المدرسة الأميرية في الأحساء... طلابها أمراء ووزراء وأدباء

صرح شاهد على بواكير التعليم في السعودية

الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة أحد طلاب المدرسة الأميرية في لقطة خلال زيارته لها قبل سنوات
الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة أحد طلاب المدرسة الأميرية في لقطة خلال زيارته لها قبل سنوات
TT

المدرسة الأميرية في الأحساء... طلابها أمراء ووزراء وأدباء

الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة أحد طلاب المدرسة الأميرية في لقطة خلال زيارته لها قبل سنوات
الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة أحد طلاب المدرسة الأميرية في لقطة خلال زيارته لها قبل سنوات

تمثل المدرسة الأميرية بمحافظة الأحساء شرق المملكة العربية السعودية رمزا تعليميا بارزا في المملكة، حيث تُستذكر هذه المدرسة مع كل حديث عّن الحركة التعليمية ومراحل تطورها حتى باتت تمثل صرحا شامخا من صروح الوطن.
وتمثل المدرسة في الأحساء مرحلة مهمة لبواكير التعليم في المملكة، والتعليم النظامي في الأحساء، والتي كانت تستقبل طلاباً حتى من بقية أرجاء المملكة، ومن جميع أنحاء منطقة الخليج العربي وبعض الدول العربية الأخرى.
وفي عام (1360هـ) قام الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود بزيارة تاريخية للمدرسة، حيث أمر بتحديثها بعد أربع سنوات من بدء النشاط العلمي فيها والذي بدأ فعليا في عام (1356هـ)، حيث تم اعتمادها رسميا، وتخرجت الدفعة الأولى في عام (1362هـ) وتخرج حينها (70) طالبا في هذه الدفعة.
وشهدت هذه المدرسة دراسة كثير من الأمراء والوزراء السعوديين وكبار الأدباء؛ ما جعل لها مكانه خاصة لدى كل من درس فيها في البداية الفعلية لانطلاقة عجلة الحركة التعليمية في المملكة عموما والأحساء على وجه الخصوص.
ويُعّد الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، أبرز طلاب هذه المدرسة. كما تعّلم فيها عدد من الوزراء ونماذج الثقافة والشعر والأدب من بينهم الوزير الدكتور غازي القصيبي والذي شغل كثيرا من الوزارات في عدة حقب من الدولة السعودية، وكذلك وزير البترول والثروة المعدنية السابق علي النعيمي وغيرهم من كبار الشخصيات التي خدمت في مناصب عليا.
ومن الأسماء البارزة التي مرّت بهذه المدرسة، الشيخ حمد النعيم أحد أهم رواد التعليم في المدرسة والذي افتتح مدرسة في منزله، وكذلك محمد النحاس وهو من الجنسية المصرية وكان له دور بارز في تجهيز ودعم المدرسة بالكفاءات من المعلمين، إضافة إلى الشيخ عبد العزيز التركي وهو من أبناء القصيم وكان له دور بارز، وأيضا الشيخ عبد الله بونهية مدير التعليم السابق في المنطقة الشرقية، وغيرهم.
وبعد عقود من التعليم في هذه المدرسة تم تحويلها إلى (بيت الثقافة) في عام 1434هـ لتكون أحد شواهد عقود من التعليم في هذه المدرسة العريقة.
يقول خالد الفريدة مدير فرع الأحساء للهيئة العامة للسياحة والتراث سابقا لـ«الشرق الأوسط» إنها سميت بمدرسة الأمراء نسبة لعدد من الأمراء من طلابها.
وبين الفريدة أن المدرسة تضم كثيرا من القاعات والفصول وقد تم تطويرها على مراحل من حيث التوسعة وغيرها حتى باتت حاليا من أهم المعالم التراثية في الأحساء والتي تحكي قصصا ملهمة عن الحركة التعليمية في هذه المحافظة التي تعد من أهم منابر العلم والعلماء في المملكة والخليج.
وعن الترميم للمدرسة وتحويلها إلى «بيت التراث» أشار الفريدة إلى أن هناك تعاونا مع جامعة الملك فيصل بالأحساء، وهي أحد أكبر الصروح التعليمية في المملكة ومن أعرقها حيث كانت الجامعة تقيم كثيرا من الأنشطة في المدرسة الأميرية حتى قبل قرابة سبعة أعوام.
وتمثل مدرسة الأمراء واحدة من أهم المعالم التراثية التي ساهمت في دخول محافظة الأحساء لقائمة منظمة «اليونيسكو» إلى جانب مواقع سياحية وتراثية أخرى في المملكة.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.