «المطلوب الآن، التحرك العاجل لتأمين التصويت بأغلبية كبيرة لصالح قرار تجديد التفويض، دون أي مساس بالولاية القانونية للأونروا أو بصفة اللاجئ الفلسطيني، والحشد أيضاً لتغطية العجز الحالي في موازنة الوكالة»، مضيفاً: «نثق بالمجتمع الدولي وأنه لن يسمح بمنع تجديد التفويض بل سيؤكد دعمه للأونروا وتجديد تفويضها الممنوح لها بالقرار 302».
من جانبه، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة اللاجئين أحمد أبو هولي، أن «المؤتمر دعا الجامعة العربية وبعثاتها في الخارج ومجالس سفراء العرب إلى ضرورة مواصلة الجهود في تفعيل قنوات الاتصال الدبلوماسية والسياسية مع دول العام لحثها على التصويت لصالح دعم تجديد التفويض لوكالة الغوث الدولية»، مضيفاً في تصريح له: «قدمنا خطة تحرك لرؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر هدفها حشد الدعم السياسي للوكالة؛ بما يضمن الأغلبية الكبيرة الساحقة من الأصوات في عملية التصويت نوفمبر المقبل، وتعرية الموقفين الأميركي والإسرائيلي المعادي للأونروا، وقطع الطريق أمام تمرير مخططهما في إلغاء التفويض أو تغييره، وضرورة تشكيل رأي عام عالمي ضاغط وداعم لتجديد التفويض وحملة مناصرة داعمة للأونروا على مواقع التواصل الاجتماعي وفتح موجة مفتوحة مع كل الإذاعات الفلسطينية دعما للأونروا وبالتنسيق مع وزارة الإعلام الفلسطينية، مع بدء عملية التصويت لتجديد التفويض».



«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».